قالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إن الاقتصاد العالمي يحتاج بشكل عاجل إلى إصلاحات شاملة لتعزيز الإنتاجية وإزالة الحواجز التجارية حتى لا يواجه فترة جديدة من النمو البطيء والبطالة المرتفعة. وذكرت المنظمة في دراسة لعام 2014 أن جهود الإصلاح تباطأت بعد تداعيات الأزمة المالية العالمية وأصبح جانب كبير منها ينفذ بشكل تدريجي. ويعزز التقرير محاولات أستراليا لوضع جدول أعمال يركز على النمو في اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في مجموعة العشرين الذي تستضيفه سيدني. ويسعى وزير الخزانة الأسترالي جو هوكي من أجل إقرار معدل مستهدف للنمو العالمي يفوق المعدل الذي يتوقعه صندوق النقد الدولي حاليا لعام 2014 والذي يبلغ 3.7%. وقال بيير كارلو بادوان نائب الأمين العام وكبير الاقتصاديين في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومقرها باريس إن تباطؤ الإنتاجية على نطاق واسع منذ الأزمة قد ينذر ببداية فترة جديدة من النمو المنخفض. ضرائب الشركات وتعتزم استراليا التصدي للضغوط المحتملة من الدول الأوروبية بهدف فرض ضريبة وقواعد جديدة على المعاملات المالية في أعقاب الأزمة المالية العالمية. وقال هوكي: لا ينبغي أن يكون التركيز منصبا دوما على إضافة قواعد جديدة ويجب تنحية فكرة فرض مزيد من القواعد لصالح تحسين القواعد. وأضاف أنه سيدعم محاولات تعزيز قاعدة ممولي الضرائب من خلال ضمان عدم استغلال الشركات متعددة الجنسيات لأنظمة تحويل الأموال وغيرها من أجل التهرب من التزاماتها الضريبية. وأضاف أنه يأمل في التخلي عن الدعوة إلى مزيد من التدخل الحكومي في النظام المالي ومحاولة تقليل المخاطر. وأكد هوكي أن الشركات متعددة الجنسيات التي تنقل إيراداتها حول العالم للتهرب من التزاماتها الضريبية ستكون هدفا أساسيا في محادثات مجموعة العشرين. وأضاف هوكي أنه على مسؤولي مجموعة العشرين الاتفاق على مبدأ "المكان الذي تكسب فيه المال يجب أن تسدد فيه الضرائب" بالنسبة للشركات متعددة الجنسية. مخاوف أميركية وفي سياق متصل قال وزير الخزانة الأميركي جاك لو إن النمو العالمي مازال أقل من قوته الكامنة في حين أن البطالة مرتفعة بشكل مزمن، داعيا مجموعة العشرين إلى تبني سياسات من شأنها أن تدعم النمو الاقتصادي. وأبلغ لو مؤتمرا صحفيا أن المسألة الاخرى التي ستعطيها الولاياتالمتحدة أولوية في الاجتماع هي إصلاح الضرائب بما في ذلك تحقيق تقدم نحو تبادل فوري لمعلومات الضرائب بين الدول. وقال لو إن الصينواليابان وأوروبا بحاجة إلى التركيز على تعزيز الطلب المحلي ودعم النمو للمساعدة في إعادة التوازن إلى الاقتصاد العالمي. وأشار إلى أن الاصلاحات الاقتصادية في اليابان التي أطلقها رئيس الوزراء شينزو أبي حققت تقدما لكن مازالت هناك حاجة إلى المزيد من الاصلاحات. اتصال وثيق ومن جانبه حث وزير المالية الياباني تارو أسو الولاياتالمتحدة على الابقاء على اتصال وثيق مع الاسواق أثناء سيرها قدما في إنهاء برنامجها الضخم للتحفيز النقدي. ودعا أسو أيضا الاقتصادات الناشئة الى بذل "جهود للمساعدة الذاتية" لتنفيذ الاصلاحات الضرورية لحماية نفسها من أي تأثيرات ناتجة عن تقليص إجراءات التحفيز الأميركية. الأسواق الناشئة وقالت مسؤولة كبيرة في البنك المركزي الروسي إن اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في مجموعة العشرين يجب أن يناقش تداعيات خفض التحفيز النقدي الأميركي على الأسواق الناشئة. وقالت كسينيا يودايفا النائبة الأولى لمحافظ البنك المركزي الروسي في مؤتمر في سيدني إنه لا بد من التعاون بين البنوك المركزية العالمية لاستعادة استقرار الأسواق. وقالت يودايفا:إحدى المسائل التي أرى أن على وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية مناقشتها وعلى مدى العام هي وضع الأسواق الناشئة وتأثرها بخفض التحفيز الأميركي. وفي وقت سابق حذر البنك المركزي الروسي من أن المستثمرين سيبتعدون عن الأسواق الناشئة على الأرجح مع قيام البنك المركزي الأميركي بسحب التحفيز النقدي. وسيؤدي ذلك إلى توقف الأموال التي كانت تتدفق على الاقتصادات النامية. وتضم مجموعة العشرين أكبر الاقتصادات الصاعدة والمتقدمة في العالم وهي الأرجنتينوأستراليا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والمكسيك وروسيا والسعودية وجنوب إفريقيا وتركيا وبريطانيا والولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. البيان الاماراتية