خضوع مرشح رئيس الجمهورية الى اختبارات نفسية وطبية قبل قبول ترشحه من قبل اللجنة الانتخابية، يثير عددا من التساؤلات حول اهمية تطبيق تلك الاختبارات ، وكيفية اجرائها، وما مدى امكانية الاعتماد عليها بشكل نهائى وغيرها من علامات استفهام طرحناها على الدكتور احمد عكاشة استاذ الطب النفسى ورئيس الجمعية العالمية للطب النفسي. هل الاختبار الطبى والنفسى لمرشح الرئاسة أمر ضرورى ؟ الفحص النفسى للرؤساء بدأ عام 1964 فى الولاياتالمتحدة .. وفى عام 2008 خرج احد الامريكيين وقال ان اوباما لديه سمات الشخصية النرجسية ، وقال ان تلك الشخصية اتت بوبال على العالم ، واعطى مثلا بهتلر وستالين حيث تمكنا من قيادة الدول بتلك الفكرة وطالب بضرورة فحصه نفسيا وطبيا. ومن المهم ان ندرك ان الاختبار النفسى والطبى امر هام ويتم تطبيقه على وظيفة الطيار سواء العسكرى ، او المدنى او التجارى او ضابط المخابرات حيث يخضعون لاختبارات نفسية شديدة للكشف عن الثبات والاتزان العاطفى لديه، فكيف يتصور ان يأتى مرشح لرئاسة الجمهورية دون ان يتم التعرف بالكامل على سماته الشخصية. اذا كانت اللجنة الانتخابية تريد الفحص الطبى والنفسى فيكون الهدف الكشف عن السمات الشخصية من خلال نوع من الاسئلة تتم الاجابة عنها ونعرف عن طريقها سمات الشخصية. كيف يتم تطبيق تلك الاختبارات ؟ وهل هناك تجارب مشابهة حاليا؟ لا تطبق فى كل بلاد العالم الا بطريقة سرية بعيدا عن الاعلام، لانها لا تعطى نتيجة 100% ولكن تعطى احتمالات كبيرة بانه لا يصلح .. وفى تصورى ان اللجنة الانتخابية من حقها ان تقبل التقرير الطبى او لا تقبله. وممن تتكون اللجنة النفسية الطبية؟ تتكون اللجنة من اخصائى نفسى او اثنين، وطبيب نفسى او اثنين، ويستحسن ان يكون هناك المتخصصون فى علم نفس سياسي، وذلك لتقرير الناحية النفسية، واللجنة الطبية تتكون من اطباء ولدراسة الادوية التى يتناولها المرشح وبيان ما إذا ما كان مريضا وما اذا كانت تؤثر على الحكم من عدمه.. وهذا ما يحدث فى كل بلاد العالم. وماهى انواع الفحص النفسى ؟ هناك نوعان من الفحص النفسى اولهما الفحص النفسى الاكلينيكي، وهناك الاختبارات النفسية للسمات الشخصية وهى عبارة عن اختبارات تطبق على الشخص لكشف درجة الاتزان العاطفى ، و درجة المرونة ، والمحافظة والتطرف ، والانطوائية والانبساطية ، ودرجة الذكاء الاكاديمي، والذكاء العاطفى ( التفاعل والقبول والكاريزما) . هل يجب تكرار الفحوص النفسية؟ نعم كل سنة ، لانه ممكن أن تكون سليما نفسيا ثم تتغير ، واكثر ما يخيفنا هو عدم الاتزان الانفعالى ، والاندفاعية فى اتخاذ القرارات ، وعدم التروى فى وضع الخطب ، والدليل على ذلك احدى خطب مرسى فهى تدل على عدم اتزانه لانه شتم فى القضاء والاعلام بالاسماء، ومن هنا أهمية الفحص الطبى حتى نتجنب تكرار هذا النموذج كيف تؤثر الامراض والادوية على قرارات الرؤساء ؟ وفى العدوان الثلاثى على مصر ، تبين ان ايدن رئيس الوزراء كان تحت تأثير العقاقير المنبهة ، وكان يتناول عقار امفيتامين، وقراراته كلها كانت متسرعة بسبب العقاقير التى كان يتناولها. وموليه كان يتناول عقاقير تحتوى على كورتيزون وكان يعانى من امراض مختلفة اثرت عليه كثيرا وبالتالى كانت قراراته غير منضبطة. ايلاف