هز انفجاران انتحاريان منطقة بئر حسن في بيروت. وفي حين أشارت المعلومات الأولية إلى وقوع تفجيرين، الأول بسيارة مفخخة أمام المستشارية الثقافية الإيرانية، والثاني بدراجة نارية بالقرب من حاجز للجيش بالقرب من السفارة الكويتية، أفادت مصادر ل"العربية" بأن التفجيرين وقعا باستخدام سيارتين مفخختين، "مرسيدس" و"بي إم". هذا وقد تبنت كتائب عبد الله عزام عبر حسابها على "تويتر" التفجيرين الانتحاريين في بئر حسن، رداً على قتال حزب الله في سوريا وفي التفاصيل الرسمية، أفاد بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني عن وقوع انفجارين انتحاريين متزامنين تقريباً في منطقة بئر حسن، الأول داخل سيارة نوع "بي.أم" بالقرب من المستشارية الثقافية الإيرانية، والثاني داخل سيارة نوع "مرسيدس" بالقرب من المعرض الأوروبي، ما أدى إلى سقوط عدد من الإصابات في صفوف المواطنين، بالإضافة إلى حصول أضرار مادية في الممتلكات. وعلى الأثر فرضت قوى الجيش طوقاً أمنياً حول البقعة المستهدفة، فيما حضرت وحدة من الشرطة العسكرية وعدد من الخبراء المختصين الذين باشروا الكشف على موقعي الانفجارين والأشلاء البشرية التي وجدت بالقرب منهما، وذلك تمهيداً لتحديد طبيعتيهما وظروف حصولهما. كما أعلنت مصادر أمنية أن الانفجارين ناتجان عن عبوتين ناسفتين زنة 75 كلغ و50 كلغ من جهتها، أكدت السفارة الكويتية سلامة موظفيها وعدم إصابة أي منهم. في حين أشارت السفارة الإيرانية إلى أن الإصابات في صفوف موظفيها غير خطيرة، كذلك أكدت مؤسسة دار الأيتام الإسلامية الواقعة في المنطقة، سلامة جميع الأيتام في الدار. وأفاد مراسل "العربية"، عدنان غملوش، بوقوع الانفجار في مستديرة السفارة الكويتية أو الجندولين كما تعرف في لبنان، وهي منطقة تشهد حركة سير وازدحام كثيف في مثل هذا الوقت. كما تشهد المنطقة تشديداً أمنياً لوجود المستشارية الإيرانية، لا سيما بعد استهداف السفارة الإيرانية سابقاً. وقد بلغت الحصيلة الأولية للقتلى، بحسب وزارة الصحة 5 قتلى وما يقارب 80 جريحاً. إلى ذلك، هرعت سيارات الاسعاف والدفاع المدني إلى المكان. وضربت القوى الأمنية طوقاً أمنياً، والعمل جارٍ لنقل الجرحى إلى المستشفيات. هذا وأفادت مصادر حكومية بأن طريقة التفجير هي نفسها التي اتبعت في تفجير السفارة الإيرانية، والرسالة هي قول إن موضوع الأمن في لبنان مرتبط بمشاركة حزب الله في القتال بسوريا، وإن موضوع تشكيل الحكومة لن يؤثر إيجاباً على الوضع الأمني في لبنان. ويأتي هذا الانفجار ضمن سلسلة من التفجيرات التي طالت مؤخراً الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تعتبر معقلاً لحزب الله. كما يأتي بعد أن سجل الجيش اللبناني ملاحقة وتوقيف العديد من الأشخاص الملاحقين، الذين أفادوا بتحضيرهم لعدد من الاعتداءات والعمليات الانتحارية في بيروت، لا سيما بعد تبني كتائب عبد الله عزام لعدد من هذه التفجيرات، رداً على تدخل حزب الله في سوريا. ردود الفعل وفي تعليقه على التفجير، استنكر رئيس الوزراء السابق والنائب سعد الحريري التفجيرين، وشدد على أهمية "وحدة الموقف اللبناني الآن أكثر من أي وقت آخر، في مواجهة الإرهاب وكل المحاولات المشبوهة والمدانة لإثارة الفتن" بحسب قوله. ودعا إلى ملاحقة المخططين، مكرراً الدعوة إلى تحييد لبنان عن أتون النيران السورية، وإلى انسحاب حزب الله من القتال الدائر في سوريا. كذلك أدان رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام التفجير، داعياً إلى مزيد من الوحدة. وأكد "أن الرسالة وصلت وسنرد عليها بتلاحمنا وتضامننا وتمسكنا بسلمنا الأهلي والتفافنا حول جيشنا وقواتنا الأمنية". عدن الغد