العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العمليات الانتحارية في لبنان ... استشهاد أم إرهاب؟! - الرأي الكويتية - الكويت
نشر في الجنوب ميديا يوم 05 - 03 - 2014


آمنة منصور
الإرهاب عقلية وذهنية خطيرة جداً موجودة وتشكل خطراً ليس فقط
على الوطن العربي
بل على العالم
الإرهاب آفة دولية على كل الشعوب
وكل الدول وله في كل بلد أسبابه الخاصة
نحتاج لقيام الدولة القوية التي تمنع الإرهاب الانتحاري والإرهاب الناتج
عن الاغتيالات
عندما تكون الثورة في سورية سلمية ويعتدى عليها
ثم تدافع عن نفسها فهذه مقاومة وليست إرهاباً
أي اعتداء على أبرياء ومدنيين خارج إطار المعارك العسكرية واعتداء العدو الصهيوني
هو إرهاب
كل عملية تفجير في إطار مدني فيه نساء وأطفال ومدنيون منفذها
لا يكون استشهادياً
المقاومة تكون عند مواجهة العدو الصهيوني المعتدي والدفاع عن الأرض
الولايات المتحدة تصنّف الإرهاب حسب مصالحها ومفهمومها للإرهاب يختلف تماماً عن مفهوم «حزب الله»
الكثير من الحركات الإرهابية تدعمها الولايات المتحدة بشكل مباشر وعلني وما زالت تدعم الإرهابيين حتى في سورية
معايير تحديد الولايات المتحدة وإسرائيل للأعمال الإرهابية سياسية
التمييز الأساسي بين المقاومة والإرهاب هو بقدر ما تتحاشى المقاومة
استهداف المدنيين
المقاومة من أجل تقرير المصير مشروعة حتى إذا اضطرت إلى استخدام
الكفاح المسلح
الإرهاب ومكافحته، عنوان اقتحم المشهد اللبناني السياسي والامني في الاشهر الأخيرة. صار على كل شفة ولسان، غزا الشاشات، تصدّر البيانات، عُقدت من اجله الاجتماعات، استُنفرت في مواجهته كل الطاقات واحتلّ البند الأول في مسودة البيان الوزاري الموعود لحكومة الرئيس تمام سلام التي تجمع على طاولة واحدة طرفي الصراع 8 و 14 آذار.
الإرهاب ومكافحته، لم يكن عنواناً طارئاً على لبنان ولا على المنطقة، ولكنه بدا وكأنه باغت الجميع دفعة واحدة مع عمليات التفجير ولا سيما الانتحارية التي نشطت في غير ساحة اقليمية وبلغت لبنان بعد تورّط «حزب الله» بالقتال في سورية الى جانب نظام الرئيس بشار الأسد حيث سُجلت 10 عمليات استهدفت بيئة الحزب في غضون نحو سبعة أشهر بينها 8 انتحارية.
في الماضي القريب، غالباً ما كان «حزب الله» في عين الحدَث الاقليمي والدولي مع وضعه على لوائح الإرهاب الاميركية والاوروبية واعتباره من دول مجلس التعاون الخليجي «منظمة ارهابية» مع امتناع هذه الدول عن وضعه على لوائح الحركات الإرهابية «لضرورة القيام بالمزيد من الدراسة»، اضافة الى ان عناصر منه تُحاكم في المسؤولية عن الجريمة الارهابية المتمثلة باغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري.
وفيما يتجاذب «الإرهاب» تعريفات متناقضة وتأويلات على حدّي الانتحار والاستشهاد، قاربت «الراي» هذا المصطلح الطارئ من زاويتيْ القانون والسياسة، وبحثت مع قانونيين وسياسيين في معايير التمييز بين الإرهاب والمقاومة. فكانت هذه الحوارات:
أستاذ القانون الدولي والخبير في «الجنائي» يؤكد أن الإرهاب فعل ولا يجوز أبدا تبريره بأنه ردة فعل
جوني: الإرهابيون ضربوا قبل أن يذهب «حزب الله» إلى سورية
أكد أستاذ القانون الدولي والخبير في القانون الجنائي الدكتور حسن جوني، أن «الإرهابيين لم ينشأوا عندما ذهب «حزب الله» إلى سورية، وكأنه لم يكن هناك إرهابيون قبلاً»، معتبراً أن «الولايات المتحدة تصنّف الإرهاب بحسب مصالحها، ومفهومها للإرهاب يختلف تماماً عن مفهوم «حزب الله»، فمفهوم الأخير للإرهاب واضح وهو مَن يقوم بقتل المدنيين بهدف إرهاب الآخرين بينما معايير الولايات المتحدة سياسية».
مع تزايد الحديث عن الإرهاب في لبنان والمنطقة وضرورة مواجهته، هل يمكن القول اننا بتنا أمام تعريف موحد إقليمياً ودولياً للإرهاب؟
أولاً هناك عدة تعريفات للإرهاب، وهناك تعريف عربي صدر عن جامعة الدول العربية. عملياً بات الإرهاب واضحاً ومعروفاً في شكل عام، لأن هناك عدة معاهدات دولية منذ العام 1937، ومكافحة الإرهاب موضوع قديم جداً.
موضوع التعريف واضح عملياً لأن هناك رفضاً من دولتين هما إسرائيل والولايات المتحدة للاعتراف بوجود تعريف، والسبب أنهما وبعض الدول يريدون أن يبقى التعريف غير واضح لتكييف أي أعمال تحصل بحسب مصالحهم. وبالتالي إذا كان مرتكب الفعل حليف الولايات المتحدة وإسرائيل لا يُعد عملاً إرهابياً، وإذا كان معادياً يكون العمل إرهابياً.
عملياً القانون الدولي عرّف في شكل عام أو حدّد الأعمال الإرهابية. فالعمل الإرهابي هو كل عمل يهدف إلى إرهاب الناس وايجاد حال ذعر عندهم؛ كل التعريفات اتخذت هذه النقطة كبداية. ومن ثم هناك اتفاقية جنيف التي حددت الاعمال التي إذا حصلت خلال النزاع المسلّح تشكل عملاً إرهابياً. وأيضاً هناك كثير من الاتفاقيات التي تحدد الأعمال الإرهابية.
المعاهدة العربية التي عرّفت الإرهاب استثنت من هذا الموضوع كل الأعمال العسكرية التي تحصل خلال النزاع العسكري الحروب، وهذا أمر طبيعي لأنه حتى بعض المعاهدات الدولية مثل معاهدة منع أخذ الرهائن استثنت أيضاً العمليات التي تحصل في حال نزاع عسكري. بهذا المعنى يجب تطبيق اتفاقيات جنيف بهذه الحال يعني عمليات المقاومة، حركات التحرر، عمليات النزاع العسكري، هذه عمليات يطبق عليها القانون الدولي الإنساني، الذي يبحث أساساً هذه الأمور. المهم أن هناك تعريفاً دون أدنى شك، هناك اجماع تقريباً في العالم على أن أي عمل بنية ايجاد حالة ذعر عند المدنيين، او عمل قتل، عمل التفجير، استعمال المواد السامة، هو عمل إرهابي.
قانون العقوبات اللبناني أيضاً يعرّف الإرهاب ويحدد أساساً الوسائل التي يمكن اذا استُعملت أن تعتبر عملاً إرهابياً، طبعاً بنية ايجاد حال رعب عند المدنيين.
مع اعتماد «حزب الله» لخطاب يدعو إلى مكافحة الإرهاب، هل يمكن أن نجده في ناد واحد مع الولايات المتحدة والغرب واسرائيل ربما يرفع الشعار نفسه؟
لا أعتقد ذلك، لأن هناك سبباً أساسياً وواضحاً وهو ان الولايات المتحدة تصنف الإرهاب حسب مصالحها، ومفهمومها للإرهاب يختلف تماماً عن مفهوم «حزب الله». فمفهوم الأخير للإرهاب واضح وهو مَن يقوم بقتل المدنيين بهدف إرهاب الآخرين بينما معايير الولايات المتحدة سياسية وليست معايير علمية قانونية، فالكثير من الحركات الإرهابية تدعمها الولايات المتحدة بشكل مباشر وعلني وهي ما زالت تدعم الإرهابيين حتى في سورية بشكل علني. واياً يكن الخطاب، في النهاية هذا هو الواقع. والأمر نفسه بالنسبة لإسرائيل، فهي دعمت الإرهاب وما زالت وهي دولة إرهابية بحد ذاتها. وبالتالي لا يمكن أن يكون لهم الموقف نفسه بالمضمون نفسه. وهذه نقطة مهمة لا بد من الانتباه اليها، اي أن معايير تحديد الولايات المتحدة وإسرائيل للأعمال الإرهابية سياسية. وإذا نظرنا إلى كل التاريخ نعرف تماماً هذه المسألة.
ما معنى أن يرفع الانتحاريون مطالب سياسية لا دينية؟
هذه حجة يجب الانتباه لها؛ فالإرهابيون لم ينشأوا عندما ذهب «حزب الله» إلى سورية، وكأنه لم يكن هناك إرهابيون من قبل. هذا كلام غير صحيح.
ألم تتزامن التفجيرات في لبنان مع مشاركة «حزب الله» بالحرب في سورية؟
أبداً. هم قاموا بعمليات اغتيال قبل الأزمة السورية، سواء كان في نهر البارد أم في الضنية أم في عرسال. وحين تم ارتكاب مجازر بحق الجيش اللبناني، لم يرتبط هذا العمل بالموضوع السوري. وهم كانوا ارتكبوا أعمالاً إرهابية في مصر وفي سورية وتونس وفي روسيا. هم الفريق نفسه، لذلك لا يرتبط ذلك بالموضوع السوري نهائياً. هل الجيش اللبناني يحارب؟ هم لم يطالبوا فقط بإطلاق الموقوفين، بل يعتبرون الجيش اللبناني شريكاً. هل الجيش اللبناني منذ أحداث نهر البارد يحارب في سورية؟ لذلك لا يجوز أبداً تبرير الإرهاب بأنه ردة فعل، الإرهاب هو فعل وليس ردة فعل، بل هو عقلية وذهنية خطيرة جداً موجودة وتشكل خطراً ليس فقط على الوطن العربي بل على العالم. لقد تم اغتيال ضباط بشكل علني في عرسال، وهذا عمل إرهابي، واغتيال الشهيد فرنسوا الحاج وغيرها من الأعمال البشعة.
الإرهاب عملياً بالسياسة ليس بالجديد على العالم، فهو موجود منذ زمن بعيد وهو يشتدّ عندما يمر العالم بأزمة، والعالم الرأسمالي يمرّ اليوم بأزمة. هو أوجد الإرهاب في أوروبا عبر الفاشية والنازية وهؤلاء ما كانوا مسلمين ولم تكن لديهم أي عقيدة دينية وارتكبوا مجازر بحق البشرية لم يرتكبها إنسان، والحرب العالمية الأولى كلفت 20 مليون ضحية والثانية 60 مليوناً، وبالتالي الإرهاب يتطلب دراسة عميقة من حيث أسبابه خصوصاً الأسباب الاجتماعية والسياسية. لا يكفي فقط البحث عن ردة الفعل هنا وردة الفعل هناك.
الولايات المتحدة كانت تدعم «القاعدة» وطالبان ضد الاتحاد السوفياتي آنذاك. أضف أن إسرائيل ارتكبت مجازر بحق شعبنا. طرد الشعب الفلسطيني من أرضه ومنعه من العودة إليها، الاحتلال، الاستيطان، أليس كل هذا إرهاباً؟ المطلوب اليوم البحث في الأسباب، وما دام اليوم هناك أزمة اقتصادية كبيرة جداً في العالم فسيستمر الإرهاب لأنه يشكل بالنسبة لهذه الدول غطاء أو عدواً وهمياً تستطيع من خلاله تأجيل الأزمة أو تفادي ظهورها في شكل واضح حيث يتم «إلهاء» المجتمعين الأوروبي والأميركي بهمّ الإرهاب و«الإسلاموفوبيا» كما في الحرب العالمية الثانية مع الفاشية والنازية. وبالتالي هذه الفرق الإرهابية باعتراف الجميع، كانت تتدرب في الولايات المتحدة، واسرائيل هي راعية الإرهاب في العالم.
أستاذ القانون الدولي العام أكد شرعية المقاومة من أجل رفع الاحتلال
المصري: تعريف الإرهاب ينطبق تماماً على ما تقوم به الجماعات التكفيرية
أوضح أستاذ القانون الدولي العام الدكتور شفيق المصري أن «التعريف التقليدي والمبسط للإرهاب هو أي عمل عنف غير مشروع يستهدف المدنيين من أجل تحقيق أغراض سياسية أو لدواع سياسية»، مشيراً إلى أن «هذا التعريف ينطبق تماماً على الأعمال التي تقوم بها الجماعات التكفيرية اليوم». وشدّد على أن «التمييز الأساسي بين المقاومة والإرهاب هو بقدر ما تتحاشى المقاومة استهداف المدنيين».
ما تعريف الإرهاب في القانون الدولي؟
في الواقع، الدول لم تتفق على تعريف واحد وشامل للإرهاب، وذلك لسبب رئيسي هو أن دول الجنوب أي تلك التي كانت تُعرف بدول العالم الثالث تصرّ على إرهاب الدولة وليس فقط إرهاب الأفراد، فيما الدول الأخرى والغربية عموماً رفضت أن تدخل هذا التعريف بإرهاب الدولة أيضاً واقتصرت على إرهاب الأفراد ولذلك لم يصدر عن الأمم المتحدة تعريف شامل عن الإرهاب. لكن كل المعاهدات الدولية التي عملت على مكافحة أنواع مختلفة من الإرهاب مثل القرصنة وخطف الطائرات والاتجار بالبشر، تضمنت تعريفاً متخصصاً للإرهاب في الحقل الذي نصت المعاهدة عليه.
اليوم أصبح هناك نظام عالمي لمكافحة الإرهاب وهو يقوم على ركنين أساسيين؛ الركن الأول هو مجموعة المعاهدات الدولية التي اتفقت عليها الدول في مكافحة أنواع من الإرهاب، والركن الثاني يتمثل بقرارات صادرة عن مجلس الأمن مستندة الى الفصل السابع من الميثاق أي أنها ملزمة لكافة الدول.
غير أن التعريف التقليدي والمبسط للإرهاب هو أي عمل عنف غير مشروع يستهدف المدنيين من أجل تحقيق أغراض سياسية أو لدواع سياسية. فهذا التعريف شمل العناصر التالية: المدنيين، العمل العنيف، وأن يكون إما منطلقاً من دواع سياسية أو لتحقيق أغراض سياسية.
طرأ على الحياة السياسية اليوم مصطلح الإرهاب، أين يتقاطع الكلام اللبناني عن الإرهاب ومكافحته مع التعريف أعلاه؟
هذا التعريف ينطبق تماماً على الأعمال التي تقوم بها الجماعات التكفيرية اليوم، لأنهم يتوسلون العنف ويستهدفون دائماً المدنيين ومن أجل أغراض سياسية.
كلمة مدنيين هي بمفهومها الأوسع الأشخاص غير المقاتلين، وهذه التفجيرات تستهدف كل هؤلاء.
من المعروف أن «حزب الله» مُدرج على لوائح الإرهاب الأميركية والأوروبية، كيف بإمكانه مكافحة الإرهاب في لبنان لا سيما وأنه ممثل في الحكومة التي أخذت على عاتقها هذه المهمة؟
في الأصل كان «حزب الله» وارداً ضمن تصنيف أميركي للإرهاب، ثم قام الاتحاد الأوروبي بتصنيف جديد بالنسبة للحزب، فاعتبر جناحه العسكري إرهابياً، أما السياسي فيبقى في إطار تنظيمي حزبي سياسي. طبعاً الفصل عملياً بين العسكري والسياسي أمر صعب جداً بالنسبة للحزب. ومع ذلك بقي التصنيف كما هو بالنسبة لهاتين الجهتين فقط، ولم يصدر عن القانون الدولي والهيئات الدولية أي تصنيف على الإطلاق. فاليوم الجانب اللبناني ومجموع اللبنانيين الذين يتعاونون مع «حزب الله» يميّزون بينه كشق عسكري وشق سياسي، واذا أخذنا مثلاً ما يقوم به فريق 14 آذار (مارس)، فالرئيس (سعد) الحريري أعلن تعاونه مع «حزب الله» في الحكومة سياسياً من على بوابة المحكمة التي تقاضي عناصر من الحزب في اغتيال والده. أي بالمفهوم الضمني هذا المشروع ينطبق فقط على النشاط السياسي، لكنني قلت ان الفصل بين السياسي والعسكري في التدقيق بالموضوع أمر صعب.
تارة يتم الحديث عن عمليات استشهادية وطوراً عن عمليات انتحارية، هل لهذا النوع من العمليات صلة بحق الشعوب في تقرير مصيرها؟
القانون الدولي شرع المقاومة الوطنية من أجل تحقيق تقرير المصير، وكذلك من أجل رفع الاحتلال. ولكن هذا الامر في الواقع له عدة شروط ومن ضمن هذه الشروط عدم استهداف المدنيين والتمييز بين المقاومة والإرهاب. وبالتالي نؤكد اليوم ضمن القانون الدولي أن المقاومة من أجل تقرير المصير مشروعة حتى إذا اضطرت الى استخدام الكفاح المسلح. التمييز الأساسي بين المقاومة والإرهاب هو بقدر ما تتحاشى المقاومة استهداف المدنيين. وطبعاً الأسلحة المحظورة وشروط أخرى محددة.
تقرير المصير في بعض الحالات قد يتوسل استخدام القوة المسلحة، لكن عندما يأتي هذا الاستخدام مستهدفاً للمدنيين يصعب التمييز في هذه الحالة بين المقاومة والإرهاب.
مستشار رئيس حزب «القوات اللبنانية» اعتبر أن فريقاً سياسياً لا يريد قيام الدولة لأنه يريد أن تبقى الأمور «فالتة»
قاطيشا: لم نشهد الإرهاب إلا بعد قتال «حزب الله» في سورية
رأى مستشار رئيس حزب «القوات اللبنانية» العميد المتقاعد وهبي قاطيشا أن «الإرهاب آفة دولية على كل الشعوب وكل الدول، وله في كل بلد أسبابه الخاصة، حيث يكون الإرهاب نتيجة لشيء ما»، معتبراً «أننا في لبنان لم نشهد الإرهاب إلا بعد دخول «حزب الله» بسلاحه إلى الساحة السورية. لذلك إذا أردنا معالجة الإرهاب علينا معالجة السبب الأساسي وإلا فلا يمكننا معالجته».
بدا أن الحكومة اللبنانية تضع على رأس أولوياتها مكافحة الإرهاب، كيف تقاربون هذا المصطلح الجديد الذي تصدّر الحياة السياسية في لبنان؟
- الإرهاب آفة دولية على كل الشعوب وكل الدول، وله في كل بلد أسبابه الخاصة، حيث يكون الإرهاب نتيجة لشيء ما.
ونحن في لبنان لم نشهد الإرهاب إلا بعد دخول «حزب الله» بسلاحه إلى الساحة السورية. لذلك إذا أردنا معالجة الإرهاب فعلينا معالجة السبب الأساسي وإلا فلا يمكننا معالجته. قد يكون للإرهاب أسباب أخرى في أماكن أخرى. أما في لبنان فالعمليات الانتحارية لم نرها في لبنان إلا بعد دخول «حزب الله» الساحة السورية. نحن «نتخانق» في لبنان منذ 40 سنة، ولكننا خلالها لم نجد أي انتحاري فجّر نفسه في مسجد أو في كنيسة.
عمليات انتحارية بعد عمليات اغتيال سياسي، أي مفهوم للإرهاب يمكن اعتماده في لبنان؟
- الاغتيالات السياسية إرهاب أكبر، وهي إرهاب فكري. فحين يتم اغتيال رجل سياسي بسبب آرائه السياسية لا يتم فقط استهدافه ومعه عدد من المدنيين يسقطون بين قتلى وجرحى، بل يتم استهداف مجتمع بأكمله. لذلك الإرهاب قضية متكاملة بين الانتحاريين الذين يفجرون أنفسهم بأشخاص أبرياء، والأخطر الاغتيال السياسي الذي تتم ممارسته منذ 9 سنوات على قياديين لبنانيين إعلاميين وسياسيين، هذا فضلاً عن أنه يتم منعنا من التوصل إلى حقيقة الجهة التي نفذت الاغتيال بحق المسؤولين.
بناء على ما تقدم، هل ترون أن لبنان بحاجة لإرساء سياسة واضحة لمكافحة الإرهاب، وهل من الممكن الاتفاق على سياسة واحدة تكافح الإرهاب ضد المدنيين والاغتيال السياسي في آن واحد؟
- الأمر لا يحتاج لأي سياسة، بل لقيام الدولة القوية التي تمنع الإرهاب الانتحاري وتمنع الإرهاب الناتج عن الاغتيالات. الدولة القوية التي يكون فيها أمن موحد أي مسؤولون عن الأمن يعالجون الأمن، لا فريقاً يقيم أمناً ذاتياً في مربع أمني يُمنع أحد من الدخول إليه، فيما هو يتدخل بكل شاردة وواردة ويصادر القرار السياسي ويأخذه إلى مكان آخر. والأمن يبدأ على حدود لبنان لا في المدن أو الضواحي. هدفنا قيام الدولة، ولكن هناك فريق يرفض قيامها لأنه يريد أن تبقى الأمور «فالتة» ليأخذ البلد إلى مكان بعيد عن مكانه الطبيعي وبعيد عن ثقافة الشعب اللبناني التاريخية. لذلك الصراع هو بين أن نقيم دولة أو لا. والمتبقي كله «ضحك على الذقون».
وسط الحالة الإقليمية، أيّ دور يمكن أن يلعبه المسيحيون في هذا الجو المحتدم بين تطرفين في البيئات السنية والشيعية، هل هو الانكفاء أم تقريب وجهات النظر بين الاعتدال في المذهبين؟
- الدور الذي يلعبه المسيحي هو بالتشديد على قيام الدولة، الدولة العادلة، دولة المساواة، دولة القانون، لا أن يأخذ دور «أبو ملحم» وأن يكون مبشراً بالحرية والعدالة في محاضرات، بل أن يكون مساهماً أكبر في بناء الدولة لإقامة الحرية والعدالة والمساواة بين كل اللبنانيين، وإلا فلا دور لا للمسيحي ولا لغير المسيحي.
نائب «الجماعة الإسلامية» أكد أن عمليات التفجير
التي تتم اليوم في لبنان غير شرعية
الحوت: قتال «حزب الله» للشعب السوري... إرهاب
أكد نائب «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت، أن «أي اعتداء على أبرياء ومدنيين خارج إطار المعارك العسكرية واعتداء العدو الصهيوني هو إرهاب»، محذراً من أن «كل عملية تفجير في إطار مدني فيه نساء وأطفال ومدنيون فهذا لا يكون استشهادياً»، ومشدداً على أن «عمليات التفجير التي تتم في لبنان هي عمليات غير شرعية».
كحركة إسلامية، كيف توصّفون الإرهاب؟
أي اعتداء على أبرياء ومدنيين خارج إطار المعارك العسكرية واعتداء العدو الصهيوني هو إرهاب.
في رأيكم ما الفارق بين العمليات الانتحارية والعمليات الاستشهادية؟
بالتوصيف، المعركة بين الجيش الصهيوني واللبنانيين يُعدّ كل مَن يُقتل فيها من اللبنانيين شهيداً كيفما كانت الطريقة سواء قُتل بإطلاق نار أم قام بتفجير نفسه بالعدو، فهذه عملية استشهادية. أما كل عملية تفجير في إطار مدني فيه نساء وأطفال ومدنيون فهذا لا يكون استشهادياً. هو يظن نفسه استشهادياً، لكن في نهاية الأمر لا ينطبق عليه مصطلح الاستشهاد.
أين تصنفون عمليات التفجير التي تتم اليوم في لبنان. هل هي استشهاد أم قتل للنفس أو انتحار؟
عمليات التفجير التي تتم هي عمليات غير شرعية. أنا ليس من واجبي تحديد مصير هذا الإنسان، فالله سبحانه وتعالى هو الذي يحدد مصيره، لكن الفعل نفسه هو فعل غير شرعي، وبالتالي غير مبرر.
بتوصيف الإرهاب، الغرب يعتبر المقاومة إرهاباً. النظام السوري وحلفاؤه يعتبرون أن المعارضة السورية ولا سيما بعض أطرافها إرهاب. كيف تقاربون هذا الموضوع؟
مواجهة المحتل بكل طريقة من الطرق هي مقاومة وليست إرهاباً. كل أداء اللبنانيين منذ 1982 منذ فعل «الجماعة الإسلامية» في صيدا إلى «حزب الله» إلى كل مَن واجه العدو الصهيوني الذي احتل أرضنا واعتدى عليها، هذه مقاومة وليست إرهاباً. عندما تكون الثورة في سورية سلمية ويعتدى عليها ثم تدافع عن نفسها فهذه مقاومة وليست إرهابا. عندما يرمي النظام براميل الديناميت على المدنيين فهذا إرهاب. عندما يرسل «حزب الله» عناصره العسكرية لمقاتلة الشعب السوري هذا إرهاب وليس مقاومة. المقاومة تكون عند مواجهة العدو الصهيوني المعتدي والدفاع عن الأرض. وعند الدفاع عن النفس في وجه نظام قاتل، فهذه مقاومة وليست إرهاباً.
هل توصيف الإرهاب حصراً بالجماعات التي تلجأ إلى العمليات الانتحارية أم أن هناك أشكالاً أو معايير أخرى للتوصيف؟
معيار الإرهاب ليس في التفجيرات، بل في مَن هو مستهدَف. إذا كان المستهدَف مدنيين فيكون ذلك إرهاباً. لذلك تكلمت عن براميل الديناميت التي يلقيها النظام والمجازر الجماعية التي يقوم بها في سورية، وتكلمت عن مجموعات «حزب الله» التي تقاتل في سورية. هذا كله إرهاب. لا تفجير فيه بل يظل استهدافاً للمدنيين. أما مَن يستهدف جيش العدو المحتل فتلك مقاومة.
ما معنى أن يكون لهذه العمليات بُعد وغايات سياسية (المطالبة بانسحاب «حزب الله» من سورية وإطلاق الموقوفين الإسلاميين) لا عقائدية دينية؟
أولاً التفجيريون ليسوا محصورين بدين أو بآخر. ففي ايرلندا رأينا الكثير من هذه العمليات. ثانياً الدين الإسلامي لا يقول لإنسان فجِّر نفسك، بل يقول له دافع عن نفسك. والتفجير حينها يصبح أداة تكون مشروعة أو غير مشروعة، لكنها في مواجهة المدنيين تكون حكماً غير مشروعة. أما إن كانت في الجيش المحتل أو المعتدي يكون موضوعاً آخر. لذلك عندما يأتي التبني فإنه لا يأخذ شكل المصطلحات الدينية، بل يأخذ طبعاً شكل المصالح. هو يعتدى عليه في سورية، فيطالب بوقف الاعتداء عليه والانسحاب من سورية، وبالتالي الحرب ليست هدفاً بذاتها، بل لتحقيق مصلحة والدفاع عن النفس في وجه معتدٍ. لذلك من الطبيعي أن يكون طلب هؤلاء الناس انسحاب «حزب الله» الذي يعتدي عليهم في سورية.
أليست فكرة الجهاد والاستشهاد مرتبطة بنية خالصة لله، أو من الممكن أن تحمل أهدافا ومعاني سياسية؟
مَن يقوم بالعمليات التفجيرية يعتقد في قرارة نفسه أنه يقوم بهذا الأمر لأن الله سبحانه وتعالى سمح له بذلك. طبعاً هو منطلق من مفهوم خطأ، لكن أنا أقول كيف هو يفكر، بينما في حقيقة الأمر الله نهى عن استهداف المدنيين وسمح بالدفاع عن النفس في وجه جيش أو عدو يقاتل أو معتد. أما المدنيون فالله نهى في كل الأحوال عن استهدافهم.
ايلاف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.