GMT 0:00 2014 الإثنين 3 مارس GMT 0:11 2014 الإثنين 3 مارس :آخر تحديث نايلة تويني أمدَّ الله بعمر البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي لم يرض في ظل الحمأة السياسية ان يزحف الثوار انذاك الى قصر بعبدا لاسقاط الرئيس اميل لحود. أراد دوماً حفظ مقام رئاسة الجمهورية من كل أذى وضرر قد يصيبانه فيما لو أسقط الرئيس بالقوة، وخلع عن كرسيه، فتصير الحادثة سابقة يمكن الركون اليها في كل مرة. هكذا تم الحفاظ على الموقع الاول للمسيحيين بعدما أفرغ من سلطته الحقيقية بالرعاية السورية التي تدرك تماما ان قيم الحرية أقوى من الوصاية، وهي متأصلة وتنتظر الفرصة المناسبة للانقضاض على الظلم والاستعباد. لكن الوصاية لم تغب على رغم انسحاب الجيش السوري من لبنان، فاذا بأطراف الداخل يسعون أكثر من ذي قبل، الى اخضاع الرئاسة الاولى لكل أنواع الشروط، وللسيطرة على المؤسسات الامنية أو اختراقها في الحد الاقصى، واتهام من لا يمضي في هذا الخط بالعمالة. وأخيراً سمعنا خطابا غير مسبوق في تاريخ الحياة السياسية اللبنانية، وفي واقع التوازنات القائم يهين رئيس البلاد وفيه: "مع احترامنا الأكيد لمقام رئاسة الجمهورية وما يمثل فإن الخطاب الذي سمعناه يجعلنا نعتقد ان قصر بعبدا بات يحتاج في ما تبقى من العهد الحالي، إلى عناية خاصة لأن ساكنه أصبح لا يميز بين الذهب والخشب". وهنا السؤال عن التمييز الحقيقي بين الذهب والخشب، بين منطق الدولة واللادولة، بين الخضوع للمؤسسات الرسمية والخروج عليها، بين احترام عدم التدخل في دول أخرى والتورط في الصراع السوري، بين مساعدة القوى الامنية والتمييز في ما بينها ومحاربة البعض منها، بين الخضوع للاحكام القضائية وعدم تسليم المتهمين. بعد هذا والكثير غيره، هل يسأل سيد بعبدا ويحاسب على مطالبته بالتزام الدستور والقوانين، وبمطالبته بتنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني، وتنفيذ اعلان بعبدا؟ هل يراد للرئيس ان يتحول ملعقة خشب يحركها الآخرون، واداة ترضخ للضغوط والتهديد والتهويل فتنفذ ما يريده البعض أو يصير عرضة للتهم والتخوين؟ قصر بعبدا لا يحتاج الى رعاية، بل يحتاج ساكنه الى أكبر تكريم، لانه ارتضى ان يكون رئيساً، ورفض التمديد لنفسه قبل ان يلوثه الآخرون بربط مواقفه بعدم التمديد له، لان هؤلاء يعلمون جيداً ان انتخابه لم يكن بأمر منهم انما نتيجة توافق دولي، أو بقرار خارجي، تماما كما ولادة الحكومة الحالية، تماما كما تورطهم في حروب الآخرين أو قرارهم بالانسحاب منها يوماً. ايلاف