بعد يومين من لقائه مع قادة المنظمات العربية والإسلامية الأميركية، التقى العاهل الأردني بعدد من ممثلي القيادات اليهودية الأميركية، كما تحادث مع وزير الخزانة الأميركية ومديرة صندوق النقد الدولي. نصر المجالي: ثمنت القيادات اليهودية الأميركية جهود الملك عبدالله الثاني لدعم تحقيق السلام، وبرؤيته للعمل على إيجاد مستقبل أفضل لشعوب المنطقة، كما أشادوا بما يمثله من حكمة وإعتدال في طرح القضايا والتعامل مع التحديات في الشرق الأوسط. وعرض العاهل الهاشمي مع القيادات سبل دعم جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط برعاية أميركية. مؤكدا ان مبادرة السلام العربية توفر فرصة تاريخية لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، حيث تضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وتوفر لإسرائيل الأمن والعيش بسلام مع 57 دولة عربية وإسلامية. وحسب وكالة الأنباء الأردنية، فإن الملك عبدالله الثاني اكد خلال اللقاء الذي تم في وشنطن عشية قمته في كاليفورنيا مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، أن الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي يشكل جوهر النزاع في الشرق الأوسط منذ عقود، وأن إيجاد حل عادل وشامل له هو مسؤولية الجميع، بمن فيهم المنظمات اليهودية الفاعلة في الولاياتالمتحدة، الذين عليهم العمل على دعمه وتحقيقه خدمة لمستقبل المنطقة وشعوبها وأجيالها. وقال الملك عبدالله الثاني إن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على التراب الوطني الفلسطيني، وعلى أساس خطوط الرابع من حزيران عام1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، هو مصلحة إقليمية ودولية، ما يتطلب قيام الجميع بكل ما يلزم لتحقيق هذه الغاية. دور القيادات اليهودية وأشار إلى أهمية الدور الذي تضطلع به القيادات والمنظمات اليهودية في الولاياتالمتحدة، وضرورة دعمها لمساعي الإدارة الأميركية في دفع جهود تحقيق السلام. وأوضح أن قضايا الوضع النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين هي في صلب إهتمام الأردن، وأن المملكة تضع في قمة أولوياتها حماية مصالحها الوطنية عند البحث في هذه القضايا. وحذر الملك الأردني من أن بديل تحقيق السلام في الشرق الأوسط هو المزيد من التوتر وعدم الإستقرار والدفع بالمنطقة وشعوبها نحو المجهول. كما حذر من السياسات الإسرائيلية الاستيطانية في القدس، ومحاولات المساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية هناك وتهويدها، وهو الأمر الذي يشكل عائقا قد يقوض مساعي تحقيق السلام. وقال إن الأردن مستمر بالقيام بدوره الهاشمي التاريخي في حماية الأماكن المقدسة في مدينة القدس والدفاع عنها. كما تطرق اللقاء إلى عدد من القضايا الإقليمية، خصوصا مستجدات الأزمة السورية، وجهود الأردن الإغاثية المقدمة للاجئين السوريين. وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي فايز الطراونة، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، وعماد فاخوري مدير مكتب الملك، وعلياء بوران السفيرة الاردنية في واشنطن. وزير الخزانة إلى ذلك، التقى الملك عبدالله الثاني في واشنطن كذلك، وزير الخزانة الأميركي جاكوب لو، ومديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، في اجتماعين منفصلين. وبحث جلالته، مع وزير الخزانة، علاقات التعاون بين الأردن وأميركا في مختلف المجالات، لاسيما المالية والاقتصادية منها. وثمن الملك الدعم الذي تقدمه الحكومة الأميركية للأردن، لاسيما الضمانات التي قدمتها أخيرا للمملكة على شكل كفالة لإصدار سندات اليوروبوند في السوق العالمية بقيمة مليار و250 مليون دولار. وأكد الوزير لو أن الولاياتالمتحدة مستمرة في دعم الأردن اقتصاديا، ومساعدته على التعامل مع تداعيات استقبال العدد الأكبر من اللاجئين السوريين في المنطقة. وأشاد المسؤول الأميركي برؤية العاهل الأردني في التعامل مع التحديات التي تواجه الشرق الأوسط، والعمل على تعزيز فرص تحقيق السلام والأمن والاستقرار. مساعدات النقد الدولي كما بحث العاهل الهاشمي مع مديرة صندوق النقد الدولي علاقات المملكة مع المؤسسة الدولية والمساعدات الفنية التي تقدمها لضمان تنفيذ برنامج الاصلاحات الاقتصادية الوطني، الذي بدأ منذ نحو سنتين. وتناول اللقاء مستجدات الوضع المالي والنقدي في الأردن، لاسيما في ظل البرنامج الذي بدأ تطبيقه بين المملكة والصندوق ويستمر للعام 2015. وأكد الملك أهمية أن تراعي البرامج التي تطبقها المملكة مع الصندوق حماية الطبقات الفقيرة والمتوسطة، وضمان عدم التأثير عليها سلبا. وتطرق اللقاء إلى المؤتمر الذي سيستضيفه الأردن وصندوق النقد الدولي بالتعاون مع الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، في عمان يومي 11 و12 مايو/ أيار المقبل، تحت عنوان بناء المستقبل: وظائف ونمو وعدالة في العالم العربي. ويعد المؤتمر الأول من نوعه الذي ينظمه الصندوق في الشرق الأوسط، بحيث يجمع وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية العرب، ونخبة من الخبراء الاقتصاديين، إضافة الى مسؤولين في المجالين المالي والنقدي على مستوى العالم العربي. إصلاحات الأردن وأشادت لاغارد خلال اللقاء بالنهج الإصلاحي الذي يسير به الأردن في مختلف القطاعات. كما عبرت عن تقديرها للمملكة على جهودها الإغاثية الإنسانية المقدمة للاجئين السوريين، مؤكدة ضرورة دعم المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لهذه الجهود. وقال الصندوق في بيان أصدره عقب اللقاء: "كان اللقاء فرصة لمناقشة التطورات الاقتصادية على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي، بما فيها العبء الذي رتبه الصراع في سوريا، وآثاره وتداعياته على الاقتصاد الأردني". وأشارت لاغارد، خلال اللقاء، إلى التقدم الذي أحرزه الأردن في تنفيذ برنامج الاصلاحات الاقتصادية طبقا لاتفاق الاستعداد الائتماني مع الصندوق. وجددت المسؤولة الدولية في البيان التأكيد على التزام الصندوق بمواصلة دعم الجهود الأردنية لإرساء سياسات تعزز الاستقرار الاقتصادي على المستوى الكلي في المملكة، وتضمن النمو الشامل وزيادة فرص العمل. يذكر أن صندوق النقد الدولي ينفذ مع المملكة برنامجا ميسرا تحت بند ترتيبات الاستعداد الائتماني بقيمة ملياري دولار، بدأ من صيف عام 2012 ويستمر لمدة 36 شهرا، تنتهي في العام المقبل 2015. ايلاف