استقر النفط قرب أعلى مستوى له في 4 أشهر، أمس، وظل مزيج برنت فوق 110 دولارات للبرميل، مدعوماً ببواعث قلق جغرافية وسياسية في إفريقيا وفنزويلا وتحسن الطلب في الولاياتالمتحدة. وتسبب الطقس البارد في أميركا الشمالية في استنزاف إمدادات زيت التدفئة في الولاياتالمتحدة ودعم الأسعار. وسجل الخام الخفيف أعلى مستوى خلال اليوم عند 103.14 دولارات للبرميل مقترباً من 103.25 دولارات للبرميل الذي سجله في الجلسة السابقة وهو الأعلى منذ العاشر من أكتوبر. وارتفع العقد الذي ينتهي العمل به اليوم الخميس 32 سنتاً إلى 102.75 دولار للبرميل. وانخفض مزيج برنت الخام 15 سنتاً إلى 110.31 دولارات للبرميل، وكان قد سجل أعلى مستوى هذا العام عند التسوية السابقة. شتاء قارس وقال توني نونان، مدير المخاطر في ميتسوبيشي كورب: ارتفع الخام الخفيف كثيراً. السبب في الصعود لهذا المستوى مزيج بين شتاء قارس غير متوقع والسحب من كوشينج. وقال تجار إن مخزونات الخام في كوشينج، وهي محطة تسليم عقود خام غرب تكساس الوسيط، نزلت 1.4 مليون برميل منذ الأسبوع الماضي استناداً لتقرير من «جنسكيب» التي تجمع معلومات عن القطاع. إمدادات روسيا وتزيد روسياوالعراق شحنات الخام إلى السوق الصينية التي ينمو فيها الطلب على النفط بأبطأ وتيرة له في أكثر من 20 عاماً، ما يدفع موردين منافسين لتحويل شحناتهم إلى أسواق أخرى. ومن شأن هذه الشحنات المحولة القادمة من أميركا اللاتينية وإفريقيا وبعض منتجي الشرق الأوسط، والتي كان من المتوقع في الأصل أن تذهب إلى المصافي الصينية أن تضغط على الأسعار المرجعية هذا العام.. وبدأت شركات نفط حكومية بالفعل في خفض أسعار البيع الرسمية بحثاً عن مشترين. وأبرمت شركة روسنفت الروسية والعراق عقوداً ستزيد إجمالي شحناتهما معاً نحو 50 % فوق معدل النمو المتوقع للطلب على الواردات في الصين عام 2014. وتحظى روسنفت بدعم من الحكومة الروسية لضخ نفط شرق سيبيريا إلى آسيا، بينما يتميز العراق بتخفيضاته الكبيرة في الأسعار وشروطه الميسرة. وفي حين تؤجل بتروتشاينا الحكومية للتكرير وشركة بي.بي العملاقة للنفط مشروعات مصاف في الصين بسبب المخاوف تجاه نمو الطلب أو تلغيها تماماً، يتزاحم بائعون آخرون للحصول على حصص في سوق أصغر مما كانوا يتوقعون. وقال أندرو ريد من إنرجي سيكيوريتي أنالاسيس: يريد الكثيرون في جميع أنحاء العالم بيع الخام إلى آسيا وقد لا يكون هناك طلب كاف للجميع. تفوق ملحوظ وبينما يسعى العراق حثيثاً إلى زيادة حصته في السوقين الصينية والآسيوية، فإنه يتجه لأن يصبح ثاني أكبر مورد للخام إلى الصين هذا العام بزيادة شحناته بنسبة 68% إلى 882 ألف برميل يومياً. وتفوق العراق على إيران العام الماضي ليصبح خامس أكبر مصدر للنفط إلى الصين بعد خفض أسعار البيع الرسمية لخام البصرة الخفيف الرئيسي. ولم تؤد زيادة واردات الصين من روسياوالعراق إلا لتعزيز المنافسة بين موردي النفط الآخرين على السوق الآسيوية. ويعرض المنتجون في أميركا اللاتينية وإفريقيا بالفعل تخفيضات أكبر على المشترين الآسيويين مع تراجع احتياجات الاستيراد في أسواقهم الأميركية والأوروبية التقليدية. توقعات أخرى وتقول وكالة الطاقة الدولية، ثالث المؤسسات الكبرى المعنية بتوقعات النفط: إن الاستهلاك العالمي للخام سيزيد على المتوقع هذا العام بفعل النمو الاقتصادي في الولاياتالمتحدة وأوروبا. وقالت الوكالة: إن المخزونات النفطية تشهد أدنى مستوياتها منذ عام 2008 بسبب نمو الطلب أكثر من المتوقع ومشاكل الإمداد في عدد من دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). ويبدو أن الزيادة في الإمدادات الروسية والعراقية إلى الصين تنعكس سلباً على مصدري أميركا اللاتينية بصفة خاصة، والذين حولوا أنظارهم إلى آسيا، بعد أن أدى نمو إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة إلى حرمانهم من عملاء تعاملوا معهم على مدى عقود. واردات الصين نما الطلب على النفط في الصين 1.6 % فقط العام الماضي، وهي أبطأ وتيرة له منذ عام 1992. وتشير بيانات إلى أن واردات الصين من الخام زادت 4% لتسجل أبطأ وتيرة لها منذ 2007 على الأقل مقابل أكثر من 17% في 2010. ورغم أن مؤسسة البترول الوطنية كبرى شركات النفط في الصين قالت إن واردات البلاد من الخام ستزيد بنسبة 7.1% هذا العام أو ما يعادل نحو 370 ألف برميل يومياً، إلا أن الزيادة في الإمدادات الروسية والعراقية ستفوق نمو الواردات. وشحنت روسنفت أكبر منتجي النفط في روسيا ما يربو على 300 ألف برميل يومياً إلى الصين في 2013، ومن المقرر أن تشحن 180 ألف برميل يومياً إضافية هذا العام، لتنمو الصادرات إلى الصين في النهاية إلى أكثر من 900 ألف برميل يومياً. البيان الاماراتية