عبّر الدكتور عبدالوهاب بن إبراهيم أبو سليمان، عضو هيئة كبار العلماء، والفائز بجائزة الملك فيصل فرع الدراسات الإسلامية لهذا العام، عن سعادته بهذا الفوز، وقال في تصريح ل»المدينة»: أصدقكم القول لم يكن هذا الفوز في البال لأني كنت عازفًا عن التأليف منذ فترة، مؤكدًا أن ما قدمه لمكةالمكرمة وتاريخ وتراث مكةالمكرمة من دراسات وأبحاث إنما هو واجب عليه، وقال: إن مكةالمكرمة قبلة الإسلام والمسلمين تستحق البذل والعطاء من قبل كل إنسان على هذه البسيطة، فما بالك بمن عاش أو يعيش على ترابها الطاهر. وأضاف الدكتور أبو سليمان: لم أسع في يوم من الأيام بما قدمت من دراسات وأبحاث عن مكةالمكرمة وتراثها للفوز بجائزة، وإنما قصدت وجه الله أولا ثم خدمة بلدي، وأحمد الله سبحانه وتعالى على هذه الثقة فيما قدمت وأشكر القائمين على جائزة الملك فيصل العالمية على هذا التقدير، منوّهًا بأن مكةالمكرمة بلد العلم والعلماء وكانت ومازالت وستظل بإذن الله منارة علم وإشعاع ما انقطع عنها العلم يومًا من الأيام، ومكة أمانة في عنق كل مسلم ولابد على كل من عاش أو يعيش على ترابها الطاهر أن يقدم لها ويسعى في خدمتها كل بما يسر له، وبالأسلوب الذي ينفع به أمة الإسلام والمسلمين وفق إمكاناته. وأعلن الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان عبر «المدينة» عن ميلاد مؤلف جديد من مؤلفاته، التي سترى النور قريبا وربما في شهر شعبان المقبل (حسب قوله)، وهو كتاب سيحمل عنوان «المسجد الحرام الجامع والجامعة.. الفقه والفقهاء في القرن الرابع عشر في مكةالمكرمة»، مشيرًا إلى أن هذا الكتاب سيكون من أهم الكتب التي ألفها عن مكةالمكرمة بما سيحمله من حقائق ومعلومات ستثرى الساحة، رافضًا الإفصاح عن السبب، الذي سيجعل من كتابه الجديد أهم مؤلفاته عن مكة على الإطلاق حسب قوله قائلا: «هنا يكمن السر». وكانت الأمانة العامة لجائزة الملك فيصل العالمية قد أعلنت مساء أمس أسماء الفائزين بالجائزة في دورتها 36، والتي تم الإعلان عنها بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، مدير عام مؤسسة الملك فيصل العالمية، رئيس هيئة الجائزة وذلك بقاعة الاحتفالات في مركز الخزامى بالرياض، حيث ألقى كلمة جاء فيها: ما هذه الجائزة ولا هذه المؤسسة إلا نتاج هذا الفكر، وهذا الأمن وهذا الاستقرار، التي تنعم به هذه البلاد شعبا وحكومة وقيادة ونرجو من وراء هذه الأعمال الكبيرة الثقافية والعلمية والحضارية، التي تتسابق يومًا بعد يوم في كل منطقة من مناطق المملكة فنسجل اعترافنا لله سبحانه وتعالى بالشكر ونرجوه سبحانه أن يوفقنا دائمًا وأن نكون عند حسن ظن قادتنا وشعوبنا. بعد ذلك أعلن أمين عام الجائزة الدكتور عبدالله العثيمين أسماء الفائزين بالجائزة لهذا العام بفروعها الخمسة، وهم: (فرع خدمة الإسلام): النيجيري الشيخ الدكتور أحمد أبو بكر ليمو رئيس مجلس أمناء مكتب هيئة الإغاثة الإسلامية في نيجيريا، وفي (فرع الدراسات الإسلامية) وموضوعها «التراث الحضاري لمكةالمكرمة»: الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان، و(فرع اللغة العربية والأدب) وموضوعها «الدراسات التي تناولت الرواية العربية الحديثة»: الدكتور عبدالله إبراهيم علاوي البوصباح (العراقي الجنسية)، وفي (فرع الطب) وموضوعها «التشخيص غير التدخلي في أمراض الأجنة»: البروفيسور يوك منج دنس لو (الصيني/ البريطاني الجنسية) وفي (فرع العلوم) وموضوعها «الرياضيات»: البروفيسور جيرد فولتينجز الألماني الجنسية. من جانبه، أكد الدكتور عبدالله بن إبراهيم علاوي البوصباح (الخبير الثقافي في الديوان الاميري بدولة قطر) الفائز بجائزة الملك فيصل العالمية فرع اللغة العربية والأدب، أن جائزة الملك فيصل تعدّ جائزة مرموقة في سلّم الجوائز العالمية، وقال ل»المدينة»: لقد حظيت هذه الجائزة باهتمام عام على المستويين العربي والعالمي، مؤكدًا أن الفوز بهذه الجائزة يعد تتويجًا للجهود العلمية والفكرية لأنها تضفي اعترافا على الجهود المبذولة سواء كان ذلك في حقل العلوم المحضة أو العلوم الإنسانية، وأضاف: فوزي بجائزة الملك فيصل في مجال الدراسات النقدية عن الرواية العربية جاء بعد عام واحد من فوزي بجائزة الشيخ زايد في حقل الدراسات النقدية فاكتمل أمر الجائزتين على التعاقب في مكافأة جهد نقدي استغرق نحو عشرين عامًا، وأنا أشعر بالفخر بفوزي بهذه الجائزة باعتباري عراقيًا فارق بلده منذ أكثر من عقدين ولم يكن أمامه إلا تحقيق ذاته الثقافية عبر البحث النقدي والفكري، ولم يخطر لي وأنا منكّب لسنين طويلة على التأليف أن ذلك الجهد يمكن أن يُقدم لنيل جائزة ويحظى بها، فعملية التأليف الشاقة تتم في الغالب بمنأى عن ذلك. وزاد علاوي: حصولي على جائزة الملك فيصل العالمية هو اعتراف مؤكد بحهد نقدي في مجال الدراسات السردية مازال يحبو في النقد العربي الحديث، والاعتراف به من طرف جائزة كبيرة كجائزة الملك فيصل العالمية هو اعتراف بجهود جماعية تُبذل في كثير من البلاد العربية، فأتمنى لهذه الجائزة مزيدًا من التوسّع لتشمل حقولا أخرى في مجال العلوم والآداب. يذكر أن الدكتور عبدالله البوصباح هو ناقد وأستاذ جامعي من العراق، متخصّص في الدراسات الثقافية والفكرية، نال درجة الدكتوراة في الآداب العربية عام 1991 من جامعة بغداد، وأصدر أكثر من 20 كتابًا، وعمل أستاذًا للدراسات الأدبية والنقدية في الجامعات العراقية والليبية والقطرية، ويعمل حاليًا خبيرًا ثقافيًا بالديوان الأميري في الدوحة. موضوعات الفروع العلمية للجائزة للعام المقبل تم تحديد موضوعات الفروع العلمية لجائزة الملك فيصل العالمي للسنة المقبلة (1436ه/لا 2015م) كما يأتي: الدراسات الإسلامية وموضوعها: «التراث الحضاري للمدينة المنورة».. واللغة العربية والأدب وموضوعها: «الجهود المبذولة في تعريب الأعمال العلمية والطبية».. والطب وموضوعه: «الميكروبات المعوية وصحة الإنسان». والعلوم وموضوعها: «الكيمياء». المزيد من الصور : صحيفة المدينة