د. سلطان عبد العزيز العنقري منذ انهيار الاتحاد السوفيتي،والبعض من الجمهوريات الروسية،التي استقلت بعد ذلك الانهيار،تعيش حالة من عدم الاستقرار السياسي،وجمهورية جورجيا مثالٌ، وجمهورية الشيشان مثال آخر،والآن جمهورية أوكرانيا.ولو تتبعنا عدم الاستقرار السياسي في تلك الجمهوريات الثلاث باستثناء جمهورية الشيشان،التي لم تنل استقلالها من روسيا حتى الآن،لوجدنا أن السبب يعود إلى شخص واحد مازال يعيش عالمه الاستخباراتي عندما كان مديراً للإستخبارات الروسيةال كي . جي. بي.وهو "فلاديمير بوتين"،الذي يحتال في التناوب على السلطة بينه وبين دميتري مدفيديف؟! فبوتين يستنفد سنواته في السلطة كرئيس ثم يأتي بدميتري مدفيديف ليصبح رئيساً صورياً،وهو يصبح رئيساً للوزراء!! ثم بعد ذلك يفوّز نفسه بالانتخابات،بعد مضي الفترة التي يحق له في أن يرشح نفسه للرئاسة،ويصبح رئيساً ودميتري مدفيديف يصبح رئيساً للوزراء؟! إنه الضحك على الذقون،ولكن هذا ليس بمستغرب طالما أنه كان يقود جهاز إستخبارات عالمياً،كان في وقت من الأوقات،الند للند لل سي.آي .إي الأمريكية.. فهو وظف ومازال يوظف عقليته الاستخباراتية في الاستحواذ على السلطة بأي شكل من الأشكال،وقمع كل من يعارضه والتخلص منهم ممن يبحثون عن الديمقراطية وحقوق الإنسان المهدرة في روسيا. فلاديمير بوتين،مرة أخرى،وظف ذكاءه الإستخباراتي ووجد أنه من أفضل السبل للاحتفاظ بالسلطة،وإشغال معارضيه،هو التدخل في شؤون الغير،وبخاصة من هم ملاصقون له(next door) من الجمهوريات المستقلة حتى يسحب الاحتقان الشعبي ضده في الداخل،ويصدّر أزمته الداخلية واستحواذه على الحكم إلى الخارج.وهذه الطريقة الفاشلة في أسلوب الحكم والاحتفاظ بالسلطة عمرها قصير جداً،فقد تنجح على المدى القصير ولكن على المدى البعيد سوف يخسر وسوف يحاكم مثل غيره من الدكتاتوريين الفاشيين الذين لا يقيمون لشعوبهم وزناً.روسيا اليوم بنظام حكمها لا تختلف أبداً عن بعض أنظمة الحكم في دول العالم الثالث بل أسوأ فهي لا تختلف عن أنظمة الحكم في كل من الصين وكوريا الشمالية وإيرانوالعراقوسوريا وغيرها من الأنظمة الديكتاتورية.بوتين بتدخلاته السافرة في أوكرانيا،ودعمه لرئيس دكتاتوري سحق المتظاهرين من مواطنيه بقوات شغب كله من أجل إرضائه هو شخصياً،وجعل أوكرانيا حكومة وشعبا تدور في فلك بوتين وروسيا.فهو بالفعل يطبق الطريقة الإيرانية،في جعل الجمهوريات المستقلة تدور في فلكه،والتي نجحت في جعل العراقوسوريا ولبنان كدول عربية تدور في فلك دولة فارسية باسم المذهبية البغيضة؟! المجلس الاتحادي الروسي-وهذا متوقع-أعطى الضوء الأخضرلبوتين للتدخل عسكرياً في أوكرانيا؟!فالمجلس الإتحادي الروسي معروف عنه أنه لا يهش ولا ينش لأنه تحت إمرة بوتين،والويل لمن يعارضه؟ّ! يأتي التدخل العسكري الروسي ،في أوكرانيا،في عصر انتهت فيه الإحتلالات العسكرية للدول،كنزاع مصالح بين الغرب وروسيا،والضحية دائماً هي الشعوب المغلوب على أمرها التي يتحكم فيها نفر قليل.فالغرب يريد أن يضع له موقع قدم قرب روسيا وذلك بإنضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي والمجتمع الغربي وسلخه من مجتمع كان إلى الأمس القريب يدور في فلك الشيوعية،والتي يحاول بوتين إرجاع تلك الجمهورية المتمردة عليه إلى بيت الطاعة الروسية هي وبقية الجمهوريات لكي يستمر حاكماً أبدياً لشبه إتحاد سوفيتي كونفدرالي؟! كسلفه ممن مكثوا في السلطة لعقود طويلة أيام الإتحاد السوفيتي.بوتين نشبهه بسمكة الماء التي لا تستطيع العيش بدونه ونقصد به النظام الشيوعي الذي يريد بوتين إستعادة أمجاده.فتدخل بوتين في سوريا يحقق له هدفين:الأول هو إيهام مواطنيه داخل روسيا أن بوتين يريد الإبقاء على روسيا كدولة عظمى وأنه مازال لها الشأن،فهو يراهن على هذه الورقة الرابحة.الأمر الثاني،وهو الغائب عن الكثيرين،ومرتبط بالأول إرتباطاً مباشراً،ألا وهو الإنتقام من القاعدة التي خدمت الغرب،وساهمت بشكل مباشر بالإطاحة بدولة عظمى بحجم الاتحاد السوفيتي،فاستعان بها وجلب تنظيم القاعدة إلى العراقوسوريا ولبنان بمسمياتها المختلفة بدعم كبير من إيران بالطبع،من داعش،وجبهة النصرة،والدولة الإسلامية في العراق وغيرها من المسميات الإرهابية،والتي تخرج علينا كل يوم بمسمياتها المختلفة،لكي يدمر بها العرب ومن والاهم.وبذلك نقل المنظمات الإرهابية من جواره،وأنشبها في حلوق العرب حتى تعيش البلدان العربية في فوضى وفلتان أمني وعدم إستقرار نكاية بما حصل للاتحاد السوفيتي من انهيار! بل إنه طبق ما كانت تقوم به الإستخبارات الغربية من دعم للتنظيمات الإرهابية بالأسلحة والعتاد حتى تقوم بتدمير عالمنا العربي بالوكالة عنه،مستغلا بذلك التجنيد لصغار السن،من قبل الجهلة ممن يسمون أنفسهم بمشايخ الجهاد،الذين يحثون الشباب على الجهاد في سبيل الشيطان الأكبر روسيا من أجل الظفر بالجنة وحور العين؟!والحث على جمع التبرعات لهم من أجل جعل عالمنا العربي يعيش في فوضى وعدم إستقرار،وإرجاعه إلى عصور التخلف والجهل والتناحر مستغلا بوتين المذهبية البغيضة وذلك بتغذية كل مذهب من أجل الإنتقام من عالمنا العربي بأكمله. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (29) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain صحيفة المدينة