بدأ مؤتمر الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية أعماله في بغداد اليوم بهدف توفير ضغط دولي وانساني على الدولة العبرية. هذا وبحث طالباني والمالكي مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض تطورات القضية الفلسطينية. وسط تأكيدات بدعم قضية الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية وتوفير حشد دولي لاثارة قضية تحريرهم من الاسر بدأت في في بغداد اليوم الثلاثاء بمشاركة ممثلين عن 70 دولة عربية وأجنبية أعمال مؤتمر الاسرى بهدف توفير ضغط دولي قانوني وإنساني على الدولة العبرية وتدويل قضية المعتقلين من أجل رفع المعاناة عنهم. وسيدلي معتقلون وأسرى سابقون بشهادات عن محنتهم داخل السجون. وعد العراق الذي يترأس الدورة الحالية للقمة العربية بممارسة دوره في حشد ضغط دولي سياسي وقانوني لدعم قضية الاسرى وتحريرهم من سجونهم. وقال نائب الرئيس العراقي خضيرالخزاعي في كلمة نيابة عن رئيس القمة الرئيس العراقي جلال طالباني ان حصول فلسطين على صفة مراقب في الاممالمتحدة خطوة على تحقيق الفلسطينيين سيادتهم على جميع اراضيهم واقامة دولتهم المستقلة على اراضي عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وقال إن ما يتعرض له الاسرى من ممارسات بشعة يشكل انتهاكات لحقوق الانسان ولكل الشرائع السماوية. وشدد على ان العراق سيقوم بدوره في ايصال مقررات المؤتمر وتوصياته الى جميع القادة والحكومات العربية من اجل ايصال صوت الاسرى والمعتقلين الى العالم. ومن جانبه قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان العراق يقف مع الفلسطينيين لتحقيق كامل اهدافهم بتحرير اراضيهم واقامة دولتهم المستقلة ودعا الاممالمتحدة والمنظمات الدولية الانسانية والقانونية للتضامن مع قضية الاسرى وتحريرهم. وأضاف أنه "في الوقت الذي يجمع العالم الان على دعم الحريات والاستقلال للشعوب من اجل الاستقلال فانه ليس مقبولا ان يستمر احتلال اراضي فلسطين ويقف المجتمع الدولي مكتوف الايدي ازاء ذلك لان هذا يشكل ازدواجية سياسية وضربا لمصداقية المجتمع الدولي". وأكد المالكي استعداد العراق لتوفير حشد دولي لتديل قضية الاسرى والمعتقلين في اسرائيل وفضح ممارسات اسرائيل ضدهم وممارسة المزيد من الضغوط على اسرائيل لانهاء ماساتهم وتطبيق الاتفاقات الدولية لانصاف الاسرى. واشار الى اهمية اعادة النظر في العمل العربي المشترك لمواجهة التطورات المتسارعة في الدول العربية من اجل حصول شعوبها على الحرية والديمقراطية والتنمية بعيدا عن حكم الفرد الواحد والحزب الواحد والعائلة الواحدة والطائفة الواحدة. وشدد على ان العراق مصمم على رفع معاناة الفلسطينيين في العراق التي تعرضوا لها اسوة بالعراقيين خلال السنوات الاخيرة وكذلك دعم السلطة الفلسطينية لتحقيق حرية الشعب الفلسطيني واقامة دولته المستقلة على جميع اراضيه. اما رئيس الوزراء الفلسطيني سلام خياط فقد اشار الى انه لايكاد يخلو اي بيت فلسطيني من اعتقال احد افراده موضحا الى ان حوالي 700 الف فلسطيني تعرضوا للاعتقال منذ عام 1967 بينهم 15 الف امراة و25 الف طفل تقل اعمارهم عن 18 عاما. واشار الى ان مأساة الاسرى الفلسطينيين تتطلب دعم جميع الدول من اجل تحريرهم ومنحهم حقهم في الحرية تمشيا مع القوانين والمواثيق الدولية. وأوضح أنّ الاسرى الفلسطينيين والعرب يقبعون حاليا في 23 سجنا ومعتقلا اسرائيليا يتعرضون فيها لابشع الممارسات اللا انسانية حيث وصل عددهم الان الى 4600 اسيرا بينهم من مضى على اعتقاله ربع قرن. ودعا الاممالمتحدة والمنظمات الدولية الى تحمل مسؤولياتها القانونية والسياسية والاخلاقية لارغام اسرائيل على الالتزام بالقوانين الدولية وتحرير الاسرى وتحميلها المسؤولية عن حياتهم. اما نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية فقد اشار الى ان الجرئم المرتكبة ضد الفلسطينيين وخاصة الاسرى والمعتقلين منهم لن تسقط بالتقادم وسيأتي الوقت الذي تجري فيه محاكمة حكام اسرائيل على جرائمهم ضد الفلسطينيين عامة والذين اظهروا بطولة نادرة في مواجهة الالة العسكرية الاسرائيلية. وأشار إلى أنّ المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية قد فشلت في التوصل الى حلول مقبولة وانهاء الصراع العربي الاسرائيلي ولذلك لابد من اعادة تقويم الموقف العربي من القضية الفلسطينية. وشدد بالقول انه لاسلام ولا استقرار في المنطقة دون انسحاب اسرائيل من جميع اراضي المحتلة والعودة الى حدود عام 67. ودعا الى تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية من اجل انجاز هذه الاهداف على ارض الواقع. ثم القيت بعد ذلك كلمات الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ومنظة التعاون الاسلامي ووزارة الاسرى والمعتقلىن الفلسطينيين التي دعت الى الالتزام بالقوانين الدولية في التعامل مع قضية الاسرى والفلسطينيين. 40 بحثا عن قضية الاسرى وسيناقش المؤتمر عاى مدى يومين أكثر من 40 دراسة وورقة بحثية حول أوضاع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون بهدف تسليط الأضواء على الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة ضدهم. وسيبحث المؤتمر أربعة محاور رئيسية هي "الانتهاكات والممارسات الاسرائيلية ضد الأسرى وكيفية اعادة تأهيلهم حال الافراج عنهم ودور مؤسسات المجتمع المدني الدولية في توفير الحماية والدفاع عنهم. ويعقد هذا ألمؤتمر تنفيذا لقرار سابق من قمة بغداد التي انعقدت في مارس (اذار) الماضي ويحمل شعار القمة العربية والجامعة والأسرى ويهدف الى توضيح وتسليط الأضواء على قضية الأسرى وأبعادها ومعاناتهم. وسيتم تنظيم معرض صور على هامش المؤتمر يتضمن أبرز ما يقوم به هؤلاء الأسرى داخل السجون الاسرائيلية. ومن المقرر أن يعقد المؤتمر جلسة ختامية في نهاية يومه الثاني غدا الاربعاء يتلو فيها وزير خارجية العراق هوشيار زيباري ووزير الأسرى والمحررين الفلسطيني عيسى قراقع البيان الختامي للمؤتمر الذي سيحمل اسم "اعلان بغداد" يتضمن أهم ما توصل المشاركون إليه في المؤتمر بشأن المحاور التي تمت مناقشتها حول معاناة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون إسرائيل وما خلصت إليه هذه المحاور الأربعة في ضوء الشهادات الحية لعدد من الأسرى الذين تم اطلاق سراحهم. وامس اعلن زيباري أن ممثلي نحو 70 دولة من كل انحاء العالم سيشاركون في المؤتمر للبحث في امكانية ايصال مساعدات للأسرى وتوفير الحماية لهم. وقال زيباري في مؤتمر صحافي مشترك مع الامين المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والاراضي العربية المحتلة محمد صبيح إن "الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس وزراء فلسطين سلام فياض وممثلين عن سبعين دولة من منظمات المجتمع المدني الدولية سيشاركون في المؤتمرالذي سيبحث ايضا توفير الدعم للأسرى ماديا وآليات جيدة لضمان ايصال المساعدات لهم. واشار الى وجود توجه لإنشاء صندوق لمساعدة الاسرى لكنه لم يتقرر لحد الان اذا ما سيكون عراقيا او عربيا او دوليا". ويفتتح المؤتمر صباح اليوم الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس وزراء فلسطين سلام فياض بمشاركة الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي فيما سيترأس الوفد العراقي رئيس الوزراء نوري المالكي. ويشارك في المؤتمرالعديد من الشخصيات العربية والدولية بينها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ريتشارد فولك، وعدد من القضاة الدوليين مثل أعضاء محكمة راسل في بلجيكا والقضاة البريطانيين الذين أصدروا مؤخرًا تقريرًا حول الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات العسكرية الإسرائيلية اضافة الى عدد من المناضلين من دول مرت بمراحل التحرر الوطني مثل جنوب افريقيا والجزائر وفيتنام وغيرها لعرض تجاربهم النضالية وكذلك من دافع عنهم امام المؤتمر. وفي وقت سابق قال ممثل العراق في الجامعة العربية السفير العزاوي في تصريح ل"ايلاف" عبر الهاتف من القاهرة ان مؤتمر الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الاسرائيلية يهدف الى توفير الحشد الدولي لنصرة قضية هؤلاء الاسرى باعتبارها قضية انسانية من الدرجة الاولى "لان هؤلاء قد نسيهم المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والانسانية الدولية مع العلم بان بعضهم امضى اليوم اكثر من عشرين سنة وهو قيد الاسر من دون ان توجه له اي تهم محددة او تجرى له محاكم حيث يعتبر ذلك خرقا فادحا لكل القوانين الانسانية". وأشار إلى أنّ طرح قضيتهم على المستوى الدولي بحضور قرابة 250 شخصية حقوقية دولية يعد عملا انسانيا كبيرا يأتي مترافقا مع بروز دولة فلسطين كعضو مراقب في الاممالمتحدة منوها الى ان العراق فخور بنصرة قضيتهم العادلة. وردا على سؤال فيما اذا كان يتوقع ان يكون للمؤتمر دور في الضغط على اسرائيل لاطلاق الاسرى والسجناء الفلسطينيين ام انه سيكون مثيلا للكثير من المؤتمرات الاخرى التي انتهت بتوصيات وقرارات لم تنفذ اكد العزاوي ان الرأي العام الدولي اليوم اكثر من اي وقت مضى مهيأ للضغط على إسرائيل واتخاذ اجراءات عملية لدعم قضية الاسرى القابعين في السجون وتسليط الضوء على اوضاعهم المزرية وممارسات اسرائيل ضدهم بشكل يتنافى وجيع القوانين الدولية والاعراف الانسانية. بغداد أكملت الإعداد للمؤتمر وقد بدأت الحكومة العراقية منذ اشهر استعدادات لاحتضان المؤتمر الدولي للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية حيث باشرت لجنة عراقية يترأسها مندوب العراق في الجامعة العربية قيس العزاوي اجتاعات في بغداد والقاهرة وجهت خلالها الدعوات لحوالي 250 منظمة وشخصية دولية واعدت جدول اعمال المؤتمر. وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين في الجامعة العربية السفير محمد صبيح عقب اجتماع عقدته بمقر الجامعة العراقية في القاهرة مؤخرا اللجنة التحضيرية للمؤتمر التي تضم مندوبي كل من الكويتوفلسطين والاردن ومصر والجامعة العربية ان المؤتمر يهدف إلى تسليط الأضواء على قضية الأسرى وأبعادها ومعاناتهم. وأوضح أنه تم الاتفاق خلال الاجتماع على تشكيل لجنة عراقية موازية لهذه اللجنة تقوم بالإعداد والمتابعة للتنفيذ على الأرض من اجل اتمام جميع القضايا المتعلقة بأعداد المؤتمر من دراسات وقوائم للحضور والدعوات بالأضافة إلى شعار المؤتمر الذي حيث ستشارك فيه منظمات من الأممالمتحدة ومؤسسات دولية أضافة إلى خبراء وقانونيين دوليين وإعلاميين وجمعيات إنسانية ولحقوق الإنسان. وأكد العزاوي ان العراق يعمل جاهدا لتوفير كل مستلزمات نجاح هذا المؤتمر على مستوى دولي حيث تمت دعوة خبراء وقانونيين دوليين وإعلاميين وجمعيات إنسانية وحقوق الإنسان مبينا أن موضوع الأسرى الفلسطينيين ومعاناتهم على درجة كبيرة من الأهمية لافتا إلى أنّ الهدف الرئيسي من المؤتمر هو تدويل قضية الأسرى الفلسطينيين وتوعية الرأي العام العالمي بأبعادها الخطيرة. وكانت منظمة التحرير الفلسطينية دعت مؤخرا إلى أوسع حملة تضامن وطنية ودولية لإسناد الأسرى في سجون إسرائيل لتحقيق مطالبهم الإنسانية العادلة المتماهية مع القانون الدولي والإنساني واتفاقية جنيف الرابعة. وأضافت في بيان أن إسرائيل تمارس أبشع وأقسى أساليب الاعتقال والإهانة ضد 4600 أسير بينهم 180 طفلا و6 نساء واتخذت منهم عنوانا للانتقام من الشعب الفلسطيني وإرادته في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة والقدس عاصمة أبدية لها.