وصف رئيس حملة السكينة الدكتور عبدالمنعم المشوح القرار الملكي الذي صدر أمس بمعاقبة المنتمين للجماعات أو التيارات بأنها ضربة استباقية في فكرية انتشار الجماعات والتيارات وتكوينها في المملكة، وأكد على نجاعة الحل السعودي اعتماداً على الاستناد إلى أرضية صلبة فكرية في السعودية، مشدداً على أنه سيخدم العلماء الفكريين ليتحركوا بحرية في مجال المناصحة والتوعية لمن زلت بهم القدم. وقال المشوح ل"الرياض" : "القرار الملكي جاء شموليا ومتكاملا ووضع الرؤية والعقوبة والهدف وآلية التحقيق، وهو يعني بشكل واضح سد أي منفذ من منافذ الاجتهاد والدخول في المسائل الفكرية، التي توصف بأن فيها اجتهادات كثيرة، وفيها أشياء بعيدة جدا عن الواقع أو التي تحقق الهدف". وارجع المشوح التعامل الفكري مع مثل هذه التحزبات سواء كانت جماعات أو تيارات أو أفكارًا أو حتى أشخاصًا إلى مرحلة قديمة، مضيفاً التحزبات هي موجودة في أي مجتمع، ومسألة أنها تكثر أو تضعف في مجتمع ما فهي خاضعة للأمور المحيطة وحتى الظروف العالمية، وهي مهيأة جدا الآن لقيام هذه الجماعات واشتدادها ومهيأة أكثر لانتشارها أو حتى تكوينها". وأكد أن القرار الملكي سد طريق تكوين هذه الجماعات "توجد إرهاصات ويوجد متأثرون وهناك شخصيات متعاطفة مع بعض التيارات، و لكن القرار أتى لسد طريق وجود هذه الجماعات في المملكة العربية السعودية لأننا جماعة واحدة على طريق واحدة وفي بلد واحد تحت راية واحدة". وزاد أنه "كان في السابق تُكون هذه التيارات عبر كتابات معينة، وناقشنا بعضها على مدى 10 سنوات سواء كانت لجماعات مسلحة أو فكرية أو سياسية وحاورناهم، وهي لم تصل الى حد كونها جماعة لها تنظيم هرمي واضح في المملكة". وأضاف انه "مع القلاقل الموجودة الآن في المحيط، والوضع المحتدم في سوريا أو في اليمن ربما يهيئ لوجود جماعات، وحتى يوجد بعض اللقاءات التي عقدت خارج السعودية لبعض التنظيمات، فأتى القرار ليقطع عليهم الطريق لبناء مثل هذه التكوينات، وأنا اعتبر أن هذه ضربة استباقية في المجال الفكري بالذات". وبحسب المشوح فإن الامر الملكي سيخدم الفكريين ليتحركوا بحرية في مجال المناصحة والتوعية لأننا نستند إلى أرضية صلبة فكرية، "مثل هذه القرارات تجعل من وقعوا في مثل هذا الأمر يراجعون حساباتهم حتى من جهة الرهبة، فتعلمنا خلال سنوات أن الدولة تقدم الترغيب على الترهيب، فإذا جاء وقت الترهيب تقدمه، والوقت الآن لا يحتمل الترغيب، لأنه جيد ويحفز الناس لكن بنسبة معينة، فإذا ما نفع معهم ينقلب إلى الترهيب". وكشف المشوح انه في الفترة الحالية بدأ كثير من الشباب يعود من العراق وسورية، لأنه ارتفع صوت الترهيب، وزادت نبرة التحذير، ونفس التنظيمات وحتى من في رؤوسها سيراجعون حساباتهم، بل حتى في شبكات التواصل الاجتماعي مثل "الفيسبوك" و"التويتر" بدأت تخف وتيرة الانتماء العاطفي لهذه الجماعات، لأنه قبل سنة ارتفعت النبرة، والآن انخفضت بشكل لا بأس به، ولكن لازالت مقلقة لنا نحن الفكريون". ورمى المشوح الكرة الآن في ملعب الفكريين والشرعيين، "من المهم ضرورة تحديد المصطلحات والمفاهيم، فإذا نجحوا في التوصيف ووضع المعايير فهو نجاح كبير". جريدة الرياض