متابعة - صفاء العبد: إذا كان المطلوب هو الفوز والانتقال إلى المرحلة التالية فإن ذلك قد تحقق فعلاً لفريق لخويا عندما تفوق أمس الأول على الحد البحريني بهدفين لهدف في خطوته الأولى على الطريق الطويل لدوري أبطال آسيا لكرة القدم.. أما إذا كان الأمر يتعلق بالمستوى العام الذي قدمه الفريق خلال هذه المباراة فإن هناك قولًا آخر بالتأكيد. فالذي حدث بالضبط هو أن لخويا لم يلعب لتسعين دقيقة وإنما اكتفى بنصف هذا الزمن وتحديدًا في الشوط الثاني من المباراة التي جمعت بينهما على ملعبه.. فرغم أنه كان قد أنهى الشوط الأول متقدمًا بهدفه الأول الذي جاء بتوقيع نام تاي ، إثر جملة تكتيكية جميلة جدًا اشترك فيها فلاديمير والمساكني وتاي، إلا أن واقع الحال يقول إنه لم يقدم خلال هذا الشوط ما يدل على تفوقه حيث تراجعت فاعليته كثيرًا خصوصًا في الشق الهجومي على الرغم من امتلاكه أسلحة فتاكة في هذا الجانب ممثلة بوجود سبستيان الذي كان يلعب كرأس حربة أمام ثلاثة لاعبي إسناد يتمتعون بأعلى درجات المهارة وهم يوسف المساكني في العمق ونام تاي في اليسار والمحترف السلوفاكي الجديد فلاديمير وايس في اليمين.. وفي الحقيقة فإن أداء الرباعي الهجومي هذا لم يكن خلال النصف الأول من المباراة ليتفق مع إمكاناتهم الحقيقية خصوصًا بالنسبة الى سبستيان الذي ظهر وكأنه قد استسلم كثيرًا للرقابة المشددة التي فرضت عليه وهو ما قلص كثيرًا من خطورة لخويا وحرم الجمهور أيضًا من الإثارة الهجومية التي كنا ننتظر أن نراها منذ الدقائق الأولى للمباراة.. وربما كان واضحًا أن لخويا قد عانى خلال هذا الشوط من مشكلة حقيقية في منطقة العمليات وسط الملعب بعد أن نجح مدرب الحد في خلق كثافة عددية لفريقه فيها عبر تواجد خمسة لاعبين باستمرار في مقابل اثنين فقط للخويا وهما كريم بوضيف ولويز مارتن في وقت كان فيه الأخير يبدو وكأنه غير جاهز للمباراة حيث ابتعد كثيرًا عن مستواه المعروف وهو ما أسهم بالتأكيد في ترجيح كفة الحد في دقائق عديدة بحيث مكنه ذلك من الاقتراب من صندوق لخويا حتى إن ذلك كان بدون خطورة حقيقية على المرمى. غير أن الصورة تلك انقلبت تمامًا في الشوط الثاني بحيث شهدنا لخويا وهو يتلاعب بمنافسه منذ الدقيقة الأولى بحيث استطاع أن يقترب كثيرًا من المرمى ليهزه بتلك الكرة التي أطلقها بوقرة لتهز القائم الأيسر قبل أن فلاديمير ليعوض عن ذلك عقب أقل من دقيقة عندما توغل يسارًا ليسدد كرة من بعيد فحاول مدافع الحد البرازيلي جوليانو إبعادها لكنه أسكنها مرماه عن طريق الخطأ بعد ثلاث دقائق فقط من صافرة بداية هذا الشوط . ومع أنني لا أنكر هنا أن لتوجيهات المدرب جيريتس دورًا مهمًا في هذا التحول المبكر على مستوى أداء لاعبي لخويا في هذا الشوط الذي اعتدنا أن نسميه شوط المدربين إلا أن ذلك يجب أن لا يجعلنا نغفل النصف الآخر من الحقيقة وهي أن ذلك إنما كان يرتبط أيضًا بتراجع فاعلية فريق الحد بسبب مشكلة واضحة كانت ترتبط بعامل اللياقة البدنية للاعبيه.. فبسبب النقص هذا في لياقة اللاعبين عانى الحد من مشكلة كبيرة في تنفيذ الواجبات خصوصًا من خلال البطء في التحول بين الأمام والخلف الأمر الذي جعل دفاعات الفريق تنكشف أمام لاعبي لخويا الذين صالوا وجالوا كثيرًا ولكن دون أن يتمكنوا من زيادة غلتهم التهديفية بسب التسرع حينًا وضعف التركيز أو غياب الدقة في التسديد حينًا آخر بحيث طاشت العديد من المحاولات التي كان يمكن أن تستثمر بطريقة أفضل للخروج من المباراة بنتيجة أكبر . وفي كل الأحوال نقول إن الأهم كان قد تحقق فعلاً وهو الخروج بالفوز والانتقال الى الدور التمهيدي الثالث والأخير على طريق التأهل الى دور المجموعات حيث سيكون لخويا في مواجهة أصعب عندما يلاقي الكويت الكويتي يوم السبت المقبل في مباراة لابد أن يدرك لخويا وجهازه الفني جيدًا أنها ستكون بحاجة الى حلول ومعالجات مهمة للارتقاء بالفريق الى المستوى الذي يؤهله فعلاً لاجتياز عقبة هذا الفريق القادم بمعنويات عالية وبرغبة كبيرة لخطف الفوز ومعه بطاقة التأهل. جريدة الراية القطرية