أحمد السعداوي (الرياض) - أحدثت المشاركة الإماراتية في النسخة التاسعة والعشرين من المهرجان الوطني للتراث والثقافة في المملكة العربية السعودية المعروف ب "الجنادرية"، صدى كبيراً بين زوار المهرجان، من أبناء السعودية أو ضيوفها عشاق التراث العربي بكل ألوانه، إذ تميز الموروث المحلي الإماراتي بعراقة فريدة شهد بها آلاف الزائرين للجناح الإماراتي، الذي احتل مكاناً مميزاً في ساحات الجنادرية، تزينه جلسات القهوة الحافلة بالأسرار والطقوس. اتسم الحضور الإماراتي بتنوع فعالياته من فنون شعبية ومشغولات يدوية بديعة وأجواء ضيافة مميزة أبهجت الحضور وشجعت على استقطاب المزيد من جمهور المهرجان إلى الجناح الإماراتي ليذهب في رحلة إلى أعماق التاريخ، ويعود معها إلى الصورة الحديثة للإمارات ونهضتها اللافتة، عبر معارض الصور ولوحات الفنون التشكيلية، التي زينت الجدران، ونقلت سمات المجتمع الإماراتي قديماً وحديثاً، وأبرز المعالم السياحية والمزارات التي يقصدها السائحون في أبوظبي بعد أن أصبحت العاصمة ملتقى سياحياً عالمياً يجتمع فيه الباحثون عن جمال التراث وفخامة الاستقبال ورقي المعاملة التي تميز بها "عيال زايد". ضيف دائم تجمعت أعداد كبيرة من زوار الجنادرية حول الركن الذي جلس فيه الضيف الدائم على أغلب الفعاليات والمهرجانات التراثية المرتبطة بالبيئة الإماراتية، الوالد سيف راشد الدهماني، الذي أخذ يتفنن في صناعة أنواع القهوة العربية وتقديمها إلى رواد المكان في إطار جلسة القهوة العربية بما احتوته من شبة نار ودلال مختلفة الأحجام، وعدد من الفناجين لتقديم القهوة إلى الجمهور الذي أدهشته قدرة أبناء الإمارات على تجسيد ماضي آبائهم وأجدادهم بهذا الشكل المتقن، الذي يغني عن قراءة عشرات الكتب والمخطوطات، التي تشرح هذا الموروث المحلي الإماراتي الثري. في هذا الإطار، يقول الدهماني: إن وجوده في المهرجانات التراثية التي تقام داخل الإمارات أو خارجها تجعله يشعر بأنه يرد جزءا يسيرا من دين الأبناء إلى الأجداد والأسلاف على ما تركوه لهم من قيم ومعان وأخلاق سامية، جعلت الإنسان الإماراتي معروفاً في العالم بحسن الخلق، مضيفاً: "هذا ما نلمسه نحن أبناء الإمارات حين نزور أي دولة من دول العالم، ما يجعلنا نشعر بفضل الله ثم فضل أولي الأمر الذين أسهموا في ترسيخ هذه الصورة عن الإمارات وشعبها". ويذكر الدهماني أن "الحظيرة" في الأصل كانت عبارة عن "علم" أي إشارة إلى المكان الذي يجلس فيه كبير الفريج، حيث يجتمع بأهل الحي في المساء بعد صلاة المغرب إلى ما بعد صلاة العشاء، ليطمئن بنفسه على أحوال الجيران، ويستقبل ضيوف الحي ويكرمهم ويسألهم عن أخبار الأماكن القريبة والبعيدة، ومن خلال هذه الجلسة يتم التعرف على أحوال أهل الأماكن المختلفة ويبقى أهل الفريج على علم بالعالم من حولهم. ... المزيد الاتحاد الاماراتية