واشنطن - ا ف ب: حمل برلمانيون أمريكيون بعنف على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بسبب البطء في المصالحة السياسية وعلاقاته مع ايران، معتبرين ان ذلك يغذي موجة التفجيرات الانتحارية في البلاد. وعقد اعضاء في مجلس النواب اجتماعا خصص لمناقشة تهديد تنظيم القاعدة في العراق، بعد سلسلة تفجيرات ادت الى مقتل 33 شخصا. وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب ايد رويس ان مسلحي الدولة الاسلامية في العراق والشام يشنون حاليا اربعين هجوما في المعدل شهريا في اسوأ موجة عنف يشهدها العراق منذ انسحاب القوات الامريكية في 2011. واكد رويس "بصفته رئيس دولة، يجب ان يتحرك المالكي لنقل العراق الى مرحلة ما بعد الطائفية، مع انه قد لا يكون قادرا على القيام بذلك"، بينما يستعد العراق للانتخابات في ابريل المقبل. واضاف ان الناشطين يستفيدون من "استبعاد" السنة من الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة والتي تقيم علاقات وثيقة مع قادة ايران الشيعة. وتابع ان تنظيم "القاعدة اصبح بارعا جدا في استغلال الانقسام الطائفي وتمسك المالكي بالسلطة عزز موقفهم". لكن وفي خطاب حماسي ينم عن غضب، تساءلت النائبة الجمهورية دانا روراباشر عن سبب استمرار تورط الولاياتالمتحدة التي تمد العراق بالمروحيات والطائرات بدون طيار للمساعدة في مكافحة هؤلاء الناشطين، في هذا البلد. وقالت روراباشر "لماذا نشعر باننا مضطرون للانغماس في معركة بين اناس يقتلون بعضهم بعضا"، بعد عامين من الانسحاب العسكري الامريكي الكامل من العراق. واضافت ان "الاف الاشخاص يموتون في هذا الجنون. لماذا تفكر الولاياتالمتحدة انها ملزمة بان تكون جزءا من هذا الوضع الجنوني؟". وتابعت النائبة الجمهورية "لماذا لا نتركهم يقتلون بعضهم بعضا.. لقد قدمنا لهم ما يكفي". ووافق نائب مساعد وزير الخارجية الامريكي لشؤون العراق بريت ماكغورك على هذا الرأي. وقال ان "ظاهرة التفجير الانتحاري هي جنون مطبق". لكنه شدد على ان كل الانتحاريين تقريبا هم "مقاتلون اجانب يدخلون العراق عبر سوريا". واضاف ان "رسالتنا الى كل القادة العراقيين واضحة: على الرغم من خلافاتكم بشأن عدد كبير من القضايا، عليكم ايجاد طريق للعمل معا عندما يتعلق الامر بالدولة الاسلامية في العراق والشام التنظيم الذي يهدد كل العراقيين". ودعا المالكي الى "اتخاذ اجراءات اضافية للتواصل مع القادة السنة وجذب عدد كبير من العراقيين للقتال"، ضد القاعدة. واكد ماكغورك "في العراق، شئتم ام ابيتم، النفط والقاعدة وايران والمصالح الحيوية للولايات المتحدة على المحك وقدمت واشنطن النصح للقادة العسكريين العراقيين وخصوصا من اجل استعادة مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها مقاتلو الدولة الاسلامية في العراق والشام. وقال ماكغورك ان "الخطة تقضي بان تكون العشائر على الجبهة مع الجيش ليدعمها لان الدولة الاسلامية في العراق والشام هي جيش. انهم يملكون اسلحة ثقيلة ولديهم رشاشات من عيار 50 ملم وهم مدربون بشكل جيد جدا ومحصنون بشكل جيد جدا". وتابع ان الولاياتالمتحدة سرعت تسليم اسلحة الى العراق بارسالها 75 صاروخ هيلفاير في ديسمبر وابلاغ الكونغرس بارسال 500 صاروخ آخر. وسيتم تسليم آليات سكان ايغل في الربيع و48 آلية اخرى ريفن يو ايه في في وقت لاحق هذا العام. واكد ماكغورك الخبير في السياسة الاميركية في العراق، ان المالكي "احدث تغييرات كبيرة ومهمة" خصوصا في محاولة مصالحة السنة والشيعة منذ ان تلقى "رسالة مباشرة جدا" خلال لقائه الذي استغرق ساعتين مع الرئيس باراك اوباما في نوفمبر الماضي. وانتقد البرلمانيون المالكي ايضا خلال جلسة استماع في ما يتعلق بهجمات وقعت مؤخرا على معسكر لمعارضين ايرانيين قتل فيها عشرات. وقالت روراباشر "انها جريمة ضد الانسانية. هؤلاء هم لاجئون عزل تقوم قوات المالكي بقتلهم". من جهة اخرى، قال مسؤولون امريكيون ان الولاياتالمتحدة تنوي ارسال خبراء الى العراق لمساعدة هذا البلد في حفظ أمن منشآته النفطية التي تشكل عائداتها 95% من ايرادات الخزينة. وقالت "اللجنة التنسيقية المشتركة للطاقة بين العراقوالولاياتالمتحدة" في بيان في ختام اجتماع الاربعاء في بغداد ان "العراقوالولاياتالمتحدة شرعا في التعاون في مجال جديد هام من خلال استخدام خبراء من وزارتي الطاقة والخارجية الأمريكيتين للعمل مع العراق لرسم خطة لحماية البنى التحتية للطاقة في العراق من الهجمات الإرهابية والكوارث الطبيعية". واوضح نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني، الذي ترأس الاجتماع عن الجانب العراقي، ان هذا الدعم لا يعني باي حال من الاحوال نشر قوات اجنبية على الاراضي العراقية بل هو تعاون يتناول حصرا ميادين الدراسات والتجهيزات. واضاف ان حماية المنشآت النفطية من مسؤولية السلطات العراقية وسيتم ذلك من دون اي دعم من قوات اجنبية. جريدة الراية القطرية