فيما يواصل ابراهيم محلب مشاوراته لتشكيل حكومته الجديدة، يواجه الكثير من الأزمات في اختيار أعضائها، لاسيما بعد خروج الكثير من الإحتجاجات ضد بعض المرشحين، خاصة في أوساط المثقفين، والعمال والجامعات، ما اضطره للتراجع عن بعض ترشيحاته، نزولاً عند رغبة المحتجين. صبري عبد الحفيظ من القاهرة: شارف رئيس الحكومة المكلف إبراهيم محلب على الإنتهاء من تشكيل حكومته الجديدة، وبات من الواضح أنها سوف تضم نحو 17 وزيراً من حكومة حازم الببلاوي المستقيلة، مع استبعاد كافة الشخصيات المنتمية إلى جبهة الإنقاذ الوطني التي قادت ثورة 30 يونيو ضد نظام حكم محمد مرسي. وضمنت الشخصيات التالية الإستمرار في مناصبها بالتشكيل الجديد للحكومة، وهم: عبد الفتاح السيسي النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الدفاع محمد إبراهيم وزير الداخلية نبيل فهمي وزير الخارجية درية شرف الدين، وزيرة الإعلام أشرف العربي وزير التخطيط والتعاون الدولي محمد مختار جمعة وزير الأوقاف هشام زعزوع وزير السياحة عادل لبيب وزير التنمية المحلية والإدارية محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة شريف إسماعيل وزير البترول محمد إبراهيم وزير الآثار منير فخري عبد النور، وزير الإستثمار والتجارة الخارجية عاطف حلمي وزير الاتصالات أمين المهدى وزير العدالة الانتقالية ومجلس النواب أيمن فريد أبو حديد وزير الزراعة ليلى اسكندر، وزيرة شؤون البيئة معارضة للوزراء ويواجه المرشحون الجدد لحمل حقائب وزارية، معارضة شديدة من العاملين في بعض الوزارات، ومنهم: ناهد العشري، وزيرة القوى العاملة والهجرة، التي تواجه معارضة شديدة من العمال، لاسيما أنها اتخذت مواقف متشددة ضد حقوقهم في السابق، عندما كانت وكيلة للوزارة، حيث تؤخد عليها عبارتها الشهيرة، التي كانت ترد بها على الإحتجاجات العمالية، وهي: "اخبطوا دماغكم في الحيط". وطالبت منظمات وجمعيات عمالية محلب بإلغاء ترشيح العشري، كما أعلنت جمعية الدفاع عن عمال مصر رفضها لترشيحها لمنصب وزير القوى العاملة في الحكومة الجديدة، وقالت في بيان لها: إن ناهد العشري، "تدعم فصل العمال تعسفيًا وتتضامن مع رجال الأعمال وضد عودة العمال لأعمالهم، حتى لو صدرت أحكام قضائية لصالحهم". الثقافة ويواجه محلب أزمة شديدة في اختيار وزير للثقافة، لاسيما بعد إعلان المثقفين رفضهم لإستمرار الدكتور صابر عرب، في منصبه، كما أدت إحتجاجاتهم إلى إلغاء ترشيح الدكتور أسامة الغزالي حرب للمنصب. ورفض الممثل محمد صبحي، قبول المنصب نفسه، معلناً أنه يمكنه خدمة الوطن من خلال عمله، وليس من خلال منصب وزير الثقافة. ويعتبر الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة للكتاب، المرشح الأكثر قبولاً لدى المثقفين لشغل المنصب. التعليم العالي وتعرض محلب لإنتقادات شديدة بشأن ترشيح الدكتور أشرف منصور لشغل منصب وزير التعليم العالي، لاسيما أنه غريب عن الساحة الجامعية الرسمية، ويعتبر أحد رموز الجامعات الخاصة، وطالبوا بترشيح أحد الأساتذة الجامعيين، ممن لديهم دراية بالتعليم الجامعي ومشاكل الأساتذة والطلاب. واضطر محلب للرضوخ إلى ضغوط الأكاديميين، والبحث عن مرشح آخر لشغل المنصب. وقالت حركة "31 مارس": "ما ندركه جيداً أنه منذ ما قبل الثورتين، لم يحدث أي سعي لإصلاح التعليم، بل مجرد استمرار للسياسات السابقة على الثورات من سيطرة رجال الأعمال، على الوزارة، وتعيين وزراء كل مؤهلاتهم أنهم لا يعلمون عن مشكلات الجامعات الحكومية شيئاً، ويسعون لتقليد الغرب بشكل أعمى، دون تطويع يناسب المجتمع المصري، ودون النظر إلى اختلاف الإمكانيات، ويروجون لمقولة كاذبة، هي أن التعليم العالي في الغرب كله بمصروفات وليس مجانيًا". في اشارة إلى اشرف منصور المرشح لمنصب وزير التعليم العالي. الصناعة والنقل والعدل ويعتبر الدكتور إبراهيم العشماوي، الأوفر حظاً لشغل منصب وزير الصناعة، خاصة بعد اعتذار المهندس أحمد فكري، عن قبول المنصب، والتقى محلب بالمهندس أسامة عقيل، المرشح لشغل منصب وزير النقل. ولم يستقر محلب بشكل نهائي على المرشح لشغل منصب وزير العدل، لاسيما بعد اعتذار المستشار محفوظ صابر، بسبب ضغوط من القضاة أيضاً، إلا أن حظوظ المستشار عزت خميس هي الأوفر. قرار نهائي فيما استقر الرأي لدى محلب على اختيار عدد من الوزراء الجديد، وهم: مصطفى مدبولي، وزيراً للإسكان، وهو المنصب الذي كان محلب نفسه يشغله في حكومة حازم الببلاوي. حسام كمال، وزيراً للطيران. غادة والي، وزيرة للتضامن الإجتماعي. خالد حنفي، وزيراً للتموين. إبراهيم يونس وزيراً للإنتاج الحربي. محمد شاكر وزيراً للكهرباء. وخرج من التشكيل الجديد للحكومة، الوزراء المنتمون إلى أحزاب سياسية، وقيادات جبهة الإنقاذ الوطني التي قادت ثورة 30 يونيو حتى الإطاحة بنظام حكم الإخوان، وهم: حسام عيسى، وزير التعليم العالي. كمال أبو عيطة، وزير القوى العاملة والهجرة. أحمد البرعي وزير التضامن الإجتماعي. زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء للشؤون الإقتصادية، ووزير التعاون الدولي، والذي قدم استقالته قبل استقالة الحكومة بفترة. ولم يستمر سوى منير فخري عبد النور، وزير الاستثمار، الذي يمثل حزب الوفد، وليس جبهة الإنقاذ. لا وجوه شابية كما خلا التشكيل الوزاري الجديد من الوجوه الشبابية، ولم يحظَ شباب ثورتي 25 يناير أو 30 يونيو بأي تواجد رسمي في الحكومة، باستثناء خالد تليمة، نائب وزير الشباب، والذي يكتنف الغموض موقفه، لاسيما بعد دمج وزارتي الشباب والرياضة معاً. وكالعادة، خرجت المرأة بخفي حنين، ولم تحظَ إلا بمنصبين فقط، وهما وزيرة شؤون البيئة ليلى اسكندر، وناهد العشري، وزيرة القوى العاملة والهجرة، فيما خرجت الدكتورة مها الرباط، وزيرة الصحة من التشكيل الجديد. ايلاف