مقتل وإصابة نحو 50 شخصا إثر حريق هائل التهم مركزا تجاريا في العراق    إصابة 5 جنود صهاينة والقسام تعلن عن عمليات في غزة    المدرب عبدالله الكاتب يوضح .... تجربتي التدريبية في السعودية خطوة لتحسين وضعي وتعزيز قدراتي    صلح قبلي بين آل الحالمي وآل الخولاني في محافظة إب    عدن على صفيح ساخن: هل بدأ التحالف في إعادة ضبط العلاقة مع الجنوب؟    القيادة الجنوبية أمام لحظة تاريخية هامّة    اليمن يغلق ميناء "إيلات" نهائيا    ضمائر حيّة لدى شبابنا: جندي جنوبي يرفض 15 مليون ريال صرفت له عن طريق الخطأ    يامال يوقع عقود التجديد مع برشلونة.. ويحصل على قميص ميسي    رئيس مجلس القضاء يعزي وزير العدل وحقوق الإنسان في وفاة أخيه    تل أبيب تقصف دمشق وصواريخ الحوثي تغلق مطار وميناء إيلات    ويلبروك وجونسون يحصدان ذهب المياه المفتوحة    موظف بريء.. يذبح بباطل ملفق في شركة النفط فرع عدن!    الحقوق والحريات… حجر الزاوية لاستعادة الدولة اليمنية    وفاة عريس ذماري بعد أيام من وفاة عروسه بحادث سير    عمرو دياب يحيي ثاني حفلات مونديال الرياضات الإلكترونية    العلاج بالكيّ: هل تنجو الشرعية من مأزقها الاقتصادي..؟!    المقالح: الشفافية في طباعة العملة أمر ضروري    السفير محمد صالح طريق .. رحلة عطاء لا تنضب    مؤتمر مأرب الجامع يدعو لاصطفاف وطني شامل لاستعادة الدولة وإنقاذ الاقتصاد الوطني    مشرف حوثي يقتل طفلًا رمياً بالرصاص في الحوف    تحقيق أمريكي: الحوثيون يديرون شبكة تجارة أسلحة عبر "إكس" و"واتساب"    يوفنتوس يواصل البحث عن مهاجم جديد    قيادة انتقالي أبين تبحث مع مسؤولي زنجبار أوضاع المديرية    راشفورد يواصل البحث عن نادٍ جديد وسط اهتمام من برشلونة    الاعلان عن ضبط شحنة أسلحة في الساحل الغربي    الفريق السامعي: العدوان الصهيوني على سوريا انتهاك للسيادة وجزء من مشروع استعماري قذر    الرئيس الزُبيدي يناقش مع السفير الياباني سبل مضاعفة الدعم التنموي لبلادنا    الذهب يرتفع مع ترقب الأسواق مفاوضات الرسوم الجمركية الأميركية    مناقشة وإقرار مشاريع الخطط الدراسية الموحدة في الجامعات    غارات صهيونية تستهدف القصر الرئاسي وهيئة الأركان ووزارة الدفاع في دمشق    سوق نجم الخامس بحوطة الفقية علي    الاقتصاد يدشن 54 خدمة جديدة عبر البوابة الإلكترونية لهيئة المواصفات "تسهيل"    اليمنيون يؤدون صلاة الاستسقاء في العاصمة صنعاء والمحافظات    حملة واسعة لرفع المركبات المتهالكة وإزالة العوائق والتعديات على الشوارع العامة والرئيسية بدارسعد    لواء الضبة بالشحر يضبط مواطنًا بحوزته أسلحة وذخيرة وأجهزة لاسلكية    أسعار الذهب اليوم الأربعاء 16-7-2025 في الجنوب واليمن    علماء الآثار الروس يستخدمون مسيرات تحت مائية لدراسة مدينة قديمة غارقة    بيع ختم يمني من ذهب الإلكتروم في مزاد بأمريكا    عصيان مدني شامل بالمكلا    خواطر سرية.. ( الشهداء يضعون الاختبار )    الفلفل الأسود بين الفوائد الغذائية والمحاذير الدوائية    فتاوى الذكاء الاصطناعي تهدد عرش رجال الدين في مصر    حقوق الإنسان تدين جريمة الميليشيا بحق الأطفال شمال تعز وتدعو الأمم المتحدة لإدانتها    ليفربول يعرقل رحيل دياز إلى البايرن    عُمان تستعين بكيروش في الملحق الآسيوي    وزير الشؤون الاجتماعية يبحث دعم المرأة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان    خبير مالي يوضح حول تاثير الورقة النقدية المطبوعة على قيمة العملة الوطنية ويحذر من العبث بقاعدة بيانات العملة الوطنية    روبا فيكيا (قصيدة لعراة العالم)    اسباب ارتفاع الضغط وعلاجه بلاعشاب    وزارة الأوقاف تعلن تدشين أعمال موسم الحج القادم    تدشين فعاليات موسم نجم البلدة السياحي لعام 2025م بالمكلا    دعوة للمشاركة في أداء صلاة الاستسقاء غدا الأربعاء 10 صباحا    كنز دفين منذ 5500 عام.. اكتشاف مقبرتين داخل "أهرامات" في بولندا!    أخطاء شائعة في تناول الأدوية قد تعرض حياتك للخطر!    حلم تلاشى تحت وطأة صفعات قوية    الامم المتحدة: تفشي شلل الأطفال في 19 محافظة يمنية    مرض الفشل الكلوي (12)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«حامل الوردة الأرجوانية».. حوار برفقة صورة طاغية
نشر في الجنوب ميديا يوم 11 - 02 - 2014

هرب طويلاً من شبح الاستبداد، وظل يحذر منه، حتى اصطدم في النهاية بكيانه، فوجد ذاته التي اعتادت الحرية، ومارستها في عواصم كثيرة في هذا العالم، أسيرة سجنٍ بلا نوافذ، تتنظر لائحة اتهام، أمام صورة طاغية تطلّ عليها باستهانة من علٍ، ذلك جزء من الحكاية في رواية «حامل الوردة الأرجوانية» للكاتب اللبناني أنطوان الدويهي.
تلح الرواية التي صدرت عن الدار العربية للعلوم ناشرون، ودار المراد، على تمجيد الحرية، وتستحيل إلى أنشودة لها - وربما إلى بحث فيها أحياناً - خصوصاً أن دفة السرد بيد راوٍ أوحد، يبوح بشاعرية عن ما كان، وما هو كائن، يتنقل كيفما شاء بين أمكنة وأحلام، وكذلك حبيبات في مراحل مختلفة. راوي «حامل الوردة الأرجوانية»، التي تقع في 190 صفحة، مبدع مثقف، نشأ على عين أمٍّ وهبت نفسها لأسرتها، وكان أمامها لو أرادت أن تكون أديبة كبيرة، أو أسطورة غنائية، على الأقل من وجهة نظر ولدها الذي استمد من تلك الأم القيمة الكثير، حتى وهو في محبسه في «حصن الميناء»، إذ كانت الأم تنقل له ما يدور في الخارج بثبات، وأعلنت بعد أن طالت الشهور على ولدها في السجن أنها (المرأة ذات ال85 عاماً) ستضرب عن الطعام، في ميدان بوسط المدينة حتى تكشف السلطات عن التهم الموجهة إلى ولدها، وتستدعي اعتقاله هكذا.
أعمال
أنطوان الدويهي روائي وشاعر لبناني، من مواليد عام 1948، أكمل دراساته العليا في باريس، حيث حاز دكتوراه في الأنثروبولوجيا من جامعة السوربون عام 1979، وبقي في باريس حتى أواسط التسعينات، يعمل حالياً أستاذاً جامعياً في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية (علم الحضارات المقارن) في الجامعة اللبنانية. صدرت له أعمال: «كتاب الحالة» (شعر)، «حديقة الفجر» (سرد)، «رتبة الغياب» (سرد)، «الخلوة الممكنة» (سرد)، «عبور الركام» (رواية)، إضافة إلى مؤلفات أكاديمية ومقالات كثيرة.
بنى أنطوان الدويهي كيان روايته التي وصلت إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية)، واكتفى محكمو الجائزة بذلك، على عماد المذكرات، فالكاتب المعتقل، بطل «حامل الوردة»، يبوح في مفكرته بفصول من حياته وسيرته، يستدعي محطات من الماضي الحر، متداخلة مع الحاضر المحاصر في المعتقل الكئيب، في معية صورة الطاغية التي يقيم معها الرواي حوارات كثيرة، يهرب من ضيق السجن إلى هجراته الطويلة وذكرياته المحتشدة بالتفاصيل والعوالم.
تعزف المذكرات، بالطبع على وتر وحيد، تظل مخلصة لبوح منفرد، وهو ما لن يروق لقارئ ما، خصوصاً من يفتش عن تصاعد للأحداث، ودراما الأصوات والإرادات المتباينة، إذ إن الكاتب حاول أن يبتعد عن ذلك عبر اللجوء إلى المفكرة الشخصية للرواي، والاستعانة بضمير المتكلم المنشغل بوجوديته، وعدم ترك حيز لسواه، يبوح فيه بما يريد، إلا عبر ذلك الراوي الذي مارس هو الثاني استبداداً ما في فضاء الحكاية. رحلة طويلة من الصفحات يقطعها القارئ في «حامل الوردة الأرجوانية» حتى يصل إلى سر السجن وتهم السجان، وهو ما تعمده الكاتب، كيما يبرز كيف يفكر «الطاغية» وتابعوه، وكيف يتعمدون القضاء على المقاومة في روح من لا يرونه على شاكلتهم، حتى ولو كان بعيداً عن السياسة، حتى وإن كان صموتاً لا يتورط في رأي، أو يعلن موقفاً، فذلك أيضاً شيء يدعو إلى الريبة، ويستحق التهذيب في السجن المظلمة. في الختام يكون الرواي أمام خيارين: مواجهة تهم الخيانة والنفي إلى معتقل قصي، أو حرية مشروطة بكتابة سيرة حياة الرئيس «الطاغية»، على عين السلطات في جامعة ما، حيث سيتم توفير المراجع له، خلال عام ينجز فيه كتاباً تتصدره صورة تشبه إلى حد كبير تلك الصورة التي تؤرقه في محبسه، ويحاول هو الهروب منها إلى فضاءات أخرى، لكنه لا يلبث أن يجدها تطارده.
ومن أجواء الرواية «يهبط المساء على حصن الميناء وتغشى الظلمة الكوتين المستديرتين. إنه ليل آخر يحل علي في سجني لابد لي من اجتيازه. أرزح تحت وطأة فقداني حريتي، وجهلي المستمر لسبب اعتقالي، وغموض مصيري، إضافة إلى اختناقي في هذه الغرفة المقفلة، العديمة النوافذ، حيث صورة الطاغية المثبت نظره عليّ بلا كلل. وأستمد قوتي من حياتي الداخلية ومن قدرتي على الصمت، ومن هذه العزلة التي هي عزلتي، حيث يحيط بي ويحرسني أشخاص غير مرئيين، يخترقون جدران حصن الميناء السميكة وهم أكثر حياة من كل الذين يحيون، أجدادي الذين عرفتهم طفلاً، وأهلي ورفاق صباي الأول، وأحبة هجرتي الطويلة، والذين ماتوا صغاراً، والذين سافروا ولم يعودوا، والذين حوصروا في السهول الوسطى في أغاني والدتي الحزينة ورفضوا الاستسلام حتى الرمق الأخير».
الامارات اليوم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.