أبوظبي: أفرزت منافسات الدورة الثانية من برنامج "ابتكاري"، الذي استمرت فعالياته حتى الثلاثاء في أبوظبي 17 فكرة مبتكرة في مجال تكنولوجيا المعلومات وتصميم التطبيقات الذكية في القطاع السياحي. تم خلال اليوم الأول من هذه الفعالية، التي حضرها أكثر من 200 مواطن من جهات حكومية وشبه حكومية، تبادل الأفكار وبلورتها، حيث تنافست أكثرمن 44 فكرة قدمها مواطنون حضروا برنامج "ابتكاري" الهادف إلى تشجيع الشباب المواطن وتحفيزهم على الإبداع والابتكار. وقال عبدالله سعيد الدرمكي الرئيس التنفيذي لصندوق خليفة لتطوير المشاريع "إن الصندوق يسعى إلى غرس قيم الريادة والإبداع والابتكار لدى مختلف شرائح المواطنين، والعمل على تشجيعهم لتبني تلك المفاهيم وتحويلها إلى سلوك دائم عند سعيهم إلى تأسيس مشاريعهم الخاصة، وذلك عبر العديد من البرامج، التي تم طرحها أو رعايتها منذ تدشين خدمات الصندوق، ومن بينها برنامج "ابتكاري"، الذي تم طرحه للمرة الأولى في العام الماضي، بمشاركة نحو 200 مواطن". وأكد الدرمكي أن الصندوق استطاع أن يحقق تنوعًا ملفتًا في طبيعة وأنشطة المشاريع التي موّلها على مدار السنوات السبع الماضية. وقال "أولينا قطاع تكنولوجيا المعلومات أهمية خاصة، حيث قمنا بتمويل 12 مشروعًا في هذا القطاع، بقيمة بلغت نحو 15 مليون درهم"، مشيرًا إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات من القطاعات الاستثمارية الواعدة، بحسب الخطة الاقتصادية لإمارة أبوظبي، بالرغم من حدة المنافسة التي يشهدها هذا القطاع، حيث تعتبر المشاريع الخاصة بتقنية المعلومات من المشاريع الأكثر أهمية ونجاحًا على المستوى العالمي. وأكد أن الصندوق سيعمل على تطوير هذه المبادرة الرئيسة في القطاع السياحي، منوهًا بالدور الذي تقوم به هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وصندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، الذي يتيح لأصحاب المشاريع الاستفادة من خبرات متطورة لتنفيذ أفكار المشاريع. وأشار إلى أن الصندوق سيشارك في معرض العلوم الوطني، الذي ستنظمه مؤسسة الإمارات في دبي في نهاية شهر نيسان/إبريل المقبل، معربًا عن أمله في أن يتم عرض الأفكار المطروحة في ابتكاري في هذا المعرض المهم. وحول التطورات، التي شهدها برنامج "ابتكاري" في دورته للعام الحالي، قال الدرمكي: "لقد استفدنا من تجربتنا في الدورة الأولى لبرنامج "ابتكاري"، فقمنا بتقويم أداء البرنامج، وحددنا التحديات، وبحثنا عن الحلول، ولذا فقد أضفنا خلال هذه الدورة مرحلة جديدة، تتمثل في مرحلة احتضان للمشاريع الناجحة، بالتعاون مع صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات وهيئات حكومية أخرى، حتى يتمكن الفائزون من تطوير أفكارهم ومقاربتها، لكي تكون أفكارًا تجارية استثمارية قابلة للتطبيق، ومن ثم تستفيد من خدمات صندوق خليفة التمويلية". وأوضح أنه سيتم احتضان المشاريع الثلاثة الفائزة، إلى جانب المشاريع الفائزة في الدورة الأولى لبرنامج "ابتكاري"، وذلك لمنحهم الفرصة لتطوير أفكارهم واستكمال كل متطلباتها وتسويقها. من جهتها قالت فاطمة محمد المهيري مديرة مبادرة "ابتكاري" المديرة في دائرة تطوير رواد الأعمال في صندوق خليفة لتطوير المشاريع "تهدف هذه المبادرة إلى اكتشاف رواد أعمال مواطنين في مجال تكنولوجيا المعلومات والتطبيقات الذكية"، مشيرة إلى أن الصندوق سينظم في مطلع الشهر المقبل برنامجًا تدريبيًا مكثفًا لمدة خمسة أيام للمشاركين في مجال التفكير الإبداعي وتطويرها وتنفيذها. وأوضحت أن أصحاب الأفكار المتأهلة سينضمون إلى دورة تدريبية مدتها خمسة أيام في مطلع الشهر المقبل لتطوير أفكارهم وإعادة دراستها بما يضمن تحويلها إلى أفكار استثمارية وتجارية، فضلًا عن إطلاعهم على معلومات في مجال التسويق والإدارة والإجراءات القانونية والمحاسبية وغيرها. وأضافت المهيري أن لجنة مكونة من خبراء في صندوق خليفة لتطوير المشاريع وجهات متخصصة أخرى، مثل هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وصندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات ولجنة تطوير التكنولوجيا في أبوظبي وغيرها، ستقوم بتقويم الأفكار واختيار أفكار المشاريع الفائزة، لتنتقل إلى فترة الاحتضان، التي ستستمر 90 يومًا، يتم خلالها تطوير الفكرة وتطبيقها واختبار جدواها الاستثمارية تمهيدًا إلى تمويلها في حال استوفت شروط ومتطلبات صندوق خليفة. إلى ذلك قال الدكتور عبد القادر الخياط، رئيس مجلس أمناء صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات: "يرى الصندوق في ثنائية الابتكار والابداع اللبنة الأساسية لبناء جيل كفوء قادر على توظيف خبراته ومعارفه في سوق العمل بما ينعكس تقدمًا وإزدهارًا في كل القطاعات وعلى كل المستويات في دولة الإمارات. وتدّل الشراكة الجديدة التي تجمعنا اليوم مع "صندوق خليفة" على الاهتمام المشترك في إحداث نقلة نوعية في عالم العلم والمعرفة وإعداد أبناء وبنات الوطن لمواجهة المستقبل بكل تحدياته ومتطلباته، من خلال الولوج إلى آفاق الإبداع والتميز، عبر تطوير مشاريع وطنية بتوقيع إماراتي، والمشاركة البناءة في بناء مجتمع حضاري، يستطيع مجاراة التقدم العلمي والمعرفي في مجتمعات العالم المتطورة". أضاف الخياط: "نأمل من "مبادرة ابتكاري" أن تحقق المرجو، وتساهم في إنتاج أفكار تقدمية ابتكارية من قبل الشباب الإماراتي الذي نعقد عليه كل الآمال، بأن يكون مشاركًا فعالًا إلى جانب قيادتنا الرشيدة في ترجمة الطموحات إلى إنجازات، والحلم إلى حقيقة، والإبداع إلى ابتكار. ونحضّ الشباب الإماراتي على تقديم كل ما يلزم، ونحن بجانبه، لنجعل من أفكارهم ومشاريعهم رافدًا أساسيًا للاقتصاد الوطني، لتبقى دولة الإمارات رائدة إقليميًا وعالميًا في الاقتصاد العالمي التنافسي". من جهته قال سلطان الظاهري المدير التنفيذي لقطاع السياحة بالإنابة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة "نحن سعداء بهذه النتيجة المثمرة من برنامج "ابتكاري"، خاصة أن المواطنين المنتسبين إلى البرنامج تمكنوا من تقديم أفكار خلاقة في مجال تكنولوجيا المعلومات لخدمة القطاع السياحي، وهو قطاع يشهد نموًا نوعيًا في إمارة أبوظبي، ويتطلب مواكبته من قبل أبناء البلاد. إن توجهنا لدعم مبادرة "ابتكاري" منذ البداية يأتي ضمن استراتيجية هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لتأهيل الكوادر المواطنة وتشجيعها على لعب أدوار أكثر تأثيرًا في مجال السياحة والصناعات المرتبطة بها، فهو مجال حيوي وممتع في الوقت نفسه، ويتطلب ابتكارات حديثة تضمن استمرارية التطوير والبناء". يشار إلى أن صندوق خليفة قد خاطب الموظفين المواطنين في أكثر من 68 جهة حكومية وشبه حكومية وطلاب أربع جامعات وطنية للمشاركة في هذه المبادرة، التي لاقت تجاوبًا كبيرًا، حيث وصل عدد المسجلين إلى أكثر من 400 مواطن. ايلاف