المعبر عن أماني وطموحات أمتهم العربية وتقدمها ورقيها, وتزدهر العلاقات الثنائية بين دولة عربية وأخري بقدر ما تملكه كل منهما من صفوة الكتاب والمفكرين والمبدعين. تأخذ العلاقات الثنائية بين مصر وعمان مكانا متميزا علي خريطة العلاقات العربية العربية والتي أصبحت مثلا يحتذي, حيث بدأت هذه العلاقات في الازدهار منذ أكثر من أربعين عاما, وبالتحديد منذ عام1970, حين تولي الرئيس الراحل أنور السادات والسلطان قابوس حكم بلديهما في هذا العام, ولا ينسي المصريون المواقف الثابتة والمبدئية, والعديدة لعمان تجاه مصر وأذكر منها مناسبتين وطنيتين مهمتين الأولي: مساندتها لمصر في حرب أكتوبر73 وتحقيق أكبر انتصار في تاريخ العسكرية المصرية والثانية: حين بدأ الموقف العربي بعد هذه الحرب يتبلور في اتجاهين جديدين حول حل النزاع العربي الاسرائيلي بالطرق السلمية ومساندة مصر في هذا التوجه المصري السلمي لحل هذا النزاع, كما يذكر المصريون في الوقت الحاضر لعمان مساندتها لثورة الشباب في يناير2011 حين دعمها لمبادئ الثورة. ونأتي لتطور التعاون بين الكتاب والمفكرين المصريين والعمانيين وذلك حين اختارت عمان مصر أول دولة عربية تقيم علي أرضها فعاليات الأيام الثقافية العمانية التي افتتحها صلاح عبد المقصود وزير الاعلام والشيخ خليفة بن علي بن عيسي الحارثي سفير السلطنة في مصر, ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية والتي استمرت خمسة أيام في كل من دار الأوبرا المصرية ومؤسسة الأهرام ومكتبة الإسكندرية, واتحاد الكتاب وساقية الصاوي وذلك بدعوة من الملحق الثقافي العماني د.سعيد سليمان العيساني ود.محمد مبارك العريمي رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء العمانيين حيث جمعت هذه الأيام الخمسة نخبة من الكتاب والمفكرين العرب الذين تربطهم علاقات وثيقة بمصر وعمان إلي جانب الكتاب والأدباء في البلدين الشقيقين. لا ننسي أن من الكتاب والمثقفين والمفكرين والمبدعين العرب كانوا دائما علي مدي تاريخهم الطويل في مقدمة وطليعة الشعوب العربية الذين يحرصون علي دعم أواصر العلاقات العربية في أوطانهم, والسعي لجمع الصف العربي وتذليل أي خلافات بين الأشقاء العرب يمكن أن تعوق مسيرة التقدم لأمتهم العربية بل كانوا أيضا يصنعون لأوطانهم ما يمكن أن تعجز عن صنعه السياسة في الماضي والحاضر والمستقبل أيضا, ولدعم مبادرة الأيام الثقافية العمانية بشكل أكثر اتساعا في المرحلة المقبلة لنا بعض المقترحات الآتية: أسابيع ثقافية: أن يتبني الملحق الثقافي العماني سعيد سليمان العيساني فكرة أسابيع ثقافية أدبية وفنية ولو بواقع أسبوع كل عامين بالتبادل بحيث يشارك فيه الكتاب والمفكرون والفنانون والمبدعون عموما في كل من البلدين وذلك بالتنسيق بين وزارتي الثقافة في مصر وعمان وجمعية الكتاب والأدباء العمانيين واتحاد الكتاب بالقاهرة. أن تتولي عمان تفريغ كل الأنشطة الأدبية والثقافية والفنية التي عرضت في القاهرة خلال الأيام الثقافية الخمسة بما فيها ندوتا الأهرام ومكتبة الاسكندرية والأمسية الشعرية التي أقيمت بالمجلس الأعلي للثقافة في مصر, وعرض ذلك في كتاب يطرح ضمن مجموعة الكتب التي تشارك بها عمان في معرض القاهرة الدولي للكتاب بالإضافة إلي طبع هذه الأنشطة علي أسطوانة الكترونية مع البحث عن امكان تقديمها علي المواقع الثقافية علي شبكة الانترنت حتي يتمكن الذين لم تتح لهم فرصة حضور هذه الأيام التعرف علي هذه الفعاليات الثقافية والفنية في كل من البلدين. أن تتبني جامعتا القاهرة والسلطان قابوس برنامجا يتم من خلاله زيارة الوفود الطلابية والشبابية بالتبادل, وذلك لكي يتعرف الشباب في كل منهما علي الأنشطة الثقافية والأدبية والفنية والاستفادة من خبرات الكبار, مع ضرورة تبني النابغين منهم بحيث تعدهم الجامعتان من البداية لأن يكونوا نجوما ساطعة في المستقبل.