بيروت - وكالات: أوقف الجيش اللبناني أمس قياديًا في "كتائب عبدالله عزام" التي سبق لها أن تبنّت تفجيرًا استهدف السفارة الإيرانيّة في بيروت في نوفمبر، وفكك بعد وقت قصير على توقيفه، سيارتين مفخختين إحداهما في العاصمة والثانية في شرق البلاد. وجاء في بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني -مديرية التوجيه "أوقفت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني صباح أمس المدعو نعيم عباس فلسطيني الجنسيّة في منطقة المزرعة في بيروت، وهو ينتمي إلى كتائب عبد الله عزام". وأضاف البيان: "كان الجيش يرصد عباس منذ مدّة بعد ورود معلومات عن دوره في إعداد سيارات مفخخة وتفجيرها، وقد تمّت ملاحقته منذ خروجه من مخيم عين الحلوة (للاجئين الفلسطينيين)، في عملية مراقبة دقيقة أسفرت عن مداهمته والقبض عليه". وكان الجيش قال في وقت سابق إن عباس، واسمه الحقيقي بحسب الوكالة الوطنيّة للإعلام، نعيم إسماعيل محمود، قيادي في كتائب عبدالله عزام. وبعد وقت قصير على توقيف نعيم عباس، فكك الجيش سيارتين مفخختين إحداهما في غرب بيروت، والثانية في منطقة قريبة من الحدود السوريّة. وقال بيان الجيش: "فور بدء عملية التحقيق مع عباس، سارع إلى الاعتراف بإعداده سيارة مفخخة لتفجيرها لاحقًا، وهي موجودة في محلة كورنيش المزرعة - بيروت، فتمت مداهمتها وتفكيك العبوة التي وجدت بداخلها، وزنتها حوالى 100 كيلوجرام من المواد المتفجّرة والأحزمة الناسفة، بالإضافة إلى عدد من القذائف". وأضاف البيان: إن قوى الجيش "ضبطت سيارة ثانية نوع كيا لون رصاصي، كانت تتجه من يبرود في سوريا إلى داخل الأراضي اللبنانيّة ثم بيروت، وبداخلها ثلاث نساء، على أن يسلمن السيارة المذكورة لأشخاص انتحاريين. وقد لوحقت السيارة وتمّ توقيفها عند حاجز اللبوة (في البقاع) مع النساء الثلاث". وذكر مصوّر صحفي قصد كورنيش المزرعة في غرب بيروت أن السيارة الأولى كانت متوقفة في مرآب، وكانت مركونة بين ست سيارات أخرى في صف واحد، وأن المرآب المُسيّج بأسلاك حديديّة كان يضمّ سيارات أخرى. وشاهد المصوّر عناصر من مخابرات الجيش يحطمون زجاج سيارة الجيب من الخلف، ودخل أحدهم إليها، وبدأوا العمل على تفكيكها. وتشاهد في الصور إلى جانب عناصر الجيش عدّة علب كرتونيّة. أما بالنسبة إلى السيارة الثانية، فقد أوضح مصدر أمني محلي أن الفتيات الثلاث اللواتي كن فيها، من بلدة عرسال ذات الغالبية السنيّة والحدوديّة مع منطقة القلمون السوريّة. وقال بيان الجيش إن نعيم عباس "اعترف كذلك بوجود مخابئ لسيارات مفخخة تجري مداهمتها، كما أدلى باعترافات تثبت صلته بتفجيرات وقعت أخيرًا". وأوقف الجيش اللبناني في نهاية ديسمبر المواطن السعودي ماجد الماجد، زعيم مجموعة "كتائب عبد الله عزام" الذي ما لبث أن تُوفي في المستشفى العسكري نتيجة مضاعفات مرض كان يُعاني منه. كما أوقف الجيش في وقت لاحق قياديًا آخر في المجموعة يُدعى جمال الدفتردار. و"كتائب عبد الله عزام" مدرجة على لائحة وزارة الخارجية الأمريكية للمنظمات الإرهابيّة. واعتقل عباس من منزله في إحدى ضواحي بيروت في عملية خاصّة بقيادة الجيش اللبناني في وقت مبكر من صباح أمس. وقالت مصادر أمنية إنه لعب دورًا في عدّة هجمات بسيارات مفخخة في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله أدّت إلى مقتل العشرات من المدنيين في أحياء أغلب سكانها من الشيعة. وقال مصدر: "إنه قاد الانتحاريين إلى الضاحية الجنوبيّة وهو العقل المدبّر للتفجيرات بالسيارات المفخخة ولا يقلّ أهمية عن ماجد الماجد" في إشارة إلى قائد آخر للمتشدّدين. جريدة الراية القطرية