تظاهرات يمنية متعاكسة في المطالب في 11 فبراير 2014 ((عدن حرة)) صنعاء / خاص : الثلاثاء 2014-02-11 23:26:57 . هاهي ذكرى مايسمى بثورة 11 فبراير اليمنية التي اطاحت بالرئيس السابق علي عبدالله صالح تعود مجدداً في ذكراها الثالثة ، ولكن هذة المرة جاءت بشكل مختلف تماماً . . شركاء الأمس من الاحزاب السياسية اليمنية اللذين اشتركوا عام 2011 للإطاحة بالرئيس السابق "صالح" ، هاهم اليوم مختلفين كلياً ، ولكن الاختلاف هذة المرة حول الحصص والغنائم الذي يحاول كل شريك (حزب) الحصول عليها واغتنامها . . مؤتمر الحوار اختتم اعماله (شكلياً) ، لكن الصراعات بين اعضاءه واحزابه ومكوناته لاتزال تسود اليمن ، ولايزال مستقبل الدولة يكتنفه الغموض والمخاوف من التفجر في اي لحظة ، برغم ان الرئيس هادي ولجنة تحديد الاقاليم قد حسمت امر شكل الدولة الاتحادية بتقسيم اليمن الى ستة اقاليم ، اثنين منها في الجنوب واربعة في الشمال . . كانت تلك الاحزاب تطل من داخل قاعة مؤتمر الحوار اليمني وعبر القنوات المحلية والعربية والدولية وهم يرسمون ابتسامات عريضة على محياهم ، وكل عضو يضحك للأخر ويسلم على الاخر لتلتقط عدسات الكيمرات ذلك المشهد الذي يعبر عن مدى تقارب وتصالح جميع القوى والاحزاب اليمنية تحت راية وهدف واحد !! . لكن عدسات الكيمرات لاتستطيع تصوير ما بداخل هذا او ذاك ، فهي تكتفي بالتقاط المظهر الخارجي الذي يبدو رائعاً وجميلاً ، الذي يظن من يشاهده بأنه يعكس الواقع على الارض ، . فبينما مؤتمر الحوار اليمني لازال مستمراً ، ولازالت جلسات اعماله متواصلة في الاشهر القليلة الماضية ، ولازال اعضاءه داخل القاعة يرسمون الابتسامات والضحكات امام الكيمرات ، كانت قد اندلعت معارك طاحنة وحروب ضارية بين اعضاء واحزاب مؤتمر الحوار ، فهم داخل قاعة الموفمنبيك وامام الفضائيات متحاورين ومؤمنين بالحوار كمنهج واساس لحل كل المشاكل والصراعات ، ولكن ما ان تطئ اقدامهم خارج الموفمنبيك بل وحتى اثناء مشاركتهم في قاعة الحوار ، حتى تزداد لهيب واشتعال المعارك في مناطق عمران وصعدة وارحب وغيرها من المناطق الشمالية التي لاتزال ساحات حرب مفتوحة لهم . . كل مشاهد ومتابع للأزمة اليمنية من الخارج سيقول ان ذلك مفارقة غريبة وعجيبة ، ولكن في الحقيقة ان ذلك ليس بغريب او عجيب على تلك الاحزاب السياسية والقبلية في اليمن ، فهذة هي العقلية السائدة والحاكمة في الدولة ، يقولون ان اليمن الجديد سيسوده المدنية والنظام والقانون !! بينما نفس الوجوه و العقليات هي من تسيطر على زمام الامور في اليمن وباسطة نفوذها في اعلى المناصب السياسية الحاكمة . . اليوم اخرج كل حزب انصاره في شوارع العاصمة اليمنيةصنعاء للإحتفاء بما سمي بثورة الشباب 11 فبراير ، ولكن الحقيقة ان تظاهرات اليوم لم تكن احتفالاً او احياءاً لذكرى او ماشابه كما يزعمون ، لأن ماحصل في اليمن عام 2011 ليست بثورة حقيقية كاملة الاركان والمعايير المتعارف عليها في جميع الثورات ، فجميع المحلليين السياسيين والمراقبين يجمعون بأن ماحصل في فبراير 2011 هو أزمة سياسية بين احزاب متصارعة على السلطة والنفوذ منذ زمن بعيد ، واستغلت في ذلك ماحصل في بعض الدول العربية من ثورات تغيير الانظمة الحاكمة كمصر وليبيا وتونس ، وما يؤكد ذلك ان الثورة اليمنية الوحيدة من بين الثورات العربية ، تم حلها وتسويتها عبر مبادرة سياسية خليجية قضت بعزل الرئيس اليمني السابق فقط من منصبه والتوافق على رئيس توافقي لفترة انتقالية محددة ، بينما لايزال النظام السابق ورموزه متواجدين ويتقلدون اعلى المناصب السياسية في الدولة ، بل وتم تقاسم الحقائب الوزارية في الدولة بين الحزبيين السياسيين الحاكميين (القديم والجديد) . . خرجت مسيرتان في صنعاء ومهرجان امام منزل الرئيس هادي ، كل مسيرة لها شعارات وهتافات ومطالب متعاكسة تماماً مع الاخرى ، فبينما حزب الاصلاح الاخواني اخرج تظاهرة تطالب بالظاهر لإجثتاث ماسمي بالفساد والفاسدين ، بينما مطالبهم الاساسية التي يضمرها في الباطن هي مزيد من المحاصصة والغنائم والحقائب الوزارية وعزل الحوثيين عن اي مناصب قيادية . . كما خرجت مسيرة حاشدة اخرى للحوثيين وانصارهم في صنعاء طالبت في الظاهر بإقالة حكومة الوفاق خلال 10 ايام وتشكيل حكومة تكنوقراط ، بينما مطالبهم الاساسية ايضاً مزيداً من المحاصصة وعزل حزب الاصلاح عن اي مناصب قيادية . . ومن كل ذلك يتضح جلياً ان مؤتمر الحوار اليمني الذي استمر لأكثر من 10 اشهر متواصلة ، لم يؤتي اُكله ، واثبت فشله الذريع ، برغم كل تلك التكاليف الباهضة والمدة الطويلة ، ولن يأتي بشي حتى لو تم تمديده لعشر سنوات قادمة . . فالازمات والصراعات والقضايا السياسية الشائكة في اليمن لن ينفع معها الحلول الترقيعية التي تريد الدول العشر الراعية فرضها لإنجاح مبادرتها ، بل يجب على تلك الدول التي تريد الحفاظ على مصالحها الشخصية في اليمن البدء فوراً بالعمل على تنفيذ حلول جذرية لإجثتاث واستئصال كل تلك الازمات والصراعات والمشاكل من الجذر ، كي لايبقى لها اي فروع قابلة للتوسع والتمدد على الامد الزمني . . ويرى مراقبون ومحللون سياسيون ان أول تلك القضايا السياسية الشائكة في اليمن التي تستوجب على تلك الدول الراعية فرض حلول جذرية لها ، هي القضية الجنوبية التي تطالب بإستقلال واستعادة دولة الجنوب السابقة للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة والحفاظ على مصالح الدول وشركاتهم واستثماراتهم الشخصية في جنوباليمن . عدة حرة