أعلن وفدا النظام والمعارضة السوريين، فشل الجولة الثانية من محادثات «جنيف 2» في تحقيق أي تقدم، وفيما قالت المعارضة، إن مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية، الأخضر الإبراهيمي، يعتزم عقد جولة ثالثة من المفاوضات، مشيرة إلى أن الوثيقة التي قدّمتها خلال المحادثات تضع مسؤولية تطبيق «جنيف1» على عاتق الهيئة الانتقالية، أكد وفد النظام تمسكه بأولوية بحث مكافحة الإرهاب. في وقت أعربت موسكو عن قلقها من محاولات مستمرة لإيجاد ذريعة من أجل إحباط الحوار السياسي في جنيف، بينما طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما من إدارته خيارات سياسية جديدة محتملة في سورية. وفشل الوفدان السوريان، الحكومي والمعارض، اللذان عقدا جلسة مشتركة واحدة في الاتفاق على جدول اعمال المفاوضات، وسط خلافات حول الاولويات بين «مكافحة الإرهاب» و«هيئة الحكم الانتقالي». وقال عضو وفد المعارضة أحمد جقل، ل«رويترز»، إن الابراهيمي يعتزم عقد جولة ثالثة من المحادثات في جنيف. وأكد ان الإبراهيمي ابلغ ممثلي المعارضة ان المحادثات ستستمر، وانه ستكون هناك جولة ثالثة، لكنه لم يحدد موعداً. وأضاف جقل أن الابراهيمي أبلغ المعارضة ان جلسة محادثات إضافية ستعقد يوم السبت، لكنه لم يقل ما اذا كان سيلتقي الوفدين معاً ام كل على حدة. وقال جقل إن الابراهيمي صرح أيضاً بأنه سيسافر إلى نيويورك «قريباً» للاجتماع مع الامين العام للأمم المتحدة، بان كي مون. من جهته، كشف المتحدث باسم الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، لؤي الصافي، أن الوثيقة التي قدّمها الائتلاف خلال محادثات «جنيف 2» تضع مسؤولية تطبيق «جنيف 1» على عاتق الهيئة الانتقالية، معلناً عن تعثّر المفاوضات الحالية. وأكد في مؤتمر صحافي في جنيف، أمس، أن الائتلاف «لم يسمع أي ردّ إيجابي من الوفد الحكومي بشأن هذه الوثيقة». وقال إن «بيان جنيف1 يحدّد الطريق إلى سورية سلمية وحرة»، مشيراً إلى أن «المفاوضات الحالية في جنيف تعثّرت، ووصلنا إلى نقطة لا يمكن تخطيها إلا بوجود فريق يريد التعاطي مع الحل السياسي، السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة السورية». وأضاف أن «الموقف الروسي تجاه الأزمة السورية لم يتغيّر»، واعتبر أن موسكو قرّرت الدفاع عن النظام السوري. وحول جولة ثالثة من المحادثات، قال الصافي «لم يتم تحديد موعد الجلسة المقبلة، أما بشأن الجولة الثالثة، فنحن بانتظار نتائج مشجّعة» من الجولة الثانية الحالية. وأكّد أن «محاربة الإرهاب مسؤولية كل سوري»، مشيراً إلى أن «المعارضة المسلّحة، لا الجيش السوري، هي من تحارب الإرهاب حتى الآن». بدوره، أكد نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، أمس، أن الجولة الثانية من «جنيف 2» لم تحقق اي تقدم. وأعرب في مؤتمر صحافي، عقب جلسة مع الابراهيمي «عن الأسف العميق ان هذه الجولة لم تحقق اي تقدم». وقال «للاسف الطرف الآخر جاء بأجندة مختلفة، جاء بأجندة غير واقعية، وهي ذات بند واحد تتعامل بشكل انتقائي مع وثيقة جنيف1»، الصادرة في 30 يونيو 2012 . وأضاف أن الوفد المعارض لم يرد أن «يتحدث عن اي شيء آخر سوى موضوع الحكومة الانتقالية في حين اننا جاهزون لمناقشة كل شيء، وقد أكدنا لكم في كل اللقاءات التي تمت اننا نصر على البدء ببند وقف العنف ومكافحة الارهاب، ليس لأننا نريد ذلك، بل لان الأطراف التي وضعت وثيقة جنيف أرادت ذلك». وكان الابراهيمي، تلقى، أول من أمس، وعوداً اميركية وروسية بالمساعدة على اخراج المحادثات من الطريق المسدود، إثر لقاء عقده مع نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، ومساعدة وزير الخارجية الأميركي وندي شيرمان. وفي بكين، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، إن الرئيس أوباما طلب خيارات سياسية جديدة محتملة في سورية، نظراً لتدهور الوضع الانساني هناك. وأضاف للصحافيين خلال زيارة للصين «طلب منا جميعاً ان نفكر في خيارات عدة قد توجد وقد لا توجد. الرد على السؤال: هل هي قدمت؟ لا لم تقدم، لكن عملية التقييم بالضرورة، ونظراً للظروف جارية في الوقت الراهن». وأكد أنه «وحين تتضح هذه الخيارات وحين يطلبها الرئيس ستجري بالقطع مناقشات حولها». في السياق، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، أن بلاده قلقة من المحاولات المستمرة لإيجاد ذريعة من أجل إحباط الحوار السياسي السوري في جنيف. ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن لافروف، قوله في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، في موسكو، إن بعض السياسيين الغربيين عادوا إلى الحديث عن استخدام القوة في سورية، لافتاً إلى محاولات لتسييس الأزمة الإنسانية في سورية. واعتبر أن «هذه المحاولات ترمي إلى استفزاز الحكومة السورية كي تخرج من المفاوضات». وأضاف أن «فرض المُهل في عملية التفاوض بجنيف أمر غير بناء»، معبراً عن الارتياح «لاستعداد دمشق بحث جميع بنود جنيف، بما فيها تشكيل هيئة انتقالية». الامارات اليوم