بقلم / عبدالله الدهمشي [email protected] تقدم لنا عمليات الفصائل اليسارية في حركة التحرير الوطني الفلسطيني تجربة تاريخية غنية بدلالاتها القاطعة على أهمية بل ومحورية الدعم الدولي لنشاط هذه الفصائل ضد العدو الصهيوني داخل فلسطينالمحتلة وخارجها.. فقد ازدهرت هذه الفصائل في حقبة الدعم المادي والمعنوي المقدم لها من المعسكر الشيوعي. ثم تلاشت بانتهاء هذا الدعم . بعد الفصائل اليسارية، جاءت تجربة الجهاد الأفغاني لتضيف إلى دلائل سابقتها جديداً يؤكد محورية الدعم الدولي لأنشطة الفصائل والجماعات المسلحة، فالذين احتشدوا للجهاد في أفغانستان تحقق لهم ذلك بدعم استخباراتي وتمويل وتسهيل دولي قدمه الحلف الأطلسي بزعامة الولاياتالمتحدة ومعها أتباعها في المنطقة العربية وباكستان، وانتهى هذا الجهاد بكارثة ما عرف بالإرهاب . اليوم تتجدد الحالة في ليبيا وسوريا، فالدعم الدولي حشد مرتزقة الجهاد إلى البلدين، وامتد بهم إلى العراق وهنا يتجلى الأمر بوضوح، أن الإرهاب الدولي مرهون بالدعم الدولي لحركته واحتياجاته، وان ازدهاره ونهايته متروك لأجهزة المخابرات التي تحركه على الأرض وفق استراتيجياتها في المواقع المستهدفة، فهو جهاد وثورة حين تستدعي مصلحة داعميه ذلك في أفغانستان وسوريا وليبيا، وهو تطرف وإرهاب حين تنتهي الحاجة إليه على الأرض. لا شك أن الفقر والتربية الدينية الخاطئة توفران مناخاً راعياً للإرهاب وحاضناً لعناصره وجماعاته، ولكن الأمر الحاسم في حركته ونشاطه يعود للمؤسسات الاستخبارية التي تنفذ استراتيجيات دولية محكومة بصراعات المصالح والنفوذ، وتوظف مثل هذه الجماعات التي ترفع ألوية قضايا عادلة، وتستخدم قيماً مثلى للخداع والتمويه واستقطاب الأعضاء والأنصار . آن للشعوب العربية أن تعي حقيقة الإرهاب وأن تدرك طبيعته المرتهنة للدعم الدولي، لتكون على بصيرة من أمرها وهي تتعامل معه وتكافح أخطاره وتعلن الحرب عليه، فتتجه بكل جهودها إلى المحرك الرئيسي لهذه العصابات التي ترتزق باسم الجهاد، وقد تكشف لنا بعبرة التاريخ ومعطيات الحاضر المشهود أن القاعدة وما يتناسل منها من أسماء ومسميات، أداة تابعة لحركة الاستخبارات الدولية، وخاصة الأمريكية . تزدهر القاعدة بازدهار النشاط الأمريكي، وقد ازدهرت قديما في باكستان برعاية أمريكية عربية، وهي تزدهر الآن في تركيا ولبنان والأردن بذات الرعاية القديمة للولايات المتحدة وحلفائها العرب، ونحن الضحايا في البدء والانتهاء، وفي الحصاد الختامي للإرهاب الذي لا تحجبه خرافات تصنعها الاستخبارات. اليمن اليوم. براقش نت