شهدت الأوضاع في أوكرانيا أمس تطورات دراماتيكية وضعت البلاد على أعتاب هاوية جديدة، فقد صوت البرلمان على إقالة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، وقرر إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في مايو/ أيار المقبل، وأمر بالإفراج عن زعيمة المعارضة يوليا تيموشينكو، وعين وزيراً جديداً للداخلية، وانتخب رئيساً جديداً للبرلمان عقب استقالة رئيس المجلس فلاديمير ريباك ونائبه ايغور كاليتينك . وأعلن الجيش أنه لن يشارك في النزاع السياسي، وأعلنت الشرطة وقوفها إلى جانب الشعب ومشاطرته تطلعاته نحو تغييرات سريعة . وأعلن يانوكوفيتش رفضه الإقالة أو الاستقالة واتهم قادة المعارضة بأنهم "رجال عصابات" واعتبر ما يحدث "انقلاباً"، وندد بالاعتداءات التي تعرض لها رئيس البرلمان المستقيل ريباك وأحد النواب من حزب الأقاليم الحاكم . وتعهد يانوكوفيتش بعدم مغادرة البلاد بعد أن أشاعت المعارضة أنه حاول الهرب إلى روسيا . ونددت وزارة الخارجية الروسية بمواقف المعارضة الأوكرانية بعد نقضها الاتفاق الذي وقعه قادتها الثلاثة مع الرئيس يانوكوفيتش الجمعة . وحذرت من أي تهديد لسيادة أوكرانيا واعتبرت أن قادة المعارضة يخضعون "للمتطرفين المسلحين واللصوص" الذين تشكل أعمالهم تهديداً مباشراً للسيادة والنظام الدستوري في أوكرانيا . واتصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظرائه الأوروبيين الثلاثة الألماني فرانك فالتر شتانيماير والفرنسي لوران فابيوس والبولندي رادوسلاف سيكورسكي باعتبارهم رعاة اتفاق الجمعة ومن الموقعين عليه، وأعرب عن قلقه العميق إزاء عجزهم عن تنفيذ التزاماتهم، ودعا الوزراء الثلاثة إلى استخدام نفوذهم على المعارضة للحصول على تطبيق سريع للاتفاق . وأكد شتاينماير وفابيوس في بيانين منفصلين ضرورة احترام الحكومة والمعارضة للاتفاق . بيد أن وزير الخارجية البريطاني اعتبر ما يحدث في أوكرانيا "تطورات استثنائية" تستحق الترحيب . ورحب رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز بحرارة بإطلاق سراح زعيمة المعارضة الأوكرانية المسجونة يوليا تيموشينكو بقرار من البرلمان، وقال إن "هذه لحظة تاريخية بالنسبة لأوكرانيا وأوروبا" . وشدد على أن التغيير قادم إلى أوكرانيا . إلى جانب ذلك شكك المسؤولون السياسيون من مناطق عدة مؤيدة لروسيا في شرق أوكرانيا وجنوبها بشرعية البرلمان واعتبروا أنه يعمل تحت تهديد السلاح، ما يشكك في شرعية ومشروعية وصدق نية ما يصدر عنه . الخليج الامارتية