يأتي معرض الرياض الدولي في دورته الحالية متخذًا من مسيرة عطائه المتواصل من دورة إلى أخرى مقوّمات كبرى للنجاح والتي جعلته من أبرز معارض الكتاب العربي على مستوى المعارض الدولية العربية كافة، إذ أصبح يمثل أقوى معرض من حيث عدد الزوار والقوة الشرائية، التي تعكس العديد من المؤشرات الإيجابية لتميّزه عن نظرائه من المعارض الأخرى، الأمر الذي يجعل من المعرض محط أنظار القارئ، والناشر، والمؤلف، ودُور النشر المحلية والخارجية على حد سواء. وتُعدُّ الرعاية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تاج فخر يرتديها المعرض امتدادًا لرعاية ودعم قيادتنا الرشيدة للحركة الثقافية والحضارية في بلادنا، والتي تنطلق من الاهتمام بالكتاب والاحتفاء بالكاتب وتكريم العلم والعلماء في مختلف مجالات المعرفة العصرية، الأمر الذي يجعل من نجاح هذا المحفل الوطني شاهدًا عربيًّا دوليًّا على الصورة الثقافية المشرقة وللمشهد الحضاري الذي أصبحت بلادنا تعيشه على خارطة المشهد الثقافي عربيًّا ودوليًّا. وتحل مملكة إسبانيا ضيف الشرف على معرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام، حيث يُعدُّ أحد أكبر المهرجانات الثقافية، ومنبرًا للحوار بين المفكرين والكتاب والجمهور. وتحرص وزارة الثقافة والإعلام أن تخرج هذه التظاهرة الوطنية في حلة ثقافية جديدة ومتجدّدة، وذلك من خلال ما تجسّده اهتمامات الوزارة في كل دورة من دورات المعرض على التطوير المتواصل لهذه المناسبة الثقافية الوطنية على عدة مستويات، حيث حظيت مراحلها الإعدادية باهتمام ومتابعة وزير الثقافة والإعلام، ونائبه، ووكيل الوزارة للشؤون الثقافية المشرف العام على المعرض، الأمر الذي تجسّد فيما أعلنت عنه وكالة الوزارة من إضافات نوعية تواكب هذا المحفل الدولي، والتي جاء منها تسليم جائزة وزارة الثقافة والإعلام للمؤلف السعودي، والتي تكرّم من خلالها المؤلف والناشر والكتاب على حد سواء ماديًّا ومعنويًّا خلال حفل الافتتاح. وكان وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة قد قام مساء أمس الأول بجولة تفقدية لمعرض الرياض الدولي للكتاب، يرافقه نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر، ووكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، حيث اطلع خلالها على الاستعدادات النهائية للمعرض الذي ينطلق بمركز المعارض الدولية بالرياض. وتجول وزير الثقافة والإعلام في أروقة المعرض واطلع على تجهيزاته، واستمع إلى شرح عن سير العمل من مدير المعرض الدكتور صالح الغامدي، ومساعد مدير المعرض عبدالله الكناني، كما اطلع على أماكن إقامة المحاضرات وورش العمل التي ستقام بالتزامن مع المعرض طوال الفعاليات. وعبّر وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة عن فخر وزارة الثقافة والإعلام بتنظيم هذا المعرض الدولي كل عام في مدينة الرياض، وقال: معرض الرياض الدولي للكتاب أصبح الآن أهم معرض على الإطلاق في العالم العربي كله، وهذا شيء نفتخر به تمامًا، ويجب أن تفتخروا به، وكل الإعلاميين يجب أن يفتخروا به، وكل المثقفين، يجب أن يفتخروا بهذا المعرض، وكما ترون المعرض من نجاح إلى نجاح والحمد لله، وكل عام بحمد الله يتطوّر هذا المعرض. وأشار إلى أن القائمين يطورّون المعرض كل عام، ويكتشفون شيئًا جديدًا، ويحاولون التوصل إلى أفضل شيء، وقال الدكتور خوجة: لا شك أن عمل الإنسان مهما كان، قد يكون فيه بعض النقص، أو الخطأ لكن يتم تداركه. وأضاف: بعون الله سيستمر معرض الرياض الدولي للكتاب في أن يكون أحسن معرض.. هذا تحدّينا، وبعون الله تعالى سيكون أحسن معرض على الإطلاق. من جانبه، أوضح وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب الدكتور ناصر الحجيلان خلال المؤتمر صحفي الذي عقده يوم السبت الماضي، أنه يشارك في هذه الدورة من معرض الكتاب أكثر من 900 دار نشر ووكيل، وهيئات، ومؤسسات حكومية وأهلية بالإضافة للجهات الخيرية من حوالى 31 دولة عربية وأجنبية انطبقت عليهم المعايير والشروط اللازمة من أصل 1249 دارًا تقدمت بطلب المشاركة في المعرض. وأبان الدكتور الحجيلان عن مساحة المعرض لهذا العام التي تبلغ 18 ألفًا و526 مترًا مكعبًا، ويشارك في تجهيزه أكثر من 3500 موظف ومهندس تقني وفني وعامل من داخل الوزارة وخارجها، موضحًا أن المعرض يتكوّن من خمس قاعات رئيسة تتوزّع على أجنحته المختلفة، فيما يبلغ عدد اللجان العاملة في الإشراف على المعرض 14 لجنة رئيسة تنبثق عنها 26 لجنة فرعية وتنفيذية. وأكد الحجيلان أن المعرض يقدم عددًا من الخدمات الجديدة ومنها أجهزة للاستعلام يعمل من خلالها أربعون موظفًا، حيث بلغ عدد الأجهزة 25 جهازًا، مفيدًا أن مملكة إسبانيا هي ضيف الشرف لهذا العام، حيث ستشارك من خلال البرنامج الثقافي بعدد من الفعاليات ومنها: «العلاقات السعودية الإسبانية»، و»المخطوطات العربية في إسبانيا»، و»الأدب العربي المترجم للإسبانية». يذكر أن معرض الرياض الدولي للكتاب سيفتح أبوابه في مركز معارض الرياض الدولي شمال مدينة الرياض -طريق الملك عبدالله- من الساعة العاشرة صباحًا وحتى الحادية عشرة مساءً، بدءًا من اليوم الأربعاء إلى يوم الجمعة الموافق 13/ 5/ 1435ه، فيما حُددت زيارة المدارس من 10 صباحًا إلى 12 ظهرًا للطلاب أيام الأحد والثلاثاء والخميس، وللطالبات أيام الاثنين والأربعاء. 10 فائزين بجائزة الكتاب، والجوائز مليونا ريال أعلن وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة مساء أمس الأول أسماء الفائزين بجائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب لهذا العام 1435 ه، وذلك بمركز المعارض الدولية بالرياض. وجاءت أسماء الفائزين على النحو التالي: * عايض بن علي التركي عن كتابه: «موسوعة جدة.. بوابة الحرمين الشريفين». * الدكتور يحيى بن محمد أبو الخير عن كتابه: «دراسات في نظرية المعرفة.. المنهجة والتنظير والنمذجة في الجغرافيا». * الدكتور علي بن محمد السحيباني عن كتابه: «الحشرات الناقلة لمسببات الأمراض النباتية». * محمد بن ناصر العبودي عن كتابه: «معجم الملابس في المأثور الشعبي». * محمد بن عبدالله العثيم عن كتابه: «طقس النص المسرحي». * عبدالعزيز بن محمد العيسى عن كتابه: «أرشيف مملكة الحجاز وسلطنة نجد وملحقاتها». * الدكتور ناصر بن محمد الغامدي عن كتابه: «المدخل لدراسة الفقه الإسلامي.. تاريخه وأدواره، ومذاهبه ومدارسه، وأدلته وعلومه، وأبرز أعلامه ومصادره». * الدكتور عالي بن سرحان القرشي عن كتابه: «تحولات الرواية في المملكة العربية السعودية». * الدكتورة هنية بنت محمود مرزا، وهند بنت مصطفى إدريس عن كتابهما: «أبجديات الإعاقة الخفية- اضطرابات التناسق الحسي.. المفاهيم، الأنواع، المظاهر، إستراتيجيات التدخل التربوي العلاجي». محمد بن إبراهيم يعقوب عن كتابه: «الأمر ليس كما تظن». وهنأ وزير الثقافة والإعلام الفائزين، متمنيًا لهم التوفيق والسداد. وأوضح وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية رئيس لجنة الجائزة الدكتور ناصر الحجيلان أن وزير الثقافة والإعلام سيقوم بتسليم الفائزين العشرة جوائزهم خلال حفل افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب بعد أن حققت كتبهم أعلى نسب المعايير العلمية والتحكيمية التي أهلتهم للفوز بجدارة واستحقاق. وأبان الحجيلان أن المؤلفات الفائزة هي حصيلة لأكثر من 300 كتاب، ألّفها السعوديون في مجالات الفكر والفلسفة والفنون واللغة والأدب والاقتصاد والإدارة والعلوم الاجتماعية والتربوية والنفسية، إضافة إلى العلوم التطبيقية، وتم فرزها من قبل فاحصين ومحكّمين متخصصين لتطبيق المعايير العلمية للاختيار وتصفيتها على عدة مراحل، مشيرًا إلى أن اللجان العلمية بدأت أعمالها منذ أكثر من ستة أشهر، واستمرت في العمل للفرز والفحص والتقييم حتى أنهت أعمالها نهاية الأسبوع الماضي بترشيح الكتب الفائزة. وأوضح الحجيلان أن مجموع قيمة الجوائز مليونا ريال، لكل كتاب 200 ألف ريال، منها 100 ألف للمؤلف، و100 ألف شراء للكتاب. المزيد من الصور : صحيفة المدينة