عصام أبو القاسم (الشارقة)- في المعارض الثلاثة المقامة حالياً بمؤسسة الشارقة للفنون، وهي للفنانين الإماراتي عبدالله السعدي والسعودي أحمد ماطر والداغستاني الراحل إدوارد بوتربروت، قدر واسع من الخيارات الفنية متعددة الأشكال والألوان والأساليب ولكنها تبدو، على اختلافها وتنوعها، مشتركة في محاولتها استعادة الملامح الهاربة للمكان ويمكن للمرء أن يقرأ في الأعمال مجتمعة عودة إلى الماضي، بيد أن هذه العودة لا تبدو مثل انكفاء أو استغناء عن الحاضر وهي لا تضمر أو تصرّح بنقد تجاه الراهن، كما أنها تسكت عن مجابهة ما كان، لتحلق في سيولة دلالية يصعب الإمساك بها. وقد شغلت المعارض الثلاثة التي تستمر حتى الثاني والعشرين من مايو المقبل، مساحة واسعة من المباني الفنية وتوزعت على صالاتها المتعددة المصممة في أشكال هندسية حديثة لكن متناغمة مع الطابع المعماري المحلي العريق للمنطقة التراثية، وفي أولى الصالات تطالعنا أعمال الفنان السعودي أحمد ماطر والموسوم ب «العثور على 100 قطعة»، ثم معرض الفنان الداغستاني الراحل إدوارد بوتربروت وجاء تحت عنوان «بين مشرقي ومغربي»، ثم المعرض الثالث والمعنون ب «الطوبي» للفنان الإماراتي عبدالله السعدي. إذن، المعارض الثلاثة عكست تعدداً كبيراً في الأشكال والخيارات والشواغل الفنية لدى مبدعيها الثلاثة، ولكن ثمة مسحة تاريخية لا يمكن إغفالها وهي تتجلى ليس فقط في مضامين الأعمال، ولكن حتى في موادها وما توسطت به من أقمشة وأحجار وأطر وغير ذلك. « بين مشرقي ومغربي» في معرض بوتربروت نجدنا أمام جملة من الحلول الفنية التي تعتمد اللون والرسم والتشكيل على خامات متباينة، وفي مجملها تغطي مرحلة امتدت لعقدين من زمان الفنان الذي رحل عام 1993. يمكن اعتبار هذا المعرض أرشيفاً يضم أعمال الفنان الداغستاني في معظمها والتي تنوعت في توجهاتها وأساليبها تبعاً لتواريخ إنجازها. «الطوبي» ... المزيد الاتحاد الاماراتية