ملتقى الحرف التراثية الذي تقيمه إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة منذ ثمانية أعوام، هو ملتقى علمي وعملي يستعرض الحرف والمهن التقليدية المحلية والخليجية والعربية. وهذا العام تزامناً مع تتويج الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية، يستضيف الملتقى حرفاً يدوية من بلدان إسلامية إضافة للدول العربية، وكذلك حرفاً إماراتية. يؤكد الملتقى عاماً بعد عام من خلال برنامجه الفكري وندواته ومنشوراته أهمية الحرف اليدوية وضرورة الاهتمام بها كمكون ثقافي، وكمورد اقتصادي، وقد اتسمت طروحات الملتقى دائماً بالجدية والإيجابية. هذا العام ينطلق الملتقى تحت عنوان «الشجرة حرف من العالم الإسلامي»، ليؤكد أهمية الصناعات الخشبية، ودورها في التراث الشعبي لكل بلد، فالصناعات الخشبية تعد من أهم وأبرز الحرف اليدوية في العالم، نظراً لدخول الأخشاب ضمن كثير من الصناعات البسيطة والمعقدة، علاوة على الصناعات الخشبية الخالصة، كالأثاث والأواني المنزلية، والحلي والعلب والمقتنيات الشخصية. اهتمت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ بداياتها الأولى بالحرف اليدوية، حيث ارتبطت الحرف بالتنمية البشرية، وبالشؤون الاجتماعية والأسر المنتجة، كما أن الجمعيات النسائية، وجمعيات الفنون الشعبية والتراث الشعبي كان لها نصيب من الاهتمام بالحرف اليدوية للرجال والنساء، حسب طبيعة واهتمام كل جهة. وقد اهتمت إدارة التراث بالشارقة بالحرف اليدوية من خلال إقامة كثير من الملتقيات والندوات وورش العمل، آخر تلك الإنجازات إنشاء مركز الحرف الإماراتية، الذي تأسس في العام 2009 بتوجيهات سامية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ليسهم في تنمية ودعم الحرف التراثية الإماراتية، وقد أقام المركز عدداً من البرامج التدريبية والورش والدورات والفعاليات، التي كان لها أثر إيجابي على هذا القطاع الثقافي. هذا العام يتطور العمل في هذا المجال بتعاون إدارة التراث مع مركز دولي تخصصي، من خلال برنامج تطوير الحرف اليدوية، بمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية المسمى إرسيكا، وهو مركز أبحاث ثقافية أنشئ في العام 1982 في إسطنبول بتركيا، والهدف الأساسي من إنشائه هو الحفاظ على التراث الإنساني والثقافي، كما يهدف إلى الحفاظ على الأرشيف الحالي الموجود في المركز، والذي يتضمن وثائق نادرة وصوراً أرشيفية نادرة تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وتحويلها بالإضافة إلى المطبوعات الأخرى النادرة إلى نسخة إلكترونية متاحة للباحثين والمهتمين في كل أنحاء العالم. ويأمل الجميع أن ينتج عن هذا التعاون نتائج إيجابية كبيرة، من شأنها أن تنعكس على تطوير العمل في إدارة التراث وخصوصاً من جانب الحرف اليدوية، والبحوث والدراسات المتعلقة في هذا الجانب. ما أتطلع إليه حقاً كمهتم بالتراث وكإماراتي، أن ترقى الحرف والصناعات والمهن التقليدية، إلى المستوى الذي تتمكن منه من المنافسة في الأسواق التجارية، كما أن قطاع الأغذية والمأكولات والطهي أعمال يدوية ذات علاقة وثيقة بموضوع اهتمامنا، وهي واجبة التطوير والدعم لترقى للمستوى المطلوب. [email protected] The post ملتقى الحرف اليدوية appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية