اتهمت الأممالمتحدة طرفي النزاع في دولة جنوب السودان بارتكاب أعمال وحشية بحق المدنيين. وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إنه شاهد جثثا لمدنيين أوثقت أيديهم قبل قتلهم، وذلك في وقت طالب فيه المسلحون الذين يقاتلون الحكومة أوغندا بوقف دعمها للقوات الحكومية كشرط لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار بالبلاد. واتهمت الأممالمتحدة طرفي النزاع -فريق رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت وفريق خصمه رياك ماشار نائبه السابق- بارتكاب "فظاعات" خلال النزاع الدائر في البلاد. وفي الوقت الذي أعلنت فيه الأممالمتحدة أنها تحقق في الجرائم ضد الإنسانية التي شهدتها البلاد، قال مساعد الأمين العالم للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إيفان سيمونوفيتش إن 92 محققا ينتشرون على الأرض، مشيرا إلى أن تقريرهم الأول سوف ينشر خلال أسبوعين. وأوضح المسؤول الأممي -الذي نقلت تصريحاته بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان- "مجرد أن يسيطر فريق ما على بانتيو (عاصمة ولاية الوحدة) ينتهك حقوق الإنسان ويقتل مدنيين". وأضاف "رأينا بين 15 و20 جثة متحللة في الشارع، وبدا أن المدنيين كانوا موثقي الأيدي قبل قتلهم". وبعد زيارة لجنوب السودان، وصف سيمونوفيتش مدينة بانتيو بأنها "مدينة أشباح". وقال إن المعارك أرغمت معظم السكان البالغ عددهم أربعين ألف نسمة على الفرار من المدينة. ومن جهتها، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش كلا من القوات الحكومية والقوات التابعة لمشار بارتكاب "جرائم مروعة ضد المدنيين بسبب العرق فقط" أثناء الصراع الدائر في البلاد. " تقديرات الأممالمتحدة تشير إلى مقتل ما يزيد على ألف مدني، وفرار 230 ألفا آخرين جراء المعارك العنيفة بين القوات الحكومية والقوات الموالية للنائب السابق للرئيس " جرائم ضدّ الإنسانية وتحدثت المنظمة عن "مجازر" أطلقت فيها النار "بشكل منهجي" في عدة حوادث استهدف فيها كل من الطرفين أنصار الطرف الآخر، مشيرة إلى احتمال حدوث جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ودعت إلى إجراء تحقيق دولي. يشار إلى أن المعارك تدور في جنوب السودان منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي بين القوات الحكومية وأنصار رياك مشار النائب السابق للرئيس سلفاكير ميارديت في عدد من مناطق البلاد، منذ اتهام الأخير بمحاولة قلب نظام الحكم بعد أشهر من إقالته مع مسؤولين آخرين كبار في الدولة وحزب الحركة الشعبية (الحاكم)، بينهم الأمين العام السابق للحركة باقان أموم. وأجبرت المعارك العنيفة آلاف السكان على الفرار إلى أوغندا وكينيا المجاورتين. وتشير أرقام الأممالمتحدة إلى مقتل أكثر من ألف مدني، وفرار 230 ألفا آخرين. وقد شهدت محطات الحافلات في جوبا ازدحاما من قبل الفاريّن هربا من المعارك بعد أن سمعوا أن القتال سيصل إلى العاصمة. ويجري الجانبان مفاوضات متعثرة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لبحث إقرار وقف إطلاق النار والإفراج عن 11 من أنصار مشار اعتقلتهم سلطات حكومة الرئيس سلفاكير بتهمة التورط في "محاولة انقلابية". أنصار مشار اشترطوا توقف أوغندا عن دعم القوات الحكومية للاتفاق على وقف إطلاق النار (الأوروبية-أرشيف) مطالب المسلحين وطالب المتحدث باسم وفد المسلحين في محادثات أديس أبابا مابيور قرنق بتوقف أوغندا عن دعم القوات الحكومية كشرط لتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء القتال في البلاد. وقال قرنق "أبلغنا (الهيئة الحكومية المشتركة للتنمية في شرق أفريقيا) إيغاد شكوانا من وجود القوات الأجنبية الذي سيعقد الصراع، ولذلك أعتقد أن من المنطقي أن يقرروا الانسحاب" من جنوب السودان، مضيفا أن "هذه نقاط معلقة لا تريد الحكومة التحرك بعيدا عنها". ومن جهته، قال عضو في وفد الحكومة المفاوض رفض الكشف عن اسمه، إن حكومة جنوب السودان "لديها اتفاقية عسكرية مع أوغندا، وتعاوننا معها يجب أن يناقش فقط بين حكومتي البلدين، وليس مع جماعة متمردة". وكان الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني اعترف للمرة الأولى الأربعاء الماضي، بأنه يساعد نظيره في جنوب السودان سلفاكير في مواجهة قوات نائبه السابق رياك مشار. وقال موسيفيني إن قوات أوغندية ساعدت هذا الأسبوع في هزيمة المسلحين خارج جوبا وقتل بعضهم في المعركة. وأشار إلى أنه في 13 يناير/كانون الثاني الجاري "خاضت قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان (جيش جنوب السودان) وعناصر من جيشنا معركة كبيرة ضد قوات المتمردين في منطقة على بعد تسعين كيلومترا من جوبا". ومن جهته، أكد المتحدث باسم الجيش الأوغندي العقيد بادي أنكوندا ما قاله موسيفيني، وقال إن القوات الأوغندية تساعد جيش جنوب السودان في مدينة بور الإستراتيجية. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن أنكوندا قوله "نخطط حاليا لإرسال مزيد من القوات إلى جنوب السودان". ريتاج نيوز