كشفت مصادر فلسطينية مطلعة النقاب عن أن هدف زيارة وفد اللجنة المركزية لحركة فتح إلى غزة، قطع الطريق على التقارب الذي نشأ بين حركة حماس والنائب محمد دحلان الذي يقيم في أبو ظبي. غزة (فارس) وقالت هذه المصادر – التي رفضت الكشف عن هويتها – لمراسل وكالة أنباء فارس في غزة: إن "الهدف الأساسي للزيارة غير معلن، وهو قطع الطريق على التقارب بين دحلان وحركة حماس التي تتولى زمام الأمور في غزة، الأمر الذي أثار استياء (رئيس السلطة الفلسطينية محمود) عباس". وأضافت المصادر نفسها: "أبو مازن لم يحتمل ذلك، فقرر على الفور تشكيل وفد رفيع من اللجنة المركزية لحركة فتح وإرساله لغزة، لضمان لقاء قيادات حماس المقررة والنافذة وفي مقدمتهم نائب رئيس المكتب السياسي للحركة ورئيس الحكومة في غزة إسماعيل هنية من أجل قطع الطريق على دحلان ورجالاته". ويضم الوفد الفتحاوي كلًا من: نبيل شعث، جمال محيسن، صخر بسيسو، ومحمد المدني. وهو يحمل – طبقًا للمصادر – عروضًا مغرية من شأنها التنفيس عن حركة حماس، وسحبها باتجاه الانفتاح على عباس في مقابل إنهاء التقارب مع دحلان، الذي كان من نتائجه إعادة تشكيل اللجنة الوطنية الإسلامية للتكافل الاجتماعي، المدعومة من دولة الإمارات. وتعزز حضور قيادات ونواب من حركة حماس في عضوية اللجنة، إلى جانب ممثلين عن الفصائل، وقيادات من حركة فتح أبرزهم رئيسها النائب ماجد أبو شمالة - من تيار دحلان -، وهو ما أثار سخط اللجنة المركزية عليهم خلال اجتماعها الأخير. وكانت اللجنة المركزية لفتح قد أعلنت براءتها من الذين يمثلون الحركة في لجنة التكافل، وربطت أي مشاركة فيها بضرورة الحصول على تكليف منها مباشرةً. تجدر الإشارة إلى أن هذه اللجنة قامت بعدة نشاطات في غزة، أبرزها تنظيم حفل زفاف جماعي في مدينة رفح جنوب القطاع نهاية العام قبل الماضي ل 436 عريسًا وعروسًا. من جانبه، أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث، أن زيارتهم لغزة محددة بثلاثة أهداف تتمثل في: مساندة أهلنا الذين يعانون نقصًا في الماء والكهرباء وتقييد حرية حركتهم وسفرهم، تسريع وتيرة المصالحة الوطنية حتى نستعيد وحدتنا، وتطوير بناء حركة فتح لكي تؤدي دورها في خدمة غزة، وتحقيق الوحدة. ومن المقرر أن يلتقي الوفد الزائر برئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية، ظهر اليوم، قبيل مغادرته القطاع عائدًا إلى رام الله. وبحسب مستشار رئيس الحكومة في غزة للعلاقات الوطنية والدولية باسم نعيم، أن أجندة اللقاء ستنصب حول المصالحة الوطنية، التي أكد أنها تحتاج إلى إرادة حقيقة، ونوايا صادقة. وقال نعيم : "الحكومة في غزة وحركة حماس معنيتان بإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة"، موضحًا أن "الوحدة الطريق الرئيس للوصول لأهدافنا الوطنية"، وأضاف: "ما ذكرته لا ينفي أن تكون لقاءات لكشف مدى جدية الطرف الآخر، وبحث آليات تطبيق اتفاقيات المصالحة". ولفت نعيم إلى أن اللقاء سيناقش كذلك الاعتقالات السياسية والملاحقات الأمنية في الضفة، ويستعرض في المقابل القرارات التي اتخذتها الحكومة في غزة لإنهاء الانقسام، كإطلاق سراح معتقلين محكومين من فتح، والسماح بعودة قيادات من الحركة للقطاع.ونبّه مستشار هنية إلى أنه لا يمكن أن نتحدث عن مصالحة، إنهاء انقسام، وشراكة حقيقة في ظل استمرار المفاوضات، مبيّنًا أن ما يدور خلف الكواليس يجب أن يعلم به الشعب الفلسطيني. وشدد نعيم على أن الشراكة لابد أن تنعكس في ملف المفاوضات، مؤكدًا أن حركة حماس ستكون إلى جانب عباس إذا شعرت أن هنالك شراكة حقيقة ومصداقية في التعامل معها. وكالة انباء فارس