الدوحة الراية: لخص فريق الإغاثة بعيد الخيرية مشاهداته لمعاناة للاجئين السوريين في عدد من القرى والمدن بالداخل السوري بأنه بمثابة طفولة معذبة، وجرحى يئنون، ومرضى يبحثون عن علاج، ومشردون لا يجدون ما ينفقون، ورغم ذلك يتسرب الأمل إلى نفوسهم، رغم صدمات التشريد والقتل والبراميل المتفجرة. وتفقد الوفد أحوال الأسر وزيارة الجرحى والمصابين الذين تعج بهم المشافي الميدانية والنقاط الطبية في مختلف محافظات الداخل السوري، حيث وقف على حالات المرضى والجرحى ممن بترت أطرافهم وتعرضت أجسادهم للإصابات أو فقدان البصر، كما زاروا ذوي الاحتياجات الخاصة ووقفوا على ما يعانونه من نقص الخدمات الطبية والرعاية الصحية. فقر ومعاناة وزار وفد عيد الخيرية الأسر للتعرف على أحوالها والوقوف على حجم المعاناة ومدى حاجة كل منها، ووزعوا سلات غذائية على الأسر الفقيرة المقيمة في خيام وكرفانات بسيطة على الحدود التركية السورية في قرية البلانة. طفولة معذبة كما قام الوفد بزيارة مدرسة تضم الأطفال السوريين النازحين بالقرية وهي مدرسة صغيرة تتكون من ثلاثة كرفانات صغيرة ويتعلم بها حوالي 150 طالبًا في المرحلة الدراسية الابتدائية، وتم توزيع الأدوات المدرسية والقرطاسية على الطلاب، بالإضافة إلى الأحذية حيث يعاني أغلب الطلاب من عدم توفرها، نظرًا للأوضاع المعيشية الصعبة التي يعشها السوريون في قرية البلانة. أطفال مشردون وتلمس وفد عيد الخيرية حاجات السوريين الذين يعيشون في القرية منذ سنة تقريبا كانت بعضها سكنا للبهائم والحيوانات، وبعضهم يعيشون في الخيام القديمة، وأفضلهم حالا من يعيشون في كرفانات قديمة وبسيطة، وتفقد الوفد ذوي الاحتياجات الخاصة بالقرية ووزعوا الكراسي على المعاقين. حالة إنسانية ووقف الوفد على حالة طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات، تعرضت لمشاهدة البراميل المتفجرة بالقرب من بيتها وما نتج عنها من دمار وهلاك على البيوت والمنطقة التي سقطت عليها، فأصيبت الطفلة بصدمة عصبية كبيرة في لحظتها، وتطورت خطورة حالتها بشكل سريع ففي اليوم التالي فوجئ أهلها بأنها لا تتكلم، وفي اليوم الثالث توقفت أطرافها عن الحركة، ثم توقفت جميع أعضائها عن الحركة إلا رأسها فقط، وتم عرضها على الأطباء بالمشافي الميدانية، وبعد الفحوصات الطبية أكد الأطباء أن الطفلة تعاني من صدمة نفسية صعبة، وتحتاج إلى العناية والرعاية. وأكد رئيس الوفد مدير إدارة المشاريع بعيد الخيرية أن المشاريع الإنسانية ومشاريع الرعاية الصحية التي تنفذها المؤسسة للاجئين والنازحين السوريين تساهم بشكل رئيسي في التخفيف من حجم الكارثة الإنسانية وتنقذ حياة آلاف الأسر، خاصة وأن هناك بعض المستشفيات لا تستقبل الجرحى السوريين لعدم قدرتها على توفير الرعاية اللازمة لهذا العدد الكبير من الجرحى والمصابين أو توفير الأدوية والعلاجات اللازمة والأشعة والفحوصات وغيرها، فضلا عن ضعف الإمكانات لإجراء العمليات الجراحية وعمليات الولادة وغسيل الكلى وتوفير الأدوية المهمة لعلاج الحالات المرضية المزمنة، إضافة إلى ظهور حالات مرضية وتفاقم حالاتها مع طول فترة النزوح وسوء الأوضاع المعيشية والبيئية. وأضاف لقد ساهمت مشروعات عيد الصحية في تغطية الأعباء الصحية عن النازحين، وسد العجز القائم في المستشفيات ومراكز العلاج. حاجات ومشاكل كثيرة وأشار الهاجري أن مشاريع إغاثة النازحين السوريين جاءت متواصلة وبشكل مستمر منذ الأزمة الإنسانية السورية، والتي نتج عنها ظهور حاجات ومشاكل كثيرة ومعقدة للنازحين واللاجئين أهمها عدم توفير الغذاء الضروري والأدوية والأغطية والفرش وغذاء الأطفال من الحليب وكذا الحفاظات والملابس التي تقيهم تقلبات الطقس، فضلا عن مشكلة الاختلاط بين النازحين من الرجال والنساء وعدم تأمين فرص عمل وإن وجدت فبأجر ضعيف لا يكفي إلا لجزء بسيط من حاجات بعض الأسر، كما أن كثيرًا من الأسر الكبيرة التي يزيد عدد أفرادها على 5 أشخاص يعيشون في غرفة واحدة غير مؤثثة ولا تتوفر بها الحاجات الضرورية للمعيشة، وظهور حالات مرضية واجتماعية متدهورة بسبب طول فترة النزوح، وعدم وجود أماكن مناسبة ومساكن لإيواء النازحين نظرا لكثرة أعدادهم . جريدة الراية القطرية