نفى مصدر عسكري مسؤول الأخبار التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام يوم أمس عن تسلم القوات المسلحة للمواقع من الحوثيين في دماج والتمركز فيها. ونقل موقع سبتمبر نت الاخباري عن المصدر قوله :" لم تدخل إلا قوة الفصل بين السلفيين والحوثيين الى وادي دماج حيث استلمت أمس موقع البراقة والمشرحة من أصحاب دماج فقط ". وكان زعيم السلفيين في دماج يحيى الحجوري وصل إلى صنعاء مع عشرات من أتباعه يوم أمس الثلاثاء على متن أربع مروحيات بصحبة أمين العاصمة عبدالقادر هلال وأعضاء في لجنة وساطة وفق ما صرح به رئيس اللجنة يحيى منصور أبو اصبع. وسط استقبال مؤيديه في مدينة سعوان وذلك في إطار اتفاق قضى بإجلاء السلفيين من دماج ووضع حداً لاقتتال استمر أكثر من شهرين مع الحوثيين الذين يحكمون سيطرتهم على محافظة صعدة. واشتكى السلفيون في مركز دار الحديث بدماج طيلة ثلاثة أشهر من أن الحوثيين فرضوا عليهم حصاراً مشدداً لكن الأخيرين قالوا إنهم يهدفون إلى منع هجمات يشنها مسلحون سلفيون على قرى مجاورة لدماج. ويلتقي الحجوري رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي قبل أن يتوجه إلى محافظة الحديدة حيث يقيم في منطقة قرب وادي مور مع مئات من أتباعه الذين بدأوا مغادرة دماج على متن شاحنات كبيرة نص الاتفاق على أن توفرها الحكومة لحمل أثاث المغادرين وسائر متعلقاتهم. ونشرت صور لخيام جرى نصبها ليقيم فيها السلفيون مؤقتاً. قضى الاتفاق الذي أُعلن السبت بوقف القتال وتبادل جثث القتلى وخروج الحجوري وأتباعه من دماج مع ضمانة من الحوثي ورئيس الجمهورية بألا يلحقهم أذى من الحوثيين. ونص الاتفاق على أن يحمل السلفيون أسلحتهم بمختلف أنواعها إلى حيث يستقرون وتعويضهم عن أضرار الحرب التي لحقت بأملاكهم واعتبار قتلاهم شهداء «محسوبين على الدولة ورعاية وعلاج جميع الجرحى خلال الربع الأول من هذا العام». ولاقى إجلاء السلفيين من دماج انتقادات واسعة من نشطاء مدنيين وحقوقيين رأوا فيه تهجيراً يطيح بمبدأ المواطنة والتعايش، غير أن اللجنة الرئاسية المخولة بإنهاء النزاع صرحت أن الاتفاق جاء بتوافق كل الأطراف. ونقلت وكالة سبأ الحكومية عن اللج ن ة أن عبدالملك الحوثي زعيم جماعة الحوثيين أرسل عبرها رسالة إلى الرئيس هادي، تعهد فيها بعدم الاعتداء على الحجوري وأتباعه خلال مغادرتهم. وأضافت أن رسالة الحوثي نصت على أن «أهالي دماج أخوة وأبناء ومواطنين مثلهم مثل الحوثيين لهم ما لهم من الحقوق وعليهم نفس الواجبات يتبادلون السلام والاحترام والتقدير ومعاً يرسخون قيم الإخاء والتسامح وثقافة السلام والتعايش والتنوع المذهبي والحرية الفكرية ونبذ لغة التكفير والتحريض والفتنة وكل أشكال الإلغاء والإقصاء». وبدأت قوات من الجيش الانتشار في المواقع التي كان الطرفان يتخذانها للحرب في المرتفعات والمناطق المحيطة بدماج. كانت سلسلة من الاتفاقات التي أبرمتها لجان وساطة متعددة قد أخفقت في وضع حد للصراع المسلح بين الجماعة الحوثية والسلفيين وسرعان ما امتد إلى محافظات عمران والجوف وصنعاء الأمر الذي أنذر باحتدام حرب طائفية واسعة النطا ق . الاشتراكي نت