تسود حالة من الاستياء والغضب الشديدين بلدة دير استيا الفلسطينية في قضاء سلفيت شمال الضفة المحتلة، بعد إقدام المستوطنين الإسرائيليين فجر اليوم، على حرق مسجد علي بن أبي طالب عليه السلام، وكتابة شعارات عنصرية على جدرانه. سلفيت (فارس) وتجمع المئات من سكان البلدة أمام المسجد مؤكدين أن هذا العمل الإجرامي ما كان ليتم لولا دعم حكومة الاحتلال، وحماية الجيش الإسرائيلي. وشدد سكان البلدة على ضرورة تشكيل لجان شبابية مهمتها حماية المقدسات، والتصدي للخطر المتصاعد الذي يشكله المستوطنون. ووصف رئيس بلدية دير استيا أيوب أبو حجلة، هذا العمل بأنه حقير وإجرامي من الدرجة الأولى، منبهًا إلى ان فاعليه حاقدين وعديمي المسؤولية. وقال: "هذه هي ليست المرة الأولى التي يحصل لدينا عمل من هذا القبيل، فقبل تسعة أشهر اقتحم مستوطنون البلدة، وقاموا بإحراق مركبات، وكتابة شعارات عدائية على جدران المنازل". وتابع أبو حجلة: "لا يساورنا شك بأن هذا العمل تم بالتعاون مع جيش الاحتلال الإسرائيلي"، مشيرًا إلى قيامهم بالأمس خلال ساعات المساء بالدخول إلى البلدة، ومنعهم المواطنين من الخروج من بيوتهم، كما ألقوا القنابل، والغاز المسيل للدموع. من جانبها، حذّرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث "من استخدام الاحتلال الإسرائيلي سياسة العمى عن جرائم المستوطنين بحق المساجد والمقدسات الإسلامية والمسيحية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 والضفة الغربية". وحمّلت المؤسسة في بيان لها وصلنا نسخة عنه، الاحتلال المسؤولية الكاملة تجاه جريمة حرق مسجد علي بن أبي طالب في قرية دير استيا، وخط كتابات مسيئة على جدرانه فجر اليوم. وقال البيان: "إن عملية حرق المسجد اليوم في دير استيا هي حلقة من مسلسل إجرامي أبطاله المستوطنون بغطاء رسمي من الاحتلال ابتدأ في الضفة الغربية وانتقل بعد ذلك إلى القدس والداخل الفلسطيني، ولا يفرق بين مسجد أو كنيسة أو مقبرة إسلامية أو مسيحية ، وهذا يدلل على أنه يستهدف بشكل مباشر الوجود العربي والإسلامي والفلسطيني على هذه الأرض". واشار بيان المؤسسة إلى أن "المقدسات خط أحمر لا يُسمح بتجاوزه"، منبهًا إلى خطورة الاستمرار في هذه الاعتداءات الإجرامية على المقدسات والمساجد والمقابر والكنائس. وأكدت المؤسسة أن "اعتداءات المستوطنين بحق المقدسات لا تزيد الفلسطينيين إلا تمسكًا بها؛ كونها أوتادًا ترتبط ارتباطًا مباشرًا مع عقيدتهم وحضارتهم". /2336/ وكالة انباء فارس