مع انتهاء الجولة الأولى من المفاوضات بين "المتخاصمين" السوريين في جنيف، دعت بريطانيا إلى أن معاناة الشعب السوري لابد وأن تكون أولوية عاجلة. قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ انه من الضرورة بمكان استئناف المحادثات في 10 شباط (فبراير) كما هو مخطط لها، وأن يكون كلا الطرفين على استعداد للمضي تجاه عملية انتقال سياسي. وأكد هيغ، الجمعة، موقف المملكة المتحدة بضرورة مشاركة الجماعات النسائية السورية مشاركة تامة في الجولة التالية من مفاوضات جنيف، وندعو الأممالمتحدة لتأسيس آلية تكفل حدوث ذلك. وقال وزير الخارجية البريطاني إن هناك سبيلا واحدا فقط لإنهاء الصراع السوري، وذلك بالتوصل لتسوية سياسية "وكون هذه المحادثات قد جرت بالفعل يبعث بعض الأمل في النفوس، بالنسبة إلى الشعب السوري، حول إمكانية التوصل لتسوية للصراع عبر المفاوضات". ووجه هيغ في تصريحه الشكر لمبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الابراهيمي لدوره في قيادة هذه العملية. محنة حمص ونوه وزير الخارجية البريطاني إلى أنه لابد وأن تكون محنة أهالي حمص وغيرها من المناطق المحاصرة أولوية عاجلة. وأدان في هذا الاتجاه عدم اتخاذ النظام لأي خطوات في سلطته لتخفيف المعاناة الإنسانية، أو وقف القصف العشوائي للمدن والبلدات في سورية. وقال هيغ: لقد بات الوضع في حمص بائسا جدا بعد مرور 600 يوم منذ أن فرض الحصار على هذه المدينة. وقوافل المساعدات من الأممالمتحدة تنتظر خارج حمص وعلى النظام أن يسمح لها بالدخول فورا، ودون أي شروط مسبقة. ونبّه وزير الخارجية البريطاني إلى أن إعاقة دخول المساعدات الإنسانية والتجويع المتعمد للمدنيين فظيع. وقال إنه على النظام السوري أن يدرك أنه سوف يحاسَب على مصير أهالي حمص ومخيم اليرموك والمناطق المحاصرة الأخرى. ورأى هيغ ان المملكة المتحدة تعتقد بوجود أسباب قاهرة وأدلة دامغة تستدعي مناقشة الوضع الإنساني مجددا في مجلس الأمن "ولسوف نناقش عاجلا مع شركائنا الخطوات التي سوف تتخذ لضمان وصول المساعدات لكافة المحتاجين إليها داخل سورية". لقاء هيغ - فايوس وكان وزير الخارجية ويليام هيغ اليوم على هامش القمة البريطانية - الفرنسية في قاعدة بريز- نورتون الجوية في اكسفوردشير غرب لندن بنظيره الفرنسي لوران فابيوس، حيث ركزت المباحثات بينهما على الصراع في سورية، وتعزيز التعاون البريطاني- الفرنسي بقضايا السياسة الخارجية الأوسع، وتغير المناخ والاتحاد الأوروبي. وصرّح وزير الخارجية البريطاني بعد اللقاء انه ناقش مع فابيوس الخطوات التالية لمعالجة الصراع في سوريا، على ضوء اختتام الجولة الأولى من المفاوضات بين النظام والمعارضة في جنيف اليوم. وقد اتفقنا على أهمية مواصلة الزخم بالمفاوضات مع إيران بشأن التوصل لتسوية شاملة للمسألة النووية. وقال: "كما أننا نشترك بقلقنا تجاه الوضع في أوكرانيا. واتفقنا على تكثيف التعاون بيننا بشأن أفريقيا، بما في ذلك بالعمل مع الاتحاد الأفريقي لمعالجة الاضطرابات في الصومال ومالي وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى. وسوف نواصل العمل مع بعضنا عن كثب في ما يتعلق بمسائل تغير المناخ والطاقة". واشار الى انه وفابيوس تدارسا معا أفكار إصلاح الاتحاد الأوروبي، وفرص انضمام دول في المنطقة لعضوية الاتحاد. وختم هيغ قائلاً: إن فرنسا واحدة من أقوى وأقرب حلفائنا بمجال السياسة الخارجية والأمنية. والمحادثات بيننا تعكس تلك الروابط، وتقوي عزمنا على العمل معا لأجل الدفع قدما بالكثير من الاهتمامات والقيم المشتركة بين بلدينا. ايلاف