دبي - عبير أبو شمالة: أبدى خبراء مشاركون في ندوة استضافتها في دبي أمس جمعية المحللين الماليين المعتمدين في الإمارات حول التمويل الإسلامي والصكوك، تفاؤلاً بعودة الانتعاش إلى سوق إصدارات الصكوك خلال 2014 بدعم من الطلب المتزايد عليها من قبل المؤسسات الحكومية والشركات والقطاع المالي في مختلف دول العالم وخاصة في دولة الإمارات المرشحة لقيادة هذا النمو للسنوات المقبلة في ظل مبادرة دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي . وبحسب تقديرات وكالة التقييم الائتماني "موديز" سجلت إصدارات الصكوك في الأسواق العالمية معدل نمو سنوي قدره 38% خلال الفترة من 2002 وحتى ،2012 وقدرت الوكالة إجمالي الإصدارات التراكمية خلال هذه الفترة بنحو 358 مليار دولار(3 .1 تريليون درهم) . قدر خبراء ماليون قيمة إصدارات الصكوك خلال العام الماضي بنحو 50 مليار دولار (5 .183 مليار درهم) مقارنة مع إصدارات بلغت 81 مليار دولار (297 مليار درهم) للعام ،2012 وذلك على خلفية المخاوف التي سادت الأسواق المالية خلال الربع الأخير من العام الماضي بسبب أزمة سقف الدين الأمريكي . أهمية إنشاء سوق محلي وأكد المشاركون في الندوة أهمية الإسراع في إنشاء سوق محلي للصكوك لاستيعاب الإصدارات المستقبلية، متوقعين أن تتعادل إصدارات الصكوك مع السندات في غضون سنوات قليلة، مقارنة مع نسبة تقدر حالياً ب 40% للصكوك و 60% للسندات . وقال كريج هويت رئيس تطوير الأعمال في ناسداك دبي إن البورصة نجحت خلال العام 2013 في استقطاب 10 إدراجات لصكوك مصدرة محلياً وذلك مقابل 3 إدراجات للسندات، لافتاً إلى أن سوق الصكوك شهد زخماً قوياً العام الماضي بفضل مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لأن تصبح دبي عاصمة للتمويل الإسلامي، متوقعاً أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من الإدراجات . وأكد أن التداول على الصكوك المدرجة في ناسداك دبي يحظى باهتمام كبير من المستثمرين ليس فقط المحليين ولكن على الصعيد العالمي خاصة من أوروبا وآسيا، بما يعكس الثقة العالمية في البورصة التي تعمل وفق أفضل المعايير العالمية . من جانبه توقع خالد حوالدار، محلل ائتمان أول لدى وكالة موديز لخدمة المستثمرين أن تحافظ سوق الصكوك العالمية على المسار الايجابي للنمو على المدى الطويل، مدعومة بالطلب المتزايد على الخدمات المصرفية الإسلامية، وبزيادة معرفة المستثمرين بالأدوات الإسلامية والتقليدية (أي غير الإسلامية) . وقال حوالدار إن السوق سجل نموا سنوياً بحدود 38% في المتوسط خلال الفترة من ،2002 وحتى ،2012 مشيرا إلى أن السوق بدأ صغيرا للغاية بإصدارات بلغت 3 .3 مليار دولار، ومن ثم قفز تدريجياً حتى تجاوز ال 40 ملياراً في ،2007 وإلى 50 ملياراً في ،2011 ومن ثم إلى 81 مليار دولار في 2012 . وأوضح أن إجمالي الإصدارات التراكمية للصكوك بلغت 358 مليار دولار منذ عام ،2001 مازال مستحقاً منها نحو 266 مليار دولار، مشيراً إلى استحواذ السوق العالمي على النصيب الأكبر من الإصدارات مقارنة بالأسواق المحلية، مقدرا حجم الإصدارات العالمية بالدولار خلال العام 2012 بنحو 59 مليار دولار مقابل 22 مليار دولار بالعملة المحلية . الإمارات تتصدر ووفقا لبيانات استعرضها حوالدار خلال الندوة فقد تصدرت دولة الإمارات إصدارات الصكوك الدولارية بإجمالي إصدارات بلغت 20 مليار دولار، تلتها المملكة العربية السعودية بنحو 11 مليار دولار، ثم قطر بنحو 6 مليارات دولار، وتركيا بنحو 5 .2 مليار دولار واندونيسيا بنحو ملياري دولار . وأشار حوالدار إلى أن النمو القوي والاحتمال الكبير باستثمار إصدارات الصكوك يعكس ثقة المستثمر المتنامية بهذه الأدوات كما يعكس حاجات التمويل المتزايدة للجهات السيادية والشركات والمصارف خاصة في الدول الإسلامية في منطقة الخليج وآسيا . وأضاف إن مصدري الصكوك الحاليين والجدد من جهات سيادية غير إسلامية وشركات تقليدية ومشاريع بنية تحتية لن يترددوا في الاستفادة من التمويل الإسلامي إلى جانب التمويل التقليدي . من جهته عزا رضا محمود، نائب الرئيس، أسواق رأس المال الائتمانية، بنك أبوظبي الوطني، التراجع الذي شهده سوق إصدارات الصكوك في العام الماضي إلى أسباب تتعلق بالأوضاع الاقتصادية العالمية خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي وخاصة خلال أزمة سقف الدين الأمريكي التي عصفت بالأسواق المالية، وليس لأسباب تتعلق بشهية المصدرين . وتوقع محمود أن يستعيد سوق الصكوك الذي يشكل حالياً نحو 40% من إصدارات الائتمان، مساره الصعودي وأن يتعادل مع سوق إصدارات السندات في غضون السنوات القليلة المقبلة، وذلك في ظل الاهتمام العالمي الواسع من قبل الحكومات والمؤسسات المالية الإسلامية وغير الإسلامية بالصكوك باعتباره أداة مهمة للتمويل وخاصة تمويل المشاريع، الأمر الذي يستلزم تطوير سوق محلية للصكوك لاستيعاب الطلب المتزايد في المستقبل . وقد انضم إلى رومين روسو، الذي تولى إدارة الحوار كل من: * كريج هيوويت - النائب الأول للرئيس - رئيس دائرة تنمية الأعمال - ناسداك دبي . * فواز أبو سنينة، محلل مالي معتمد - رئيس دائرة أسواق رأس المال الائتمانية - بنك أبوظبي الوطني . * خالد هوالدار - نائب الرئيس، كبير مسؤولي الائتمان - موديز . * محمد سليم - نائب الرئيس التنفيذي ورئيس دائرة الخزانة - بنك دبي الإسلامي . * رضا محمود، محلل مالي معتمد - نائب الرئيس، أسواق رأس المال الائتمانية، بنك أبوظبي الوطني . * ريتشارد أوكالاهان - شريك - لِينكليترز . العديد من القضايا وأثار المتحدثون العديد من القضايا بما فيها توجهات نمو الإصدارات العالمية للصكوك الإسلامية واحتمال ازدياد شعبية وآجال استحقاق هياكل تلك الصكوك . كما يمكن أن يكون المستثمرون على ثقة تامة أن أسواق البورصة المحلية في الامارات تتبع معايير عالمية . واختتم المتحدثون الندوة، مؤكدين أن دبي لديها القدرة وتتمتع بموقع رائد لتصبح مركز أسواق المال الإسلامية العالمية . وفي سياق تعليقه على هذه الفعالية، قال عامر خانصاحب، رئيس جمعية المحللين الماليين المعتمدين في الامارات: "بالتزامن مع تطور تفهم وتفسير التمويل والصكوك الإسلامية، أخذ المستثمرون العالميون يهتمون بزيادة معلوماتهم حول هذه الأدوات الاستثمارية . ورغم أن دبي حريصة على تعزيز مكانتها القوية في قطاع الخدمات المالية الإسلامية العالمية، فهي تواجه منافسة قوية من أسواق مالية أخرى . وتثري مثل هذه الفعالية جودة المناقشات وتسهم في تنمية مهارات وخبرات أسواق رأس المال المحلية" . الخليج الامارتية