معتصم عبدالله (دبي) - يعد قطاع التدريب والمدربين «حجر الزاوية» الأساسي، في عملية تطوير منظومة الاحتراف في كرة القدم بالدولة، حيث يلعب المدرب الدور الأبرز، في صقل وتنمية مهارات اللاعبين ورعايتهم، منذ مراحل الأشبال، وصولاً إلى الفريق الأول والمنتخبات الوطنية. ويولي المسؤولون بالدولة والمؤسسات الرياضية، بداية من اتحاد الكرة والمجالس الرياضية، جوانب تطوير وتأهيل المدربين اهتماماً خاصاً، خاصة المدرب المواطن، وذلك ضمن إطار دعم الكوادر الوطنية، وتعزيز التمكين المهني في العمل الرياضي، والاستفادة من الموارد البشرية والطاقات الوطنية التي تملك القدرة والكفاءة والموهبة، وكانت بحاجة إلى الفرصة والدعم. غير أن الناظر إلى حال المدرب المواطن، في الأندية تحديداً، يلحظ بوضوح اختفاء هذه المجموعة من المنطقة الفنية لأغلب الأندية، خاصة الفريق الأول، وتشير إحصاءات رسمية لاتحاد الكرة إلى أن هناك 325 مدرباً مواطناً مؤهلاً وحاصلاً على شهادات تدريبية صادرة من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، يعمل منهم فقط 140 مدرباً ومدرباً مساعداً بأندية الدولة، بجانب 9 مدربين في المنتخبات الوطنية، ومن هنا نجد 185 مدرباً مواطناً خارج سوق العمل بنسبة تقترب من 57 %. ويحظى من هذه المجموعة 3 مدربين مواطنين فقط، بفرصة قيادة الفريق الأول في أربعة من جميع أندية الدولة، من بينهم مدرب واحد على مستوى دوري الخليج العربي «المحترفين»، ومدربان على مستوى أندية الأولى، بجانب مدربين لفرق الرديف، و49 مدرباً مساعداً، و11 مدرباً لفرق الشباب 19 عاماً، و 15 للناشئين 17 عاماً، و14 مدرباً لفرق الأشبال 15 عاماً، و8 للأشبال 14 عاماً، و13 للأشبال 13 عاماً، 8 للأشبال 12 عاماً، و7 لفرق الأشبال 11 عاماً، و4 مدربين بمدارس الكرة، إضافة إلى المدرب عبدالله صقر المدير الفني لفرق المراحل السنية بنادي الشباب، وجمعة ربيع المشرف الفني بنادي الشارقة، فيما تخلت ثلاثة أندية خلال الموسم الحالي 2013- 2014 عن مدربيها المواطنين. والمعروف أن أندية الدولة يصل عددها إلى 31 نادياً، من بينها 14 نادياً بدوري الخليج العربي «المحترفين»، و13 نادياً تشارك بمسابقة دوري الدرجة الأولى، بجانب 4 أندية أخرى تكتفي بالمشاركة في مسابقات المراحل السنية، وهي مصفوت، رأس الخيمة، الحمرية، فلج المعلا. حاولت «الاتحاد» الغوص في أعماق هذا الملف المهم في سياق تحقيق موسع، يركز في الجزء الأول على الأسباب التي أدت إلى جلوس مجموعة كبيرة من المدربين في دائرة «خارج الخدمة»، وفي الثاني على عدم توافر فرصة ترقي المجموعة العاملة من مدربي المراحل السنية والرديف، للوصول إلى مصاف الفريق الأول، ويستعرض التحقيق من خلال الإحصاءات دورات تأهيل المدربين المعتمدة من الاتحاد الآسيوي، والتي يشرف عليها اتحاد الكرة، بجانب التجربة الناجحة في سياسة الاعتماد على العنصر المواطن في المنتخبات الوطنية، ويرصد أيضاً آراء المدربين «خارج الخدمة»، والمدربين العاملين بالأندية، ويحكي جزءاً من تجاربهم، كما يستطلع التحقيق الموسع آراء المسؤولين باتحاد الكرة والمجالس الرياضية، ويسرد إفادات بعض مسؤولي الأندية والمحللين، وذلك بهدف الوصول إلى نقاط أساسية، تسهم في إضاءة الطريق نحو «ردم الهوة» بين المدرب المواطن المؤهل، ووقوفه على المنطقة الفنية لفرق الأندية. ... المزيد الاتحاد الاماراتية