قال مندوب العراق في الجامعة العربية السفير قيس العزاوي إن مؤتمر الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية الذي يعقد في بغداد الأسبوع المقبل سيعمل على توفير ضغط دولي قانوني وإنساني على تل أبيب وتدويل قضية المعتقلين من أجل رفع المعاناة عنهم. وأشار إلى أنّ هناك شهادات سيدلي بها معتقلون واسرى لرواية محنتهم داخل السجون. قال مندوب العراق في الجامعة العربية السفير قيس العزاوي في تصريح ل"إيلاف" عبر الهاتف من القاهرة إنّ مؤتمر الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية سيعقد في بغداد يومي الثلاثاء والاربعاء المقبلين موضحًا أنّ قرار انعقاده في العاصمة العراقية صدر عن القمة العربية التي انعقدت في بغداد في دورتها الثالثة والعشرين آواخر آذار (مارس) الماضي وذلك بالاتفاق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. وقال إن المؤتمر يهدف إلى توفير الحشد الدولي لنصرة قضية الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية باعتبارها قضية إنسانية من الدرجة الأولى "لأن هؤلاء قد نساهم المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية مع العلم بان بعضهم امضى اليوم اكثر من عشرين سنة وهو قيد الاسر من دون ان توجه له اي تهم محددة او تجرى له محاكم حيث يعتبر ذلك خرقا فادحا لكل القوانين الإنسانية". وأشار إلى أنّ طرح قضيتهم على المستوى الدولي بحضور قرابة 250 شخصية حقوقية دولية يعد عملاً انسانيًا كبيرًا يأتي مترافقًا مع بروز دولة فلسطين كعضو مراقب في الأممالمتحدة منوهًا إلى أنّ العراق فخور بنصرة قضيتهم العادلة. وحول الموضوعات التي سيبحثها المؤتمر أوضح العزاوي أنه بعد الجلسة الافتتاحية التي سيحضرها الرئيسان العراقي جلال طالباني والفلسطيني محمود عباس ستتم مناقشة أوضاع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية استنادًا إلى القانون الدولي واستعراض الوسائل الإسرائيلية في التعامل مع الأسرى ودور المجتمع المدني الدولي ومنظمات حقوق الانسان في هذا المجال إضافة إلى بحث ورقة عمل تطرحها الدولة الفلسطينية بهذا الخصوص. وقال إن هناك شهادات سيعرضها معتقلون وأسرى لرواية محنتهم داخل السجون الإسرائيلية موضحًا أنه بعد اختتام الجلسة الافتتاحية سيستمر العمل على إثارة هذه القضية على مدى يومين يتخللهما معرض متخصص تنظمه فلسطين. وفيما اذا كانت هناك أوراق عمل ستقدم خلال المؤتمر ومن سيقدمها أكد السفير العزاوي وجود عدد كبير من الأوراق ستقدم باللغات العربية والانكليزية والفرنسية حيث سيساهم العراق كغيره من الاطراف المشاركة وباعتباره راعي المؤتمر بأوراق عمل وافكار معدة حول هذا الموضوع ودوره فيه باعتباره رئيسا للدورة الحالية للقمة العربية. وقال إن وفودًا أجنبية ستشارك في أعمال المؤتمر تم اختيارها من المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية ومن خبراء القانون الانساني ومن لهم خبرة الوقوع بالاسر. وردًا على سؤال فيما اذا كان يتوقع أن يكون للمؤتمر دور في الضغط على إسرائيل لإطلاق الأسرى والسجناء الفلسطينيين أم أنه سيكون مثيلاً للكثير من المؤتمرات الاخرى التي انتهت بتوصيات وقرارات لم تنفذ أكد العزاوي أن الرأي العام الدولي اليوم أكثر من أي وقت مضى مهيأ للضغط على إسرائيل واتخاذ اجراءات عملية لدعم قضية الأسرى القابعين في سجون الاحتلال وتسليط الضوء على اوضاعهم المزرية وممارسات إسرائيل ضدهم بشكل يتنافى وجيع القوانين الدولية والاعراف الإنسانية. وعن عدد الأسرى والسجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية أشار إلى المسؤولين الفلسطينيين يؤكدون ان قرابة 750 ألف فلسطيني تعرض للاسر والتوقيف والسجن ولكن عدد الأسرى في السجون الإسرائيلية يبلغ حاليا قرابة 4600 اسير. وفي اجابته على سؤال حول الموقف من انتقادات بعض السياسيين العراقيين لعقد هذا المؤتمر في بغداد قائلين بأنه كان الاجدر بالعراق ان يعقد مؤتمرا للسجناء والمعتقلين العراقيين في سجون البلاد أشار السفير قيس العزاوي إلى أنّ الانتقادات حق مشروع للجميع ولكن هذه القضية بالذات لا ينبغي ان تأخذ منحى مسيئاً لمكانة العراق ودوره في المجموعة العربية والدولية.."وبالتالي نحن بصدد نصرة قضية فلسطينية عادلة فليترك الاخوة المنتقدون طريقة التحريض التي تؤذي القضية الفلسطينية وتلحق ضررا بصورة بلدهم ويتوجهوا نحو ما هو مفيد للعراق". بغداد تباشر الاعداد للمؤتمر وقد بدأت الحكومة العراقية منذ اشهر استعدادات لاحتضان المؤتمر الدولي للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية حيث باشرت لجنة عراقية يترأسها مندوب العراق في الجامعة العربية قيس العزاوي اجتاعات في بغداد والقاهرة وجهت خلالها الدعوات لحوالي 250 منظمة وشخصية دولية واعدت جدول اعمال المؤتمر الذي سيفتتحه الرئيسان العراقي جلال طالباني والفلسطيني محمود عباس. وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين في الجامعة العربية السفير محمد صبيح عقب اجتماع عقدته بمقر الجامعة العراقية في القاهرة مؤخرا اللجنة التحضيرية للمؤتمر التي تضم مندوبي كل من الكويتوفلسطين والاردن ومصر والجامعة العربية ان المؤتمر يهدف إلى تسليط الأضواء على قضية الأسرى وأبعادها ومعاناتهم. وأوضح انه تم الاتفاق خلال الاجتماع على تشكيل لجنة عراقية موازية لهذه اللجنة تقوم بالإعداد والمتابعة للتنفيذ على الأرض من اجل اتمام جميع القضايا المتعلقة بأعداد المؤتمر من دراسات وقوائم للحضور والدعوات بالأضافة إلى شعار المؤتمر الذي حيث ستشارك فيه منظمات من الأممالمتحدة ومؤسسات دولية أضافة إلى خبراء وقانونيين دوليين وإعلاميين وجمعيات إنسانية ولحقوق الإنسان. كما ناقش الاجتماع جدول اعمال المؤتمر الذي تضمن وضع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في القانون الدولي٬ وممارسات وأساليب سلطات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب وحالة السجون الإسرائيلية وأوضاع السجناء اللا إنسانية والمحاكم الإسرائيلية٬ فضلا عن دور المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني تجاه قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب. وأشار صبيح إلى دور مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان ومجلس حقوق الإنسان ولجنة مناهضة التعذيب في كشف الانتهاكات الإسرائيلية ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب ومطالبتها بتكثيف جهودها لوقف الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق هؤلاء الأسرى والمعتقلين. ومن جانبه أوضح سفير دولة فلسطين ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية بركات الفرا أن المؤتمر سيشهد سماع شهادات حية للأسرى الفلسطينيين حول تجربة وظروف اعتقال كل منهم وحياتهم ما بعد الاعتقال. وأضاف أن المؤتمر سيحضره العديد من الشخصيات العربية والدولية على رأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس العراقي جلال طالباني، ونبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، وبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أو مبعوثه ريتشارد فولك، وعدد من القضاة الدوليين مثل أعضاء محكمة راسل في بلجيكا والقضاة البريطانيين الذين أصدروا مؤخرا تقريرا حول الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات العسكرية الإسرائيلية، وعدد من المناضلين من دول مرت بمراحل التحرر الوطني مثل جنوب افريقيا والجزائر وفيتنام وغيرها لعرض تجاربهم النضالية وكذلك من دافع عنهم امام المؤتمر. وبدوره قال قيس العزاوي رئيس الاجتماع انه سيعمل جاهدا لتوفير كل مستلزمات عقد هذا المؤتمر على مستوى دولي حيث تمت دعوة خبراء وقانونيين دوليين وإعلاميين وجمعيات إنسانية وحقوق الإنسان مبينا أن موضوع الأسرى الفلسطينيين ومعاناتهم على درجة كبيرة من الأهمية لافتا إلى أنّ الهدف الرئيسي من المؤتمر هو تدويل قضية الأسرى الفلسطينيين وتوعية الرأي العام العالمي بأبعادها الخطيرة. وكانت منظمة التحرير الفلسطينية دعت مؤخرا إلى أوسع حملة تضامن وطنية ودولية لإسناد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي لتحقيق مطالبهم الإنسانية العادلة المتماهية مع القانون الدولي والإنساني واتفاقية جنيف الرابعة. وأضافت في بيان إن إسرائيل تمارس أبشع وأقسى أساليب الاعتقال والإهانة ضد 4600 أسير بينهم 180 طفلا و6 نساء واتخذت منهم عنوانا للانتقام من الشعب الفلسطيني وإرادته في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة والقدس عاصمة أبدية لها.