تطور الحياة والرفاهية التي يعيشها الإنسان في الوقت الحالي وانفتاحه على حضارات الشعوب المختلفة، كان لها كبير الأثر في استيراد أساليب وأنماط جديدة، تميز بعضها بالإيجابية وتسهيل مصاعب الحياة، أما بعضها الآخر جاءت سلبياته بعكس ذلك، وأصبحت تهدد صحة الإنسان، ولعل الوجبات السريعة والمأكولات المشبعة بالدهون أحد هذه الأنماط السلبية التي باتت تنفث البدانة في الأجسام حتى أصبح التخلص منها معضلة تواجه العديد من الأشخاص، إذ إنه لا يمكن احتواء بعض مراحلها بالطرق العادية. ويصف الأطباء البدانة بأنها مستنقع للأمراض. الحمية الغذائية وعن طرق التخلص من البدانة أوضح الدكتور طارق السويفي استشاري الجراحة العامة والمناظير أن ممارسة التمارين الرياضة والحمية الغذائية هي أرخص وأسهل الأساليب للتخلص من تراكمات الدهون، ولكن هناك بعض الأشخاص لا يكترثون إلى الزيادة المطردة في أوزانهم إلى أن يصلوا لمراحل خطيرة يصعب التخلص فيها من الكتل الدهنية والزوائد التي تضمها أجسامهم إلا عن طريق إجراء العمليات الجراحية لربط المعدة أو تقليصها. وأشار إلى أن القيام بالعمليات الجراحية لتخفيف الوزن لا يكون بناء على رغبة الشخص، بل هناك العديد من المعايير التي يجب أن ينظر لها ومنها قياس كتلة الجسم والتي يتراوح معدلها الطبيعي للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم بين الثلاثين والأربعين عاماً ما بين« 23 - 25.5»، أما الأشخاص الذين تزيد كتلة الجسم لديهم على 26 يعتبر لديه زيادة في نسبة الوزن، ويمكن للأشخاص الذين يقل معدل كتلة أجسامهم عن 35 من التخلص من زيادة الوزن باتباع الحمية الغذائية وممارسة الرياضة بصورة مستمرة، أما الأشخاص الذين تزيد كتلة الجسم لديهم على 37 وتصل إلى 60 فإنه يصعب عليهم التخلص من الوزن الزائد بالطرق العادية، مشيراً إلى أن جراحات المعدة المتعارف عليها في الدولة تقسم إلى ثلاثة أنواع وهي عمل الحلقات في المعدة وقص وتكميم المعدة وتحويل مجرى المعدة. وأوضح أن الحلقات يقصد بها عملية ربط المعدة بحزام مجوف من الداخل يسمح بملئه وتفريغه حسب الخطة التي يضعها الطبيب، حيث يخرج منها أنبوب إلى سطح الجلد ليتم التحكم بشدة التفاف الحزام حول المعدة والذي يقلص من حجمها ويقسمها إلى جزأين يظل أحدهما يستقبل الطعام ويبقى الآخر دوره كالأمعاء يستقبل الطعام ببطء شديد ويوصله إلى الأمعاء، وما يميز هذه الخطوة أنها لا تتطلب وقتاً كبيراً وتساهم في تقليص ومد حجم المعدة بحسب الحاجة التي يرى الطبيب أنها مناسبة لتخفيف الوزن، لافتاً إلى أن سلبيات هذه الجراحة تكمن في احتكاك الحزام بجدار المعدة ما يتسبب لها مع مرور الوقت بحدوث مضاعفات، لذلك دائماً ينصح من يقدم على القيام بهذه الجراحة بمراجعة الطبيب باستمرار وأن لا يضع هذا الحزام لسنوات طويلة. تدبيس المعدة أما قص وتكميم المعدة «تدبيسها» فهو يبدأ بربط المعدة لتقليل الوزن وذلك ليمنح الجسم نوعاً من التمهيد قبيل الإقدام على الخطوة التالية، وهي قص جزء من المعدة والتخلص منه ومن ثم تدبيس المعدة وخياطتها، إذ تأخذ المعدة شكل كم اليد لذلك يطلق عليها عملية تكميم المعدة، مشيراً إلى أن هذه الجراحة تتطلب من المريض الالتزام بحمية غذائية لمدة تصل إلى شهرين تساعده على تأهيل المعدة في شكلها الجديد، وعدم الضرر بها حتى تلتحم عملية التدبيس، وما يميز هذه العملية أنها تستأصل جزءاً كبيراً من المعدة والتي تفرز هرمون الجوع وبالتالي يفقد الشخص نسبة كبيرة من الشهية التي كان يمتلكها قبيل الطعام، دون الإخلال بوظيفة المعدة أو بالامتصاص. وأشار السويفي إلى أن تحويل مجرى المعدة من أنجح الجراحات التي تقام من أجل القضاء على البدانة، إذ تقوم عملياتها على تقليص طول المريء الذي يصل إلى 6 أمتار والاعتماد على ثلاثة أمتار، ومن ثم إعادة الجزء الآخر بصورة موازية للمريء الذي يمتد من المعدة ولكن بدون ربطه بها ليقوم في نهاية المطاف بأدواره في فرز العصارات والحمضيات ولكن بدون أن يكون له دور في نقل الطعام وهي ما يطلق عليها عملية تحويل المعدة أو تجاوز المعدة بواسطة «مصران» ينقل الغذاء مباشرة إلى الأمعاء. تخفيض الوزن لفت الدكتور طارق السويفي إلى أنه قد يتساءل البعض لماذا يجب عليهم التخلص من البدانة إذا كانوا على قناعة بأشكال أجسامهم؟ ودائماً ما يجيب عليهم أنه تبين بعد المراجعات الطبيعة على مستوى العالم أن زيادة الوزن لها مشاكلها الطبية، بالإضافة إلى أن فرص إصابة البدناء بالأمراض المختلفة مثل السكر والقلب والضغوطات وأمراض المفاصل تكون أكبر مقارنة بالأشخاص الذين يتمتعون بالوزن المثالي. وقال إن الذي أعطى جراحات البدانة شهرة واسعة وأوجد لها متخصصين على مستوى العالم انخفاض تأثير بعض الأمراض على الأشخاص الذين أجروها، وهذا ما دفعهم لتغيير مسماها من جراحات البدانة لجراحات الاستقلاب الغذائي، الحمية الغذائية والرياضة أكثر فاعلية من الجراحة أوضح الدكتور طارق السويفي استشاري الجراحة العامة والمناظير أن قلة الحركة والكسل، الذي يعيش فيه معظم الناس أحد مسببات البدانة، التي باتت تنتشر بصورة مرعبة حتى في الأطفال الصغار، الذين لم تتجاوز أعمارهم 12 سنة، وذلك نتيجة اتباعهم أنظمة غذائية خاطئة، وغياب التوجيه الأسري عنهم، ما يعيقهم ذلك عن ممارسة حياتهم بصورة طبيعة، وبالتالي يكون الخيار لديهم إما الصبر وتحمل الأمراض التي سوف تصاحب هذه البدانة وإما القيام بعمليات جراحية لربط المعدة أو تكميمها أو تحويل مجراها. وأشار إلى أنه على الرغم من ظهور الجراحات لتخليص الناس من البدانة فإن الأقبال عليها أصبح متنامياً، وذلك لأغراض تجميلية، فهناك العديد من الأشخاص الذين يبحثون عن الحلول الأسهل والأكثر تأثيراً من دون النظر في السلبيات أو الأعراض، التي تصاحب هذه الخطوات في المستقبل، مؤكداً أن نسبة كبيرة من الأشخاص أصبحوا اليوم يبحثون عن العيادات، التي تقدم لهم تخفيض الوزن على طبق من ذهب، وإن كانت هناك بدائل طبيعة من الممكن أن تؤدي نفس النتيجة، التي تقدمها الجراحات أو ربما أكثر أماناً. وأضاف أنه لا ينصح بعمل جراحات المعدة إلا في الحالات الضرورية التي يزيد فيها معدل كتلة الجسم عن 40 BMI، وفي حالة وجود إمكانية من تخفيض الوزن عن طريق الحمية الغذائية وممارسة الرياضة فإن النتيجة سوف تكون أكثر مثالية، مؤكداً أن عمليات جراحة البدانة لا توجد لها شروط مختلفة عن شروط الجراحات الأخرى، فإذا توفر في الشخص قدرة على تحمل مضاعفات الجراحة، يمكنه الإقدام عليها، ولا ينصح لمن هم أقل من 18 عشر عاماً من الإقدام على هذه الخطوة، وخصوصاً أن الجسم يكون في مرحلة النمو، ليأخذ شكله الطبيعي. الحليب مصنع غذائي متكامل يرمم الجسم نظمت إدارة التسويق بقطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام أسبوعاً صحياً لموظفيها، تضمن عدداً من المحاضرات والندوات والبرامج التوعوية والفحوص، وتهدف هذه الفعالية إلى تعزيز الثقافة الصحية، وتوضيح أهمية النظام الغذائي في المحافظة على سلامة الجسم من الأمراض، التي تتربص به، حيث ألقت الدكتورة منى فتحي أخصائية الطب العام محاضرة بعنوان أهمية الكالسيوم لجسم الإنسان. وذلك في قاعة الجوهرة للسيدات، تطرقت فيها إلى فوائد تناول الحليب الذي يعد المصدر الأساسي للكالسيوم، حيث قالت إن الحليب مشروب غني بالكالسيوم والفسفور وفيتامين دال وتوازن من المواد الغذائية الأخرى، التي تم البرهنة على أنها تبني العظام والأسنان، وتساعد على تطوير الوظائف الصحية للعضلات والصفائح الدموية، لافتة إلى أنه وسط ما يشاع عن أهمية بعض المشروبات وفوائدها يبقى الحليب الخيار الطبيعي الصحي الأمثل لبناء جسم قوي. فشل الحمية وأضافت أن الحليب جزء مهم من نظامنا الغذائي، إذ يشربه الأشخاص منذ اليوم الأول لولادتهم، وهو ما أسهم في ترعرعهم ونموهم بصورة جيدة خلال سنوات طفولتهم، وقد ترغم بعض الأسر الأطفال على مواصلة شرب الحليب باستمرار، وفي المقابل هناك بعض الأسر تترك الأمر للطفل في الأشياء التي يفضل تناولها، ومن دون أدنى رقابة أو توجيه، إضافة إلى ذلك قد يسيء بعض الأشخاص فهم مكونات الحليب، إذ يمتنعون عن تناوله خشية من فشل الحمية الغذائية أو النظام الغذائي الذي يتبعونه، لاعتقادهم أن الحليب مصدر غني بالدهون، ويسهم في زيادة الوزن بصورة سريعة وغير مرغوبة، والبعض الآخر يجهل أن الطفل كلما ازداد نمواً ازدادت حاجته لتناول الحليب، وخصوصا عند بلوغ سن المراهقة. وأشارت إلى أن الحليب هو منبع الفوائد للجسم، إذ يتضمن الكالسيوم، الذي يساعد على بقاء العظام والأسنان في حالة صحية جيدة، والبروتين الذي يعد أحد المصادر الأساسية للطاقة، ويحافظ على كتلة العضلات، فضلاً عن البوتاسيوم والفسفور، اللذين يساعدان على الحفاظ على مستوى الدم وفعالية الهضم. وأشارت فتحي إلى أن الدراسات تؤكد أن فوائد الحليب تزداد بقدر الكمية التي نشربها، وهذا ما أشار له الدكتور بازليان في كتاب التغذية، الذي يوصي بشرب ثلاثة أكواب من الحليب منزوع الدسم أو منخفض الدسم يومياً، إذ يساعد ذلك على تأمين حاجة الجسم من الكالسيوم بنسبة 100%، و75% من فيتامين دال، إضافة إلى حشد من المواد الإضافية الأخرى، ابتداء من البروتين، والفسفور، وب،12 والباتوسيوم. نصائح الحليب ضروري لنمو الأجسام للمحافظة على جسم صحي ومتوازن لا بد الحد من الشعور المستمر بالجوع وذلك من خلال شرب كوب من الحليب قليل الدسم أو منزوع الدسم، ويمكن ذلك من خلال تحويل أوقات تناول الحلوى والقهوة إلى شرب الحليب وتناول الحليب ضروري لنمو الأجسام سواء صغار السن أو كبار السن. الرياضة مهمة مع التغذية الحليب مشروب ممتاز في مرحلة ما بعد التمارين الرياضية إذ يساعد على تشكيل العضلات وبناء الجسم بصورة مناسبة، كما أن تناول الحليب قبل النوم يساعد في تحسين وظائف الجسم والشعور بالراحة في النوم. الانتظام اليومي في تناول الطعام والابتعاد عن المأكولات الدهنية وممارسة الرياضة بصورة منتظمة تباعد بين الشخص وحاجته إلى إجراء أي عملية لتخفيف وزنه. التغذية بالوجبات الصحية يوصي خبراء التغذية بتناول طعام متوازن يتضمن الفواكه والخضار والحبوب الكاملة والبروتينات والماء والحلوى والشاي. والابتعاد قدر الإمكان عن الدهون والوجبات السريعة وخاصة للأطفال إذ يجب رعاية نمو أجسادهم بشكل صحيحج عبر تناول الوجبات الصحية وعدم تعويد الطفل على شرب المياه الغاذية أو العصائر المحلاة المعلبة. البيان الاماراتية