لم تستسلم شرطة دبي لفكرة هروب عناصر العصابة الذين دأبوا على استهداف الفلل الفخمة بأسلوب فريد يعتمد على التصرف بوجاهة وارتداء الملابس الأنيقة واستخدام سيارات فارهة لا تثير الاشتباه فيهم، حتى بلغت حصيلة سرقاتهم نحو 10 ملايين درهم، حيث تعقبتهم في مسقط رأسهم وأعدت خطة محكمة لإغرائهم بالعودة إلى الدولة مجدداً، ومن ثم أخضعتهم للمراقبة حتى نفذوا جريمتهم الأولى ووصلوا بالمسروقات إلى منزل شقيقة أحدهم في أبوظبي، حيث اعتادوا إيداع المسروقات، وقبضت عليهم متلبسين بالسرقة وبحوزتهم المسروقات. استدراج المتهمين نوه مصدر أمني في شرطة دبي بفريق العمل في قضية سرقة الفلل، التي استمرت أشهراً عدة، أدى خلالها الفريق دوراً بارزاً في الخارج، وصبر على العصابة حتى عادت وفق الخطة، وقبض على أفرادها متلبسين بجرائمهم، واسترد معظم المسروقات. بدأت الواقعة - حسب مصدر أمني في شرطة دبي- العام الماضي، حين ورد بلاغ عن سرقة إحدى الفلل في دبي، تبعته بلاغات مشابهة تمت الجريمة فيها بالطريقة نفسها، ولذا رجح فريق البحث الجنائي والملاحقة أن يكون منفذوها هم الأشخاص أنفسهم، فأعد خطة محكمة للقبض عليهم. وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، ل«الإمارات اليوم» إن فريق العمل كان يجد جواباً واحداً من جميع حراس الأمن في التجمعات السكنية التي تعرضت فيها الفلل للسرقة، وهي عدم دخول أي مشتبه فيه إلى التجمع السكني، لكن لم يستسلم رجال المباحث للفكرة وبدأوا التدقيق جيداً وتوسيع عمليات البحث والتحري، حتى رصدت ثلاثة أشخاص لهم ملامح أوروبية ويتمتعون بأناقة بالغة، ويركبون سيارة فارهة لا تثير أي اشتباه في أنهم رجال أعمال كبار أو موظفين من الفئات العليا. وأضاف أن فريق العمل تحرى عن هويات المشتبه فيهم، واكتشف أنهم ينتمون إلى إحدى دول أوروبا الشرقية، وغادروا الدولة منذ أيام، لافتاً إلى أن رجال المباحث نقلوا العملية إلى مسقط رأس أفراد العصابة وتواصلوا مع أحد العناصر هناك، الذي كُلف بالتحري عنهم واكتشف فعلياً أنهم من أصحاب السوابق، ورجحت شكوك فريق العمل في أنهم مرتكبو تلك الجرائم، خصوصاً أن أحدهم قبض عليه في بلاده منذ فترة قصيرة في جريمة مماثلة وأُخلي سبيله. وأشار إلى أن الخطة نفذت بنجاح كبير، وعاد أفراد العصابة إلى الدولة ولديهم ثقة كبيرة بقدرتهم على الضرب مجدداً، غير مدركين أن كل تصرفاتهم كانت تحت المراقبة، وكما خطط فريق العمل في القضية ارتدى المتهمون أفضل ما عندهم واستأجروا سيارة فارهة، ثم توجهوا إلى الفيلا التي خططوا لسرقتها، بعد أن تأكدوا من خلوها من السكان، وسطوا على محتوياتها، ثم حملوا غنائمهم إلى بيت شقيقة أحدهم، المتزوجة من شخص من جنسية دولة خليجية، في إمارة أبوظبي، حيث تركوا المسروقات. وأوضح أن فريق العمل استكمل الإجراءات القانونية ونسق مع شرطة أبوظبي، التي قدمت التعاون والدعم اللازمين، وداهم منزل شقيقة المتهم، وألقي القبض عليهم جميعاً وعثر على كمية كبيرة من المسروقات في منزل الشقيقة، كما ضبطت السيارة التي استأجروها، وعثر بداخلها على حقيبة أنيقة تحوي أدوات تستخدم في السرقة وكسر أبواب المنازل، كما عثر على أغراض أخرى في غرفة الفندق التي استأجروها أثناء إقامتهم في الدولة. وأحالت شرطة دبي المتهمين إلى النيابة العامة، ومعهم الشقيقة وزوجها، اللذان كانا على علم بأن ما يخزن في منزلهما حصيلة سرقات نفذتها العصابة التي اعترف أفرادها بجميع الجرائم التي سجلتها الشرطة. الامارات اليوم