الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام وشرح صدورنا للإيمان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين ... وبعد: نحن نعيش في هذه الأيام في ظلال شهر كريم، هو شهر ربيع الأول الذي نتفيَّأ ظلاله، ونتعلَّم من دروسه وعظاته، وما أجمل هذه الأيام!، إنها ذكرى مولد خير خلق الله محمد- صلى الله عليه وسلم- الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه، فما أجدر المسلمين أن يتعرفوا على عظمة نبيهم محمد- عليه الصلاة والسلام-، وأن يقرأوا سيرته العطرة في جوانبها المتعددة، إنها سيرة إمام المرسلين وخاتم النبيين، الذي حباه الله بالتكريم في قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، «سورة القلم، الآية 4»، ونستعرض هنا بعض المواقف من سيرته العطرة - صلى الله عليه وسلم-: حِلْمُه - صلى الله عليه وسلم إنَّ صفة الحِلْم من الصفات التي يُحبها الله سبحانه وتعالى، ومن المعلوم أن رسولنا- صلى الله عليه وسلم- قد اتصف بصفة الحلم والأناة، بل كانت صفةً ملازمةً له سائر حياته- صلى الله عليه وسلم-، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه قال: «بينما كان أنس بن مالك- رضي الله عنه- يمشي مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، إذا بأعرابي يجذب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ردائه جذبة شديدة، حتى أَثَّرَ الرداء في رقبة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من شدة جذبته، ثم قال الأعرابي بغلظة لرسول الله- صلى الله عليه وسلم-: يا محمد! مُرْ لي من مال الله الذي عندك، فالتفتَ إليه النبي- صلى الله عليه وسلم- وضحك، ثم أمر له بعطاء»، (أخرجه البخاري). انظر أخي القارئ إلى حِلْمِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وسعة صدره، وكيف قابل- عليه الصلاة والسلام- هذا السلوك المشين وهذا السفه من ذلك الأعرابي، فقد قابله- صلى الله عليه وسلم- بالحلم، حيث كظم غيظه - صلى الله عليه وسلم - وسامحه وعفا عنه، وهذا هو خلقه - عليه الصلاة والسلام-، كما جاء في الحديث عن ابن عمر - رضي الله عنهما-، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من جرعةٍ أعظمُ أجراً عند الله، من جرعة غيظ كظمها عبدٌ ابتغاء وجه الله تعالى»، (أخرجه البيهقي). صدقه - صلى الله عليه وسلم- ... المزيد الاتحاد الاماراتية