أكد المتمردون الحوثيون أمس الثلاثاء، رفض التقسيم الذي أعلنه الرئيس عبدربه منصور هادي لشكل الدولة الاتحادية المزمع إقامتها في اليمن، معتبرين أن الصيغة التي اعتمدت والتي ستجعل البلاد 6 أقاليم تقسم اليمن إلى «أغنياء وفقراء». وكانت اللجنة المكلفة تحديد الأقاليم في الدولة الجديدة اعتمدت الاثنين صيغة تقسم اليمن إلى 6 أقاليم، 4 في الشمال و2 في الجنوب. وبموجب هذه الصيغة، سيكون للحوثيين تواجد كبير في إقليم أزال الذي يضم صنعاء وصعدة، معقل الحوثيين، وعمران وذمار. ولن يحظى الحوثيون بموجب هذا التقسيم بمنفذ على البحر من خلال محافظة حجة التي ألحقت بإقليم تهامة، كما لن يحظوا بتأثير على مناطق النفط في محافظة الجوف التي ألحقت باقليم سبأ. وخاض الحوثيون في الأشهر الأخيرة معارك لتوسيع نفوذهم في شمال اليمن، بما في ذلك في حجةوالجوف. وقال محمد البخيتي الذي يمثل الحوثيين الذين يتخذون اسم أنصارالله، في الحوار لوكالة الأنباء الفرنسية «نرفض (هذا التقسيم) لأنه قسم اليمن إلى فقراء وأغنياء». وأضاف «الدليل أن هذا التقسيم أتى بصعدة مع عمران وذمار والمفترض أن تكون صعدة أقرب ثقافيًا وحدوديًا واجتماعيًا من حجةوالجوف». وكان الحوار الوطني قرر أن يكون اليمن دولة اتحادية، وكرس مبدأ المشاركة بالثروة بين الأقاليم. والأقاليم الشمالية هي: إقليم أزال الذي يضم محافظات صنعاءوعمران وصعدة وذمار، وإقليم سبأ الذي يشمل البيضاء ومأرب والجوف، وإقليم الجند الذي يضم تعز وإب، وأخيرًا إقليم تهامة الذي يضم الحديدة وريمة والمحويت وحجة. والإقليمان الجنوبيان هما إقليم عدن الذي يضم عدن ولحج وأبين والضالع، وإقليم حضرموت الذي يضم حضرموت وشبوة والمهرة وجزيرة سقطرى. وكان الرئيس هادي شكل هذه اللجنة برئاسته في يناير لحسم مسألة عدد الأقاليم في الدولة الاتحادية المزمع إقامتها في اليمن، بعد أن فشل الحوار الوطني في التوصل إلى قرار توافقي حول الموضوع. وكان الجنوبيون يتمسكون بصيغة من إقليمين تستعيد في الشكل حدود دولتي اليمن الشمالي والجنوبي السابقتين، الأمر الذي رفضه الشماليون بحجة أنه يفتح الباب أمام تقسيم البلاد مجددًا. وقاطعت غالبية مكونات الحراك الجنوبي المطالبة بالانفصال عن الشمال أعمال الحوار. وتعليقًا على قرار تقسيم الأقاليم، قال القيادي الجنوبي ورئيس مؤتمر شعب الجنوب محمد علي أحمد الذي شارك في الحوار ثم انسحب منه «موقفنا واضح منذ انسحابنا من هذا المؤتمر، وهو رفض هذه المخرجات لكونها لا تلبي طموحات شعبنا في الجنوب وحقه في تقرير المصير واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة». وأضاف لوكالة فرانس برس «سنعمل مع شعبنا على إعداد برنامج، وبطرق سلمية سنعبر عن رفضنا لهذه النتائج ولمحاولة تنفيذها على الأرض كونها تلبي رغبات المتنفذين وناهبي الثروة منذ 1994»، وهو تاريخ الحرب الأهلية في اليمن والتي قام خلالها الشماليون بقمع محاولة جنوبية لاستعادة دولتهم التي كانت مستقلة حتى دخولها في وحدة طوعية مع الشمال في 1990. وأشار أحمد إلى أن لقاءات ستعقد خلال الأيام القادمة ستضم فصائل الحراك الجنوبي «لاتخاذ موقف موحد من هذه المخرجات التي تشرعن مواصلة الاحتلال الشمالي للجنوب» على حد قوله. من جهة اخرى التقى رئيس هيئة الأركان العامة اليمني اللواء الركن أحمد علي الأشول في صنعاء أمس القائم بأعمال السفارة الألمانية لدى اليمن مارك ايشهورن، بحضور مبعوثي وزارة الدفاع الاتحادية الألمانية المقدم كول باخ وشتون بيه. وعبّر الأشول عن أسفه لحادثة اختطاف المواطن الألماني الجمعة الماضية بصنعاء، مبينًا أن الأجهزة المعنية تبذل جهودًا متواصلة من أجل إطلاق سراحه ومتابعة الخاطفين وتقديمهم للمحاكمة. فيما أكد المبعوثان الألمان أن العلاقات اليمنية الألمانية ستظل متميزة ولن تتأثر بتلك الأعمال التي تحاول النيل من أمن واستقرار اليمن. المزيد من الصور : صحيفة المدينة