أكد رئيس أركان القوات المسلحة المصرية، الفريق صدقي صبحي، أن الإمارات دولة شقيقة، وموقفها القوي والداعم بلا حدود لمصر خلال المرحلة المصيرية الحالية، سياسياً واقتصادياً، هو موقف تاريخي لن ينساه المصريون، وهم جميعاً ممتنون للدعم الإماراتي السياسي والدبلوماسي والاقتصادي لثورة 30 يونيو، كما أكد أن الأمن القومي المصري يرتبط بأمن الإمارات، وأشار إلى أن القوات المسلحة المصرية مستمرة في دعم جهاز الشرطة المدنية ومساندته حتى يتم استئصال بؤر الإرهاب من مصر، وعودة حالة الأمن والاستقرار للبلاد، واستكمال مؤسسات الدولة واستعادة كفاءة جهاز الشرطة لقدراته وإمكاناته. وتفصيلاً، وحول زيارته الأخيرة للإمارات، أشار الفريق صبحي، خلال حوار مع مجلة «درع الوطن»، أجراه رئيس تحريرها، الرائد الركن يوسف جمعة الحداد، إلى أن الأمن القومي المصري يرتبط بأمن منطقة الخليج العربي ودولة الإمارات، لذا برزت أهمية مناقشة سبل دعم العلاقات الثنائية في مجال التعاون العسكري وتطويرها خلال الزيارة في العديد من المجالات، ومنها على سبيل المثال التأهيل المتبادل للعسكريين والتدريبات العسكرية وتبادل الخبرات، وغيرها من متطلبات تحقيق الأمن القومي لبلدينا. وحول التطور الحاصل في مستوى العلاقات الثنائية بين الإمارات ومصر، قال صبحي إن الإمارات دولة شقيقة وموقفها القوي والداعم بلا حدود لمصر في ثورة 30 يونيو، وخلال المرحلة المصيرية الحالية، سياسياً واقتصادياً، هو موقف تاريخي لن ينساه المصريون، مثلما كان موقف الإمارات خلال حرب أكتوبر 1973 موقفاً تاريخياً مستقراً في وجدان المصريين. وأكد أن المصريين جميعاً ممتنون للدعم الإماراتي السياسي والدبلوماسي والاقتصادي لثورة 30 يونيو، الأمر الذي أسهم في إنجاح الثورة المصرية وتثبيت أركانها وقدرتها على محاربة الإرهاب. وأضاف أن هذه العلاقات المميزة، التي تجمع البلدين حكومة وشعباً بشكل متميز في كل المجالات، وضع أسسها ورسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بما له من مكانة في قلوب الشعب المصري، ويدعمها بقوة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، ومن بينها مجال التعاون العسكري، وتابع «ونحن نعمل سوياً في الوقت الراهن لدعم وتطوير مجالات التعاون، وطموحاتنا هي المضي قدماً لبناء خطط مستقبلية لدفع مجالات التعاون، وبما يحقق أهدافنا ومصالحنا المشتركة». وحول قرار الإمارات تطبيق نظام الخدمة الوطنية للمواطنين في القوات المسلحة، قال صبحي إن الخدمة الوطنية واجب وطني على كل مواطن، لما لها من دور فعال وإيجابي في صقل مهارات الشباب في المجالات المختلفة، وتعودهم على النظام، وتحمل المسؤوليات الجسام في الدفاع عن الوطن واستقلاله وسلامة أراضيه. كما أن الخدمة الوطنية تثري شخصية الشباب عند العمل في القطاع المدني بعد انتهاء الخدمة الوطنية. وأكد أن قطاع الصناعات الدفاعية في الإمارات حقق طفرة وتقدماً كبيرين خلال الفترة الأخيرة، بما يدفع نحو تحقيق التكامل في الصناعات الدفاعية ونقل التكنولوجيا لتحقيق متطلبات التطوير بالقوات المسلحة بكلا البلدين في مختلف المجالات، ونرى أن هذا القطاع واعد ويبشر بآمال وطموحات كبيرة. كما أكد أن القوات المسلحة المصرية حققت بالتعاون مع جهاز الشرطة المدنية نجاحات كبيرة جداً في محاربة الإرهاب في سيناء باستخدام كل الوسائل والطرق والآليات الحديثة، وهي قادرة على استكمال استئصال هذه الخلايا الإرهابية لمصلحة استعادة الأمن والاستقرار للبلاد ودفع عوامل تحفيز الاستثمار وتحقيق التنمية وضمان أمن المواطنين. وأوضح أن مصر منفتحة في علاقاتها العسكرية مع كل القوى الكبرى وتعمل على تنويع مصادر تسليح القوات المسلحة من مختلف المدارس العسكرية الشرقية منها والغربية، كما أن علاقات التعاون مع أي دولة ليست بديلاً عن أي دولة أخرى، في إطار الحفاظ على المصالح المتبادلة بين الطرفين، وعدم التدخل في الشأن الداخلي واحترام سيادة الدولة. وقال إن دور القوات المسلحة ومهامها محددة طبقاً للدستور، وعندما استجابت لمطالب الشعب كان أمراً حتمياً تفرضه المصلحة الوطنية وحماية البلاد. وتظل القوات المسلحة سنداً للشعب والمواطنين في حماية الأمن القومي المصري ومجابهة كل التحديات والتهديدات الداخلية والخارجية، كما ستعمل القوات المسلحة المصرية باستمرار على تقديم الدعم والمساندة للأجهزة المدنية في مختلف المشروعات. وأوضح أن مصر دولة محورية في المنطقة، وما يحدث بها تتابعه الدول الكبرى باهتمام «لكن مواقف بعض تلك القوى أغفلت الإرادة الشعبية التي تعتبر مصدر كل السلطات في إزاحة حكم فاشي ديني، ولاشك في أن تلك القوى ترى الموقف الحقيقي لما يجري داخل البلاد ورفض الشعب المصري لما يجري من أعمال عنف وإرهاب، وبهذه المناسبة أود أن أشير إلى النتائج المبهرة والالتفاف الشعبي لإقرار الدستور، وهي كلها شواهد ومؤشرات حقيقية نأمل أن يقرأها العالم جيداً ويضعها في اعتباره عند تقييم الأوضاع في مصر لتكون منطقية وتعبر عن الواقع الحقيقي». وأشار إلى أن قرار ترشيح وزير الدفاع الحالي، المشير عبدالفتاح السيسي، قرار شخصي سيحسمه هو وفقاً لما يراه لمصلحة شعب مصر والوطن. كما أعلنت وسائل الإعلام أن المشير السيسي طرح الموضوع على المجلس الأعلى للقوات المسلحة في إطار من الانضباط الذي تتمتع به المؤسسة العسكرية، وقد ترك المجلس الأعلى للقوات المسلحة للمشير حرية الاختيار. الامارات اليوم