الاثنين 03 فبراير 2014 03:56 مساءً ((عدن الغد)) bbc بدأت شركة تعمل برأس مال إسرائيلي، وتسعى لإثبات أنها صديقة للبيئة، التسويق لفكرة إعداد المشروبات الغازية في المنزل باستخدام الزجاجات المستعملة لتوفير البلاستيك، وإنقاذ كوكب الأرض من التلوث. وعلى طريقة "دكتور هو" الابتكارية، طرحت الشركة منتجها صوداستريم الذي جعل بإمكان البريطانيين وغيرهم حول العالم صنع المياه الغازية في المنزل من خلال ماكينة إعداد الصودا غير الطازجة. وتستخدم الشركة أحدث طرق التسويق، ومن أهمها اختيار نجمة هوليود سكارليت جوهانسن سفيرة عالمية للماركة الجديدة. وتظهر النجمة في فاصل إعلاني بلغت تكلفته 4 ملايين دولار يُعرض في حفل افتتاح بطولة سوبر باول لكرة القدم الأمريكية. ولكن المفاجأة التي كانت في انتظار صوداستريم وسكاريت جوهانسن هي الغرق في دوامة السياسة بالشرق الأوسط، خاصة الدعوات لمقاطعة الشركات الإسرائيلية التي تمارس عملها على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967. ويقع المصنع المنتج لماكينة الصودا الجديدة، صوداستريم، داخل منطقة معالي أدوميم الصناعية، وهي مستوطنة يهودية بُنيت على الأراضي المحتلة شرق القدس. ووفقًا لأغلب تفسيرات القانون الدولي، يعتبر بناء منازل أو شركات على تلك الأراضي غير قانوني. وتريد بعض جماعات الضغط فرض حظر على البضائع المنتجة في مثل هذه المناطق، أو على الأقل، وضع ملصق واضح عليها يوضح للمستهلك في الدول الأخرى أن هذه المنتجات صُنعت أو زُرعت في المستوطنات الإسرائيلية، لا في إسرائيل نفسها. تعمل صوداستريم في مصنع قديم بمستوطنة معالي أدوميم. ومن المفارقات الغريبة أن سكارليت جوهانسون هي سفيرة مؤسسة أوكسفام الخيرية التي تعتبر المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية وترفض أي عمليات تجارية تحدث هناك. وفي الوقت نفسه تمثل سكارليت صوداستريم حول العالم كسفيرة للمنتج الذي يُصنع في مستوطنة إسرائيلية. سمعة سيئة واختارت جوهانسن البقاء مع صوداستريم وقطع علاقتها بأوكسفام. ونشرت بيانًا مكتوبًا قالت فيه "سوف أظل داعمة للتعاون الاقتصادي والتفاعل الاجتماعي بين إسرائيل الديموقراطية وفلسطين". وأضافت أن "صودا ستريم لا تتعهد فقط بالحفاظ على البيئة، إنما تلتزم ببناء جسور السلام بين إسرائيل وفلسطين وتدعم عمل الدولتين الجارتين معًا وتحقيق مبدأ المساواة في الأجور والميزات والحقوق لكل منهما". ويعتبر قرار نجمة هوليود صفعة لحملات مقاطعة البضائع الإسرائيلية، إذ كان من المنتظر أن يُحدث إلغاء الفاصل الإعلاني الذي كلف الشركة 4 ملايين دولار ضجة إعلامية ويحتل العناوين الرئيسة. وقالت سارة كولبورن، مديرة حركة التضامن الفلسطينية إن "قرار سكارليت جوهانسن يُعد انتهاكًا لسياسة أوكسفام الداعمة لحقوق الإنسان والعدالة". شبح البطالة ووسط هذا الصراع، قال دانيال برنبوم مدير صوداستريم في إسرائيل إن قرار شراء مصنع ذخيرة قرار قديم اتخذته الشركة قبل أن يعمل بها. وأضاف أنه يدعم حل الدولتين الذي تؤسس بناء عليه دولة فلسطين إلى جوار إسرائيل بين نهر الأردن والبحر المتوسط، وأنه بتحول الضفة الغربية إلى دولة فلسطين مستقبلًا، فسوف يستمر المصنع في العمل ويسدد الضرائب للحكومة الجديدة. تشغل الشركة 500 عامل فلسطيني جنبًا إلى جنب مع العاملين اليهود في المستوطنة (صورة العمال). وأكد أن مئات الفلسطنييين يعملون في المصنع مع العمالة الإسرائيلية ويتقاضون نفس الرواتب ويحصلون على نفس الميزات. وتوقع أنه إذا نجحت المقاطعة وعزف الناس عن شراء كل ما هو إسرائيلي، فسوف يتوقف المصنع عن العمل تمامًا ويفقد المئات من الفلسطينيين وظائفهم في وقتٍ يصعب فيه الحصول على فرصة عمل في الضفة الغربية. وذكر برنبوم أن "المصنع يوفر فرص عمل ل 500 فلسطيني يعولون 5000 شخص وليس لديهم أي عمل آخر". وأضاف أن "تركهم فريسة للبطالة لن يجلب السلام إلى المنطقة، وهو أمر مؤكد". وقال "لقد قرننا في صوداستريم أن نصنع السلام على طريقتنا. ولندع السياسيين يفعلون ما يرونه صحيحًا". مشددًا على أن المصنع يعتبر مثالًا للتعايش السلمي المشترك بين الفلسطينيين والإسرائيليين. قوة المقاطعة ولا شك أن الحملات التي تدعو إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية حملات مؤثرة إذ بدأت تضع يد المستهلك على الفارق بين المنتج الإسرائيلي والمنتج المصنع في المستوطنات. وتخشى إسرائيل أن تزداد تلك الحملات قوة وأن يتسع نطاق تأثيرها، خاصةً إذا انهارت محادثات السلام الحالية. ومن المتوقع أن تستمر هذه القضية في احتلال العناوين الرئيسة لفترة طويلة، إذ يُضفي وجود سكارلين جوهانسن قدرًا من دراما هوليود عليها. ويزيد من انتشار القضية ظهور نجمة هوليود في حفل افتتاح بطولة سوبر باول الأمريكي الذي يُعرض أمام جمهور من جميع أنحاء العالم. عدن الغد