أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أنها تقوم بواجبها ضمن إستضافتها لمؤتمر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وأنها قادرة على التمييز بين إلتزاماتها الدولية وبين تطبيع العلاقات مع إسرائيل. انطلقت في أبوظبي، السبت، فعاليات مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (ايرينا) الذي ستستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن فعاليات أسبوع ابوظبي للاستدامة. وتأكيد الإمارات الذي جاء على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور محمد قرقاش جاء بعد أن أثارت مشاركة اسرائيل وبصورة واضحة وعلنية في مؤتمر الوكالة الدولية للطاقات المتجددة السبت في دولة الامارات العربية ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. مقاطعة كويتية كما أعلنت دولة الكويت أنها لن تشارك في مؤتمر الطاقة المتجددة العالمي في عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة بسبب مشاركة وزير الطاقة الإسرائيلي سيلفان شالوم في المؤتمر على رأس وفد إسرائيلي من الوزارة ووزارة الخارجية الى جانب عدد من رجال الأعمال في قطاع الطاقة. وأكدت الكويت أنها تقاطع أعمال المؤتمر رافضة "التطبيع" مع إسرائيل. وقالت وزارة الكهرباء والماء الكويتية في بيان لها أنها "ألغت مشاركتها في فعاليات مؤتمر الطاقة المتجددة الذي من المقرر أن يُنظَّم في العاصمة الاماراتية ابو ظبي يوم الاثنين ضمن فعاليات أسبوع أبو ظبي للاستدامة، بسبب وجود وفد يمثل اسرائيل في هذه الفعالية"، وتابعت: "لم نكن نعلم بمشاركة وفد إسرائيلي في مؤتمر الطاقة المتجددة في الامارات، وقررنا عدم المشاركة فور علمنا بذلك". وإلى ذلك، أكد وزير الشؤون الخارجية الإماراتي الدكتور أنور محمد قرقاش عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الإجتماعي تويتر أن "الإمارات العربية المتحدة قادرة، عبر الموازنة الدقيقة، التفريق بين عضوية إسرائيل في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) وبين تطبيع العلاقات الثنائية مع تل أبيب، والتي كانت إسرائيل تسعى لها". لا استعجال للتطبيع وشدد قرقاش أن "الإمارات لن تستعجل التطبيع مع إسرائيل مثلما قامت بعض الدول الأخرى". مشيراً الى أن التطبيع مع إسرائيل بالنسبة له خارج إطار إتفاق السلام وحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية، لن يتم أبدا. وقال قرقاش "معظم الناس اصحاب النوايا السيئة لا يهتمون بتاتًا بمشاركة إسرائيل ضمن عضويتها في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، بل إن دوافعهم تنبع من الكراهية العمياء، حتى لو استبدلوا أسلوب هجومهم الخطابي". وكانت القناة الإسرائيلية الثانية زعمت، أن زيارة شالوم إلى دولة الإمارات تأتي في إطار التمهيد لعملية عسكرية ضد قطاع غزة، مؤكدة أنها تحمل أبعاداً سياسية جمة، فيما أضافت في مزاعمها أن "الإمارات أبدت استعدادها لتمويل أي عملية إسرائيلية عسكرية جديدة ضد القطاع المحاصر، شريطة القضاء على حركة حماس نهائيًا". وتعتبر هذه أول زيارة معلنة لمسؤول إسرائيلي للإمارات منذ 2010. حيث كان قائد شرطة دبي قد أعلن أن عملاء للموساد الإسرائيلي اغتالوا القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي عام 2010. تحسن العلاقات وقالت تقارير إن زيارة شالوم قد تؤشر الى تحسن العلاقات بين اسرائيل من جهة، ودول الخليج العربية من جهة أخرى، خاصة وأن الجانبين يشعران بالقلق ازاء تنامي النفوذ الايراني في المنطقة. وقال ناطق باسم الوزير شالوم في تصريح نقلته عنه صحيفة جيروزاليم بوست إن اسرائيل عضو كامل في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، ولذا فمن غير المعقول ألا تحضر المؤتمر. وستكون الزيارة الاولى منذ اغتيال محمود المبحوح، القائد العسكري البارز في حركة حماس، منذ أربع سنوات في دبي. وكان يشتبه في ذلك الوقت على نطاق واسع بوقوف المخابرات الإسرائيلية وراء حادث مقتل محمود المبحوح الذي كان مطلوبًا في اسرائيل بتهمة قتل اسرائيليين اثنين. وقد نفت إسرائيل على الدوام أي علاقة لها بالحادث. وختاماً، يشار إلى أن سيلفان شالوم، الذي ينتمي الى حزب ليكود الذي يتزعمه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يشغل عدة مواقع وزارية في الائتلاف الحاكم. وسبق له أن شغل منصب وزير خارجية اسرائيل، كما يشار اليه بوصفه خليفة محتملاً لشمعون بيريز كرئيس لدولة اسرائيل. ايلاف