اتهم كبير الناتو، الرئيس الأفغاني بأنه "يلعب في النار" بينما اجتمع الرئيس الأميركي بارك أوباما مع القادة العسكريين لبحث موضوع أفغانستان. حث مسؤولون أميركيون الرئيس الأفغاني حامد كرزاي على توقيع اتفاقية تسمح ببقاء القوات الأميركية إلى ما بعد هذا العام، ويرفض كرزاي توقيع الاتفاقية. وتضغط إدارة أوباما على كرزاي منذ شهور لتوقيع اتفاقية أمنية ستسمح ببقاء عدد قليل من الجنود الأميركيين في أفغانستان للمساعدة في تدريب القوات المحلية وممارسة نشاطات مكافحة الارهاب. ورفض كرزاي يعني أن قوات الأمن الأفغانية ستواجه طالبان وحدها ويخشى دبلوماسيون من أن تعاني القوات الأفغانية بدون دعم مالي أو عسكري أميركي. ويشار الى ان اجتماع أوباما مع القادة العسكريين الموسع هو الثاني الذي يعقده أوباما بشأن أفغانستان في الأسابيع القليلة الماضية بعد أن التقى بمجلس الأمن القومي التابع له في منتصف كانون الثاني (يناير). تدهور العلاقات وتدهورت العلاقات بشدة بسبب رفض كرزاي التوقيع مما قلص التأييد الفاتر للحرب في واشنطن التي خفضت مساعدات تقدمها للمدنيين في العام المالي 2014 إلى النصف. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض للصحافيين يوم الإثنين إنه يجب توقيع المعاهدة "في غضون أسابيع وليس شهور". ومن شأن الاتفاقية المذكورة ان تسمح ببقاء عدد محدود من القوات الامريكية في أفغانستان الى ما بعد الموعد النهائي لانسحابها نهاية العام الحالي. وأضاف "لا يمكن أن ينتظر هذا الأمر لفترة طويلة للغاية لأن من المستحيل مطالبة حلفائنا في حلف شمال الأطلسي أو قادة الجيش الأميركي بالتخطيط على أساس الطوارئ. ويرغب مسؤولو الدفاع الأميركيون في حسم هذا الأمر قبل اجتماع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل في أوائل آذار (مارس). لكن كرزاي لم يستجب بعد. وقال مسؤول بالبيت الأبيض إن الجنرال جوزيف دانفورد قائد القوات الدولية في أفغانستان سيزور واشنطن هذا الأسبوع ويتوقع أن يشارك في النقاش. وأضاف أن أوباما لازال يبحث كيفية الرد ولا توجد مهلة لاتخاذه قرارا. يلعب بالنار وعلى هذا الصعيد، قال أندرز فوغ راسموسين الامين العام لحلف شمال الاطلسي (الناتو) إن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي "يلعب بالنار" برفضه التوقيع على اتفاقية امنية مع الولاياتالمتحدة الأميركية. وكان راسموسين قد عبر عن شعوره بالاحباط خلال مقابلة اجراها مع بي بي سي تعليقا على تصريحات لكرزاي انتقد فيها بعضا من جوانب وجود القوات الدولية في أفغانستان. وكانت صحيفة بريطانية قد نقلت عن الرئيس الأفغاني قوله إن ولاية هلماند كانت ستكون في وضع افضل لو ان القوات البريطانية لم تذهب اليها بالمرة. وطالب راسموسين الرئيس الأفغاني بابداء بعض الامتنان "لما بذله الحلف من اجل أفغانستان". ولكنه عبر عن ثقته بأن الرئيس الأفغاني الجديد الذي سينتخب في غضون شهرين عند انتهاء ولاية الرئيس كرزاي الثالثة سيوقع على الاتفاقية. والمح راسموسين الى ان من شأن امتناع الأفغان عن التوقيع على الاتفاقية ان يعرقل وفاء الجهات الدولية بالتزاماتها المالية تجاه بلادهم، مع كل ما لذلك من نتائج سلبية على قدرة أفغانستان على مواصلة الانفاق على قواتها المسلحة بمعدلاته الحالية. مفاوضات سرية إلى ذلك، نقلت صحيفة (نيويورك تايمز)، الثلاثاء، عن مسؤولين أفغان وغربيين لم تذكرهم بالاسم قولهم إن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي يجري محادثات سرية مع مسؤولي حركة طالبان أملا في إقناعهم بابرام اتفاق سلام مع حكومته. ولم يتسن الوصول إلى المتحدث باسم كرزاي للتعليق. لكن الصحيفة ذكرت في تقريرها ان المتحدث أكد إجراء اتصال ووصف محادثات الشهرين الماضيين بالإيجابية. وأخبر المسؤولون للصحيفة أن المحادثات التي بدأتها طالبان لم تجن ثمارا حتى الآن لكنها قد تساعد في تفسير تصاعد عداء كرزاي المعلن لواشنطن. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) أي في نفس وقت بدء المحادثات السرية تقريبا أعلن كرزاي نيته عدم توقيع اتفاق أمني ثنائي مع الولاياتالمتحدة لحين إجراء الانتخابات الرئاسية في أبريل نيسان. وتولى كرزاي الرئاسة لفترتين ولا يمكنه خوض الانتخابات مجددا. وتعهدت طالبان بعرقلة الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نيسان (أبريل). ويشير تصاعد أعمال العنف في الآونة الأخيرة بالعاصمة كابول إلى أن المحادثات السرية مع كرزاي لم تحدث اختلافا يذكر بشأن رغبة الحركة المعلنة في تصعيد هجماتها. وبلغ العدد الشهري للهجمات في كانون الثاني (يناير) أعلى مستوياته منذ 2008 وفقا لمسؤولين أمنيين واستمر نفس الاتجاه في شباط (فبراير) وانفجرت قنبلتان في كابول يوم الاثنين. ايلاف