GMT 0:03 2014 الإثنين 3 فبراير GMT 1:18 2014 الإثنين 3 فبراير :آخر تحديث حليمة مظفر "أعوذ بالله مما فعل"، هذا ما وجدتُ نفسي أقوله غاضبة، بعد مشاهدة المقطع المخجل والموجع الذي انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر فيه مدرس حلقة تحفيظ القرآن الكريم بأحد بيوت الله وهو ينزل بسلك كهربائي ضربا على براءة طلابه، ممن تركوا اللعب مع أقرانهم والاستمتاع بالأجهزة الذكية مفضلين مذاكرة وحفظ القرآن الكريم في حلقته، وقد شعرتُ بالخجل مما فعله في بيت من بيوت الله وباسم تحفيظ الكتاب العظيم، وأتصور أن هذا المعلم الفاشل تجب محاسبته وإعفاؤه من التدريس من قبل الجهات المسؤولة كوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وحتما لا بد من التحقيق في أمر هذا المقطع، لأنه أساء تأدية الأمانة مع هؤلاء الأبرياء الذين ما أرسلهم آباؤهم من أجل أن يُهانوا أو تهدر كرامتهم أو يُعنفوا بهكذا طريقة مؤذية، فما هكذا تورد الإبل! بالله عليكم، كيف سيكون شعور هؤلاء الأطفال كلما دخلوا المسجد وهم يجدون مثل هكذا تعنيف فيه وإهدار للكرامة الإنسانية التي جاء الإسلام لحفظها وتعزيزها! وكيف سيكون شعورهم كلما أمسكوا بالقرآن الكريم كي يحفظوه ويتعلموا منه دينهم وهم يؤذون بهكذا طريقة مهينة، ولا تمتُ إلى الدين بصلة، فما هكذا علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم التعامل مع الأطفال ولا مع من يتعلمون كتاب الله أبدا، وليس هذا فقط، بل كيف سيفكر حين يشاهد هذا المقطع المسيء غير المسلمين أو من لا يعرفون عن الإسلام في الخارج شيئا سوى ما يصلهم من جهلاء متعصبين!؟ وما الصورة التي سوف يعززها هكذا مقطع قبيح عنّا عند من لا يعرف قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم "ليس منّا من لم يرحم صغيرنا ويُوقر كبيرنا"!؟ إن هذا المقطع بكل صدق لم يؤذ فقط هؤلاء الصغار الذين أحبوا أن يحفظوا كتاب الله وجاء هذا المعلم الفاشل ليزرع في أنفسهم بفعله هذا ما يجعلهم قد يعزفون عنه أو يترك تعنيفه في نفوسهم من انطباع سلبي وتأثير نفسي عكسي وضعف شخصية قد يؤدي بهم إلى الانحراف الفكري والديني! بل لقد تسبب بفعله هذا في أذيتنا جميعا وأذية بيت من بيوت الله! وأساء الأدب مع كتاب الله تعالى بفعل قبيح لا يمتُ إلى الإسلام بصلة! ولهذا لا بد من مراقبة حلقات تحفيظ القرآن الكريم مراقبة صارمة من الجهات المسؤولة، فلا يتم تركها سبيلا لكلّ مريض نفسي ادعى أنه مُجاز لتحفيظ القرآن الكريم في حلقات المساجد، فقط لأن شكله يُوحي بالتدين دون معرفة جوهر تعاملاته وأخلاقياته وسلوكه النفسي! ثم لماذا لا توضع كاميرات مراقبة داخل المساجد تربط بالجهات المسؤولة عنها، أظن أن الأمر يحتاج لذلك فعلا، فمن لا يخاف ضميره المتهالك من مراقبة الله تعالى لأفعاله، فحتما سيخاف من مراقبة الناس! ايلاف