قال مصرفيون في بنك سوسيتيه جنرال ثاني أكبر بنك فرنسي من حيث الأصول إن دبي "عادت إلى العمل من جديد"، مؤكدين نظرتهم الإيجابية لاقتصاد الإمارات هذا العام، بناء على عدد من عوامل الاقتصاد الشامل، وعلى رأسها فوز دبي باستضافة "إكسبو 2020" واستمرار تنويع اقتصاد الدولة وتعافي القطاع العقاري، بالإضافة إلى توقّع استقرار أسعار النفط لهذا العام. وقال فيليب بوترون مدير الاستثمار الاقليمي في سوسيتيه جنرال في الشرق الأوسط، خلال مؤتمر صحافي في دبي أمس، إن فوز دبي باستضافة "إكسبو 2020" الذي من المتوقع أن يرفع الناتج المحلي الإجمالي للدولة من 50 إلى 100 نقطة أساس على مدى الأعوام الستة القادمة سيساهم في استقطاب استثمارات استراتيجية إلى الدولة وتطوير المزيد من مشاريع البنى التحتية وهذا بحّد ذاته عامل مهم في دعم نمو اقتصاد البلاد، علاوة على "الأصول الطبيعية" التي تملكها الإمارات وعلى رأسها الموقع الاستراتيجي الهام كإحدى أهم بوابات التجارة بين الشرق والغرب، وكونها الملاذ الأكثر أمناً في المنطقة. انفتاح دبي وأضاف بوترون: يحضر دائماً عامل التخمين في الأسواق ولكن التفاؤل مشروع خصوصاً مع اجتماع عّدة عوامل تحفز النمو في دبي منها انفتاح دبي وكونها مركزا عالميا للخدمات اللوجستية والتجارة إضافة إلى تطوير قطاعها الصناعي من خلال تطوير العديد من المصانع، والأداء القوي لأسواق الأسهم المحلية، وتعافي قطاع العقارات والبنوك فيها العام الماضي وهي عوامل تعطي رسالة واضحة وقوية بأن دبي "عادت إلى العمل من جديد"، ونتوقع استمرار هذا النمو لثلاث سنوات على الأقل. وأضاف أن تحسن وتيرة النشاط الاقتصادي انعكست إيجاباً على أسواق الأسهم في المنطقة تقودها بورصات دبي وأبوظبي ثم قطر. وأضاف: ستساهم ترقية أسواق الإمارات إلى ناشئة ضمن مؤشرات مورجان ستانلي في استقطاب شرائح جديدة من المستثمرين هذا العام، علاوة على المستثمرين في الأسواق شبه الناشئة التي كان أداؤها جيداً العام الماضي ونتوقع استمرار هذا الأداء بنفس الوتيرة هذا العام. سيولة عالية للبنوك ولفت دينيس إلى أن البنوك في الإمارات تمتلك مستويات عالية من السيولة وقاعدة قوية من رأس المال وهو ما قد يغري البنوك بالإقراض أكثر من اللازم، محذراً من الاستثمار في مشاريع غير رابحة أو ما يدعى "الفيل الأبيض". وأضاف: بيئة الائتمان وتوفر السيولة في البنوك تدعم الإقراض في هذه الآونة، ولكن يبقى على المستثمرين الحذر من الدخول في مشاريع قد يتضح أنها غير ذات جدوى كما حدث في بداية الأزمة العالمية الأخيرة، والتركيز على دراسة معدل العائد في النتيجة الذي يبقى العامل الأهم في رسم استراتيجية الاستثمار الخاص، وهذا ليس مرتبطاً بمشاريع المنطقة فحسب بل ينطبق ذلك على كل الأسواق في العالم. نظرة شاملة للأسواق ألقى خافيير دينيس رئيس المحللين الاقتصاديين في سوسيتيه جنرال نظرة شاملة على الأسواق العالمية، لافتاً إلى توسيع التعافي في الولاياتالمتحدة وتوقع ارتفاع عوائد السندات الأميركية بحوالي 3.5% هذا العام مع استمرار الأداء الإيجابي لسياسات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. وتوقّع دينيس تراجع الركود وتضاؤل المخاطر في منطقة اليورو مع توقع بقاء التضخم هناك بمستويات منخفضة بأقل من 1% هذا العام، واستمرار النمو في دول "البريك" وتراجع الانكماش بمستويات أكبر في اليابان بفضل نجاح سياسات رئيس الوزراء الياباني الاقتصادية. البيان الاماراتية