أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، أن العلاقات بين المسلمين على وجه العموم، والعرب بوجه خاص، مع الشعب الأرميني، متينة وضاربة في عمق التاريخ، وتتميز بطبيعتها بالمحبة وتبادل كل الاحترام والتقدير في ما بينهم، مشيراً سموه إلى الحفاوة الكبيرة التي لقيها من الشعب الأرميني خلال زيارته الأخير لجمهورية أرمينيا. جاء ذلك خلال لقاء صاحب السمو حاكم الشارقة، ظهر أمس، وفداً رفيع المستوى من جمهورية أرمينيا، ضم كلاً من هوفيك إبراهميان رئيس البرلمان الوطني بجمهورية أرمينيا، وقداسة كاريكان الثاني رئيس الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية، وأيدا غريبجانيان سفير جمهورية أرمينيا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، وعدد من الدبلوماسيين أعضاء الوفد، وذلك في مبنى الجامعة الأميركية في الشارقة. وتقدم سموه في مستهل حديثه بالشكر والتقدير لسيرج ساركسيان رئيس جمهورية أرمينيا، على منح صاحب السمو حاكم الشارقة وسام الشرف، كما واصل سموه شكره لرئيس البرلمان الوطني الأرميني الذي قام بتسليم سموه الوسام، ولقداسة رئيس الكنيسة الأرمنية على تكبده عناء السفر، وحضور مراسم تكريم صاحب السمو حاكم الشارقة بهذا الوسام. وقال سموه «لقد حالت الظروف دون تمكننا من حضور الاحتفال الذي أقيم في أرمينيا، ولكن نعد الجميع بأنه ستكون لنا زيارة قريبة لأرمينيا، ونتمنى أن يكون هذا اللقاء مثمراً، ليحقق الخير للشعب الأرميني، والشعوب العربية، وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة». حب متجذر وأضاف سموه «لقد لاحظنا وأحسسنا بأن حب الشعب الأرميني للعرب ليس حديثاً، وإنما متجذر في أعماق التاريخ، فخلال زيارتنا الأخيرة كان الشعب يرحب بنا ترحيباً لن ننساه، ولذلك نحن نبادلهم الحب والاحترام، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يزيل عن الشعب الأرميني كثيراً من المشكلات القائمة، وأن يوفقهم إلى ما فيه خير بلدهم». وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة إلى أن الجالية الأرمينية في الشارقة تحظى بعناية سموه الخاصة، ولهم دور بارز في مشروعات التطوير والتحسين والاستثمار. واختتم سموه حديثه، متمنياً التوفيق للجميع، ومقدماً الشكر الجزيل لهم، ومكرراً لهم الترحيب في الشارقة، وفي دولة الإمارات، وقائلاً «نتمنى أن تكون الزيارات متلاحقة، وليست على سنوات بعيدة، حتى تزيد علاقات التعاون بين الجانبين، فبمثل هذه اللقاءات يكون الخير للبلدين والشعبين، وكذلك بوجود المحبة والتقدير، ستكون تلك اللقاءات مثمرة، وستترجم إلى مشروعات من التعاون في مجالات عدة وكثيرة». وكان قد جرى في مستهل اللقاء مراسم تقليد صاحب السمو حاكم الشارقة وسام الشرف الذي مُنح لسموه من سيرج ساركسيان رئيس جمهورية أرمينيا، وقد أناب عنه هوفيك إبراهميان رئيس البرلمان الوطني بجمهورية أرمينيا، وذلك عن دور سموه الكبير في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون الاقتصادي بين البلدين. العاصمة الثقافية وفي كلمة لهوفيك إبراهميان، بعد مراسم تقليد الوسام لصاحب السمو حاكم الشارقة، جاء فيها «إنه لشرف كبير بالنسبة إلي أن أكون ضيفاً في الشارقة التي تعتبر عاصمة دولة الإمارات الثقافية، وشرف كبير لي كذلك أن أقوم باسم رئيس جمهورية أرمينيا سيرج سركسيان بتسليم وسام الدولة لعالم بارز وشخصية دولية، ليس فقط يحمل ذلك القدر من الثقافة، بل يقدّر عالياً القيم الثقافية، ويقوم بكل ما هو ممكن لإغناء وإعلاء الثقافة والمحافظة عليها». وأضاف «أن الصداقة الحميمة لأرمينيا والشعب الأرميني مع العالم العربي هي شهادة ساطعة على تاريخنا المشترك لقرون عديدة وتتطور على أساسها العلاقات بين دولنا اليوم». وقال «إن أرمينيا ممتنة لصاحب السمو حاكم الشارقة، لقيامه برعاية وتمويل أعمال إعادة بناء مجمع هاغاردزين الذي يعتبر صرحاً تاريخياً ثقافياً في أرمينيا، وهو أحد المراكز التعليمية والعلمية والثقافية المتقدمة في العالم خلال القرن 13». واختتم بقوله «أعرب عن بالغ ثقتي بأن علاقاتنا وصداقتنا ستتجاوز كل الحدود، لتشكّل الرفاه والتقدم للشعبين الإماراتي والأرميني، وأكرر دعوتي لسموكم لزيارة جمهورية أرمينيا». هدية تلقى سمو حاكم الشارقة من الوفد الأرميني هدية متمثلة في كتاب لفنانين أرمن، وثقوا فيه، من خلال الصور والرسوم، لأحداث خلال حكم الإمبراطورية التركية في القرن ال20. وأقام سموه مأدبة غداء على شرف الوفد الضيف. كما ألقى قداسة كاريكان الثاني رئيس الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية كلمة بهذه المناسبة، أثنى فيها على الدور الكبير الذي يقوم به صاحب السمو حاكم الشارقة، لتحقيق مبدأ التسامح بين الأديان، ومساعي سموه الحثيثة لنشر الحب والوئام بين شعوب العالم، وجهوده في تعريف الآخر بالثقافة العربية والإسلامية، والتعرف إلى ثقافة الآخر. في ختام اللقاء، تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة، بتقديم هدية تذكارية لوفد جمهورية أرمينيا، عبارة عن مجسم لسفينة الشارقة التي تعبّر عن التراث الأصيل للمنطقة، وعن الوسيلة التي ربطت المنطقة بالعالم الخارجي، وشكّلت أول نوع من التواصل بين شعب الإمارات وشعوب العالم. البيان الاماراتية