لأول مرة .. بتكوين يقفز ويتجاوز 100 ألف دولار.    توافد جماهيري كبير إلى ميدان السبعين بصنعاء وساحات المحافظات    بمشاركة زعماء العالم .. عرض عسكري مهيب بمناسبة الذكرى ال80 للنصر على النازية    تصل إلى 100 دولار .. لجنة حكومية تفرض رسوم امتحانات على طلاب الثانوية اليمنيين في مصر    في شوارع الحزن… بين أنين الباعة وصمت الجياع    توقعات بهطول أمطار وموجة غبار    حتى أنت يا بروتوس..!!    الشلهوب يقود الهلال إلى الفوز من المباراة الأولى    الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الجوع في غزة بشكل متسارع    ارتفاع أسعار الذهب قبيل محادثات تجارية مرتقبة بين واشنطن وبكين    تشيلسي إلى نهائى دورى المؤتمر الأوروبي    الأهلي يفوز على المصري برباعية    ناطق الحكومة يوضح جانبا من إنجازات وجهود الحكومة في التصدي للعدوان الأمريكي    مانشستر يونايتد يضرب موعداً مع توتنهام في نهائي الدوري الأوروبي    واقعة خطيرة.. هجوم مسلح على لاعبي فلامنغو    ليفربول يقدم عرض للتعاقد مع نجم مانشستر سيتي بروين    "تل المخروط".. "هرم" غامض في غابات الأمازون يحير العلماء!    الأسباب الرئيسية لتكون حصى المرارة    العليمي اشترى القائم بأعمال الشركة اليمنية للإستثمار (وثائق)    الغيثي: أميركا غير مقتنعة بأن حكومة الشرعية في عدن بديل للحوثيين    الجولاني يعرض النفط والتواصل مع إسرائيل مقابل رفع العقوبات    باشراحيل: على مواطني عدن والمحافظات الخروج للشوارع وإسماع صوتهم للعالم    وطن في صلعة    لماذا يحكمنا هؤلاء؟    الطائرات اليمنية التي دمرتها إسرائيل بمطار صنعاء لم يكن مؤمنا عليها    تحديد موعد أولى جلسات محاكمة الصحفي محمد المياحي    تغاريد حرة .. صرنا غنيمة حرب    عيد ميلاد صبري يوسف التاسع والستين .. احتفال بإبداع فنان تشكيلي وأديب يجسد تجارب الاغتراب والهوية    دبلوماسي امريكي: لن ننتظر إذن تل أبيب لمنع اطلاق النار على سفننا    أرقام تاريخية بلا ألقاب.. هل يكتب الكلاسيكو نهاية مختلفة لموسم مبابي؟    البرلماني بشر: اتفاق مسقط لم ينتصر لغزة ولم يجنب اليمن الدمار    تعيين نواب لخمسة وزراء في حكومة ابن بريك    وسط فوضى أمنية.. مقتل وإصابة 140 شخصا في إب خلال 4 أشهر    السامعي يتفقد اعمال إعادة تأهيل مطار صنعاء الدولي    صنعاء.. عيون انطفأت بعد طول الانتظار وقلوب انكسرت خلف القضبان    سيول الامطار تجرف شخصين وتلحق اضرار في إب    القضاء ينتصر للأكاديمي الكاف ضد قمع وفساد جامعة عدن    *- شبوة برس – متابعات خاصة    تكريم طواقم السفن الراسية بميناء الحديدة    صنعاء .. شركة النفط تعلن انتهاء أزمة المشتقات النفطية    اليدومي يعزي رئيس حزب السلم والتنمية في وفاة والدته    شرطة آداب شبوة تحرر مختطفين أثيوبيين وتضبط أموال كبيرة (صور)    محطة بترو مسيلة.. معدات الغاز بمخازنها    الأتباع يشبهون بن حبريش بالامام البخاري (توثيق)    وزارة الأوقاف تعلن بدء تسليم المبالغ المستردة للحجاج عن موسم 1445ه    خبير دولي يحذر من كارثة تهدد بإخراج سقطرى من قائمة التراث العالمي    دوري أبطال أوروبا: إنتر يطيح ببرشلونة ويطير إلى النهائي    النمسا.. اكتشاف مومياء محنطة بطريقة فريدة    دواء للسكري يظهر نتائج واعدة في علاج سرطان البروستات    وزير التعليم العالي يدشّن التطبيق المهني للدورات التدريبية لمشروع التمكين المهني في ساحل حضرموت    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إياد علاوي: الحل السياسي في الأنبار ينقذ العراق من الكارثة
نشر في الجنوب ميديا يوم 08 - 02 - 2014


بغداد - زيدان الربيعي
حذر زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي من أن عدم وجود حل سياسي لأزمة الأنبار عبر العملية السياسية سيجعل العراق يسير نحو الكارثة . ودعا علاوي، وهو رئيس وزراء عراقي أسبق، في لقاء مع "الخليج" إلى عقد مؤتمر وطني في محافظة النجف يضم كل القوى السياسية بما فيها الحكومة وممثلون عن المتظاهرين والمعتصمين في الأنبار، مطالباً بأن تكون مقررات هذا المؤتمر ملزمة لجميع المشاركين فيه من أجل إنقاذ العراق من الوضع الراهن الذي ينذر بخطر كبير على وحدة البلد . وشدد علاوي على أن وضع الرئيس العراقي جلال الطالباني أصبح لغزاً، مناشداً الحكومة العراقية إلى مخاطبة نظيرتها الألمانية بكتاب رسمي لمعرفة الوضع الصحي الحقيقي للطالباني، مبدياً مخاوفه من احتمالات تقسيم العراق، مشيراً إلى ضرورة تشكيل جبهة وطنية واسعة قبل الانتخابات أو بعدها لغرض تشكيل حكومة أغلبية سياسية . وتالياً الحوار:
* كيف يمكن حل الأزمات المتعاقبة التي يشهدها العراق ومنها أزمة الأنبار؟
- أرى أن الحل السريع لأغلب أزمات العراق يتمثل بتعبئة جميع الطاقات لضرب تنظيم القاعدة عبر التواصل مع قوى المجتمع العراقي كافة سواء كان في الأنبار أو غيرها، كون هذه القوى ترفض الإرهاب بكل أشكاله . لأنه لا يستطيع أي طرف أن يقول إن المتظاهرين أو المعتصمين في محافظة الأنبار يمثلون القاعدة، لأن هؤلاء منذ أكثر من سنة يناشدون الحكومة بضرورة تنفيذ مطالبهم وهي مطالب واضحة جداً ومشروعة . لذلك، فإن مزج المعتصمين والمتظاهرين مع القاعدة أو ما يسمى "داعش" أمر مرفوض تماماً . وعليه إذا أردنا محاربة القاعدة فعلينا تحريك الناس في الفلوجة والموصل وبغداد، لكي تكون هناك تعبئة جماهيرية لمواجهة هذا التنظيم الخطير، لكن للأسف الشديد أن مثل هذه التعبئة لم تحصل لغاية الآن، بل وجدنا العكس تماماً من هذا الأمر من خلال ربط القاعدة مع المسالمين والمعتصمين والمتظاهرين . وأنا هنا أتذكر عندما حدثت أزمة الفلوجة في عام 2004 ويومها كنت رئيساً للوزراء كان لديَّ حديث متواصل مع أبناء ووجهاء وشيوخ مدينة الفلوجة وكذلك مع فصائل المقاومة المسلحة في ذلك الوقت . حيث أكدت لهم أن القاعدة والزرقاوي ليس لهما علاقة بكم، وقد حصلت على دعم مباشر من كل هؤلاء لمواجهة القاعدة . لذلك يجب على الحكومة أن تميز بين من هو في القاعدة وبين المواطنين، كذلك عليها الكف عن زج قطعات الجيش العراقي في ضرب المدن أو خلط الأوراق، لأن هذه الأمور تعقد الموقف، أما إذا لم يكن هناك حل سياسي عبر العملية السياسية، فإن العراق سيسير نحو الكارثة .
* كيف يمكن أن يسير العراق نحو الكارثة كما تقول؟
- لقد مر الآن أكثر من أربعين يوماً على بدء أزمة الأنبار الأخيرة، لكنه لا يوجد شيء ملموس لدينا، لأنه في كل المعارك التي تحدث في العالم يتم فتح المجال إلى وسائل الإعلام لتغطية هذه المعارك، ونقل ما يجري في ساحاتها إلى الرأي العام المحلي والعالمي، لاسيما الجهة المتمكنة، لكن في أزمة الأنبار حدث تعتيم إعلامي والأزمة طال أمدها، وأهل محافظة الأنبار تضرروا كثيراً منها . حيث باتت الأخبار متضاربة والحقائق ضاعت . لذلك أنا أستغرب جداً أن بلداً مثل العراق لديه إمكانات وجيش لا يستطيع القضاء على تنظيم القاعدة في رقعة جغرافية صغيرة مثل الفلوجة وهذا الأمر من بوادر الكارثة . لذلك بدأت ألاحظ أن أهالي الأنبار وشيوخ عشائرها قد بدأوا يتجهون سياسياً إلى اتجاه معين، في حين أن التوترات بدأت تنتقل إلى مناطق أخرى ولم تبق فقط في محافظة الأنبار . لذلك يجب تعبئة المجتمع العراقي في مكافحة تنظيم القاعدة، لكن الذي يحصل الآن أن هناك انقساماً في المجتمع بسبب الوضع غير الصحيح في البلد، وكذلك، فإن إدارة ملف المواجهة مع القاعدة هي إدارة ليست صحيحة ولا تمتلك الكفاءة، وهي بالتالي غير قادرة على تحقيق نتائج جيدة بشكل سريع .
أدعو العراقيين للتوحد
* ما رسالتك إلى الشعب العراقي وهو يعيش في ظل هذه الظروف الصعبة؟
- إن رسالتي إلى الشعب العراقي هو التوحد ضد تنظيمات القاعدة وكذلك الحفاظ على ممتلكات وأرواح الناس، كما أحذر الشعب العراقي من أية محاولات لزيادة الشق الطائفي بين صفوفه . كذلك أؤكد أن الجيش لا يتحمل مسؤولية في المواجهات، إلا إذا كانت هناك أوامر سياسية توجهه . لكن يوجد خلل في العملية السياسية برمتها، لذلك لابد من حل سياسي يتزامن مع ضرب تنظيمات القاعدة، والحل السياسي يتمثل بتعبئة المجتمع بالتوجه ضد القاعدة، وعليه فإن تعبئة المجتمع لا تأتي من خلال تقسيمه أو اتهامه بالانضمام إلى القاعدة أو مساندتها . أما القرار السياسي الذي يدفع الجيش باتجاه ضرب القاعدة فلا يوجد أي تحفظ عليه من قبلنا . لكن القرار السياسي الآن يعاني نقصاً، وهذا النقص يتمثل بعدم الانفتاح على المجتمع وعدم تكريس الطائفية فيه . وأنا منذ زمن طويل حذرت من الطائفية السياسية، لأن القاعدة والتنظيمات الأخرى لو لم تجد مناخاً طبيعياً في الوضع العراقي لما نمت بهذا الشكل .
توازن العملية السياسية
* كيف تنظر إلى الدعم الدولي الكبير الذي حصل عليه العراق خلال أزمة الأنبار؟
- أنا الذي أعرفه أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي أضاعا بوصلة التوجه باستثناءات قليلة والدليل واضح على هذا الضياع الذي لا يقتصر فقط على الملف العراقي، بل إن كل الشرق الأوسط الكبير من أفغانستان إلى المغرب وجنوباً إلى الصومال يعيش أوضاعاً غير مستقرة وغير واضحة المعالم . حيث يتحمل المجتمع الدولي جزءاً كبيراً من الذي يحصل . لذلك أنا لا أرى ضرراً بقيام المجتمع الدولي بدعم الحكومة في مواجهة الإرهاب، خصوصاً إذا ترافق مع هذا الدعم، دعم سياسي لتحقيق المصالحة الوطنية في العراق، لأن هناك ضرورة لتسليح الجيش العراقي، لكن بنفس الدعم الدولي لحكومة المالكي في مواجهة الإرهاب أن يكون هناك ضغط سياسي باتجاه تغيير الخارطة السياسية بالبلد، وأن تكون العملية السياسية متوازنة وخالية من التهميش والإقصاء، لأن الذي يحصل الآن في العراق يحصل مثله في اليمن وأفغانستان وليبيا وسوريا ولبنان، وهذا فيه خطر كبير جداً على عموم المنطقة، لأن التنظيمات الإرهابية تنشأ عندما يكون هناك خلل في الخريطة السياسية، وهذا ما حصل في العراق بعد أن انهارت الدولة العراقية إثر الاحتلال الأمريكي في عام ،2003 حيث نشأت العملية السياسية بشكل اعتمد على المحاصصة الطائفية والعرقية وحصل الذي حصل .
* ما مبادرتكم لحل أزمة الأنبار؟
- كنا في ائتلاف الوطنية أول جهة سياسية عراقية تطرح مبادرة سياسية لحل أزمة الأنبار، وقد أردنا مقابلة رئيس الحكومة نوري المالكي من خلال وفد رسمي يمثل الائتلاف، إلا أنه لم يحصل هذا الوفد على موعد لمقابلة المالكي . حيث أكدنا في هذه المبادرة أن أزمة الأنبار تعالج عسكرياً ضد القاعدة ويكون الجيش خارج قصبات المدن، ويرافق هذا حل سياسي عبر التفاهم مع المعتصمين السلميين، فضلاً عن ضرورة حصول نوع من التوازن في عموم العملية السياسية، لأنه من دون اعتماد هذه النقاط فإن الحل العسكري سيكون صعباً، لأن القاعدة تنظيم خطير جداً وله قدرات عجيبة غريبة في الحرب، لذلك فإن هذا التنظيم لا يمكن محاربته فقط عبر القوات المسلحة، بل تحاربه بخلق بيئة ومناخ طاردة له من قبل المجتمع .
* كيف تنظر إلى كثرة المبادرات التي أطلقت بشأن حل أزمة الأنبار؟
- إن كل المبادرات التي قدمت ليست لها قيمة على أرض الواقع، بل إن المبادرة الوحيدة القادرة على احتواء أزمة الأنبار يجب أن تأتي من الحكومة العراقية، لأنه إذا لم تكن الحكومة طرفاً في معالجة أزمة الأنبار بشقيها العسكري والسياسي لن تستقر الأمور ولن تقبل أية مبادرة، لأنه إذا لم تعالج الأزمة من الجانبين السياسي والعسكري فلا حل لهذه الأزمة الخطيرة، لأن المعارك مع هكذا تنظيمات تحتاج إلى جملة مسارات منها أن يكون لديك جهد استخباري كبير يجلب المعلومات الدقيقة عن تحركات هذه التنظيمات، كذلك يجب أن يكون هناك استخدام صحيح للإعلام في المواجهة، فضلاً عن أسلوب سياسي يسهم بتعبئة جزء كبير من المجتمع حتى يكون لمصلحتك لكي تنفرد بالجزء الخطير الذي يمثل القاعدة وتتعامل معه عسكرياً، وللأسف الشديد إن جميع هذه المسارات لم تقم بها الحكومة .
المحافظات الجديدة لم تكن لها مبررات
* هل تعتقد أن توقيت قرار مجلس الوزراء العراقي بتشكيل محافظات جديدة كان صحيحاً؟
- إن قرار مجلس الوزراء بتشكيل محافظات جديدة لم يكن صحيحاً، لأن هذا القرار فيه مخاطر كبيرة جداً على التماسك الاجتماعي بين العراقيين . وكذلك قضية الخمسة بترو دولار لم تكن هناك مبررات لإثارتها، لأنه تم إثارة هذه الأزمات في أوقات غير صحيحة وغير مناسبة . لذلك من غير المعقول أن لديَّ قضية سياسية وعسكرية ملتهبة مثل قضية الأنبار وأقوم بإثارة قضية أخرى مثل تشكيل محافظات جديدة على أسس عرقية وطائفية . وعليه أقول إن هناك خطأ بالتوجه السياسي، وأيضاً هناك خطأ بالتوجه العسكري من خلال محاولة خلط الأخضر باليابس، فضلاً عن وجود خطأ في التوجه الإعلامي، ما
جعل الأمور تضيع . حيث قبيل موعد الانتخابات النيابية اجتمعت لدينا حزمة مشكلات كلها تسهم في تقسيم المجتمع، لذلك، فإن إثارة هذه المشكلات بهذا الوقت غير صحيح .
* كيف يمكن الخلاص من الأزمة الراهنة؟
- أرى أنه لا حل للأزمة الراهنة في البلد، إلا بعقد مؤتمر وطني بمشاركة جميع القوى السياسية والحكومة العراقية وممثلين عن المعتصمين والمتظاهرين لوضع النقاط على الحروف في معالجة الأزمة الراهنة وأية أزمة تحصل في المستقبل . وعليه أنا أدعو إلى عقد هذا المؤتمر في أقرب فرصة ممكنة في محافظة النجف على اعتبار أن هذه المحافظة لها قدسية خاصة عند جميع العراقيين، وإذا لم يعقد هذا المؤتمر فإن هذه المشكلات لن تحل، بل ستتعمق وستعصف بالعراق "لا سمح الله" وستؤذي الشعب العراقي وستستنزف دماء العراقيين، وكلما يزداد الانقسام والتفرقة تنشط القاعدة والتنظيمات الإرهابية في هكذا أجواء .
* هل تعتقد أن هذا المؤتمر إذا عقد ستكون قراراته ملزمة للجميع؟
- إن الشرط الأساسي لعقد المؤتمر أن يكون المشاركون فيه ملتزمون التزاماً كلياً بمقرراته حرفياً، لأن هذا المؤتمر عملياً سيجمع الشعب العراقي ويجعله موحداً ضد الإرهاب والقاعدة .
لغز الطالباني
* ما موقفك من الوضع الصحي الغامض للرئيس العراقي جلال الطالباني منذ أكثر من سنة؟
- إن الوضع الصحي للرئيس العراقي جلال الطالباني ما زال مبهماً . والطالباني قبل أن يكون رئيساً لجمهورية العراق هو صديق لنا وكان رفيق سلاح معنا، وهو رجل بذل جهوداً كبيرة سواء في المعارضة أو بعد سقوط النظام السابق ونحن نفتقده، لأنه رئيس لجمهورية العراق وهو من صمامات الأمان في البلد، لذلك أنا أرى أنه من غير المعقول أن بلداً مثل العراق يبقى لمدة طويلة تجاوزت السنة من دون رئيس جمهورية، ولا أحد يعرف ما هو وضعه الراهن، حتى أصبح وضعه لغزاً محيراً وهذا اللغز أنا لا أستطيع التحرك لكشفه، بل يفترض أن تقوم الحكومة العراقية بكشف الحقيقة، لأنه من غير الوارد أن تبقى الأمور لأكثر من سنة كاملة غامضة ومجهولة لرئيس الجمهورية . لذلك أدعو الحكومة العراقية إلى مفاتحة الحكومة الألمانية بكتاب رسمي لمعرفة الوضع الصحي للطالباني وتعلن للشعب العراقي الخبر الحقيقي .
أسباب موت "العراقية"
* "القائمة العراقية" هل ماتت؟ وإذا ماتت فعلاً هل يمكن إحياؤها بعد الانتخابات النيابية؟
- إن القائمة العراقية هي تحالف سياسي تشكل في ظرف معين ولأهداف معينة في الانتخابات النيابية الماضية في عام ،2010 وهذا التحالف كان تحت إطار التوجه الوطني والمشروع الوطني الذي كان واضحاً للجميع، لكن قسماً من هذا التحالف اتجه نحو الحكام والقسم الآخر توجد ملاحظات عليهم فيما يتعلق باستقامة سلوكهم، خصوصاً بعض الوزراء، وهناك قسم انكفأ طائفياً ونحن ضد الطائفية السياسية بشقيها "السني والشيعي"، وهناك قسم آخر الذي يمثل القسم الوطني الحقيقي للقائمة العراقية، وهو مؤمن بها ولم يساوم عليها تحت أي ظرف منهم . أنا والنائب حسين شويرد والنائب ميسون الدملوجي وآخرين وهم الآن في ائتلاف الوطنية الذي أتزعمه، حيث إن ائتلاف الوطنية العراقية يضم شخصيات لا تنتمي إلى أي كيان طائفي ولم تتلوث أيديها بالمال العام ولم تشارك مع السلطة في قمع الجماهير، فضلاً عن ذلك أن "الوطنية" لا تقع تحت أي غطاء دولي أو إقليمي فيما يتعلق بوضعها ونشأتها ومستقبلها . هذا الذي حصل في "القائمة العراقية" . وأنا أؤكد أن بعض الذين كانوا في العراقية جاؤوا لنا ورفضناهم للأسباب التي ذكرتها، لأن توجهنا واضح وهو ضد الطائفية وضد سرقة المال العام، وكذلك نرفض أن يكون أحد منا جزءاً من الحكومة الحالية . لذلك تشكلت "الوطنية" بإرادة واضحة وواعية وبرعاية القوى الوطنية الخيرة في القائمة العراقية . ونحن لدينا برنامج انتخابي وطني واضح جداً، ونحن الوحيدون الذين لدينا مرشحون للمشاركة في الانتخابات المقبلة من إقليم كردستان حتى محافظة البصرة . كذلك لدينا تقارب مع المجلس الإسلامي الأعلى العراقي والتيار الصدري وبعض الأطراف الكردية وكذلك كيانات وشخصيات مستقلة . ونأمل من هذه الكيانات قبل الانتخابات وحتى بعدها بأن تنجح في تشكيل تحالف وطني على مستوى واسع، لأننا مؤمنون بأن في العراق ديمقراطية، كما يقال، وأنا لا أعتقد أن هناك وجوداً للديمقراطية فيه . ونحن نؤمن بأن العراق لا يمكن إدارته لا من قبل طائفة ولا من قبل حزب ولا من قبل شخص ولا من قبل عرق من الأعراق، العراق لكل العراقيين، حيث لا توجد جهة تحكم العراق باسمها، إنما يجب أن يكون حكم العراق شراكة ومشاركة حقيقة بين جميع العراقيين . لذلك أرى أن الانتخابات المقبلة إذا جرت بشكل نزيه تفرز الفائز ليس عبر التخندقات الطائفية وإنما عبر النتائج السياسية لهذه الانتخابات .
* هل تدعو إلى أن تكون الحكومة المقبلة حكومة أغلبية سياسية؟
- أنا أؤكد أن الحكومة المقبلة إذا لم تكن حكومة أغلبية سياسية، فالمصيبة ستحصل في العراق، لأنه يجب أن يبدأ مفهوم الأغلبية السياسية بفرض نفسه على الواقع العراقي الجديد إذا أردنا أن نبني دولة المواطنة الحقيقية .
* هل تعتقد أن الانتخابات تجري في موعدها؟
- أعتقد أن احتمال تأجيل الانتخابات وارد جداً في ظل الأزمة الراهنة أو تجري الانتخابات في بعض المحافظات وتؤجل في محافظات أخرى، أو تكون الانتخابات دموية وبغزارة وقد بدأت ملامح الغزارة الدموية تظهر . وهناك احتمال آخر لا نتمنى حدوثه، وهو أن العراق يدخل في أزمة أكبر من الأزمة الحالية، وأتمنى أن تكون توقعاتي هذه خاطئة وتجري الانتخابات في موعدها وفي بيئة صحية .
* هل لديك مخاوف من تقسيم العراق؟
- بالتأكيد لديَّ مخاوف من تقسيم العراق، إذا استمرت الحالة بهذا الشكل التصعيدي، عندما يتكلم أحد يتهم بأنه مع القاعدة، والآن ظهرت لنا طروحات المحافظات الجديدة، إذ كل قضاء يريد أن يصبح محافظة، ونخشى أن تطالب كل عشيرة بأن تكون محافظة منفردة عن المحافظات الأخرى . إذ كل هذه الأسباب تزيد لدي المخاوف من احتمالات تقسيم العراق الذي لا أتمناه مطلقاً .
* هل تدعو العراقيين للتمسك بالوحدة الوطنية؟
- أنا أدعو العراقيين وخصوصاً في ظل الظروف الراهنة إلى التمسك بالوحدة، وتكوين دولة المواطنة لكل العراقيين التي لا تستثني أحداً إلا القتلة والإرهابيين، وبخلاف هذا الأمر لا تصبح لدينا دولة مواطنة تقوم على المصالحة الوطنية ومن النتائج المحتملة لهكذا وضع بأن نتجه إلى اتجاه ديكتاتوري أو التقسيم، في السابق الديكتاتورية أتت بوجود مؤسسات كبيرة، الآن لا توجد مؤسسات وإن حدثت الديكتاتورية ستعم الفوضى في البلد .
الخليج الامارتية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.