آراء واتجاهات ناصر سعيد ناصر العيشي الجمعة 07 مارس 2014 01:34 صباحاً أنت ابن الشرق الخجول النبيل بين يديك ثقافتان هما ثقافة الاضطهاد والاستعباد والاستبعاد وثقافة الانعتاق والانطلاق والاستحقاق ، وأنت ممن خرجوا من بين أتون صراع تلكما الثقافتين بتاريخ أمتك وبوجدان الامتداد العاطفي من مجتمع اليوم إلى مجتمعات المراحل التي احتضنت تلكما الثقافتين ، وما حفلت به من صراعٍ من أجل البقاء ؛ من أجل بسمةٍ على وجه طفلٍ ، من أجل حضنٍ دافئٍ يكنّ ذلك الطفل ، من أجل منزلٍ يأوي ذلك الطفل ، من أجل روضة أطفالٍ ومدرسةٍ تربي ذلك الطفل ، من أجل مستقبلٍ لأبنائنا يعيشون فيه أنداداً أخواناً أعواناً على زرع بذور السلام مع كل أبناء المعمورة بحبّ وألفةٍ وسعادةٍ ، ذلك لن يتحقق لأبنائنا إلآ إذا زال كابوس القهر وطاغوت الأسر بقيود الوثائق التي لا تستنطق الحقائق ، ( بان كي مون ) إن الوقائع أمهات الشرائع ، وإن القرارات بنات المرارت ، وإن النتائج سببها الحوائج ، وإن التنفيذ ينهي التشذيذ ، فانهوا ما شذّ في حياتنا بإزالة من تسبب في ذلك ، وأزيحوا مرّ الحياة من قلوبنا بقراراتٍ لا تحكمها المصلحة المادية ولا الولاءأت السياسية ، حكموا الوقائع في الشرائع ، ولا تبنوا الشرائع بقيود المطامع ، ولتعلموا أن الحقائق تسقط الوثائق ، وقد سقطت وثائق اتهام جاليلو بعد عهودٍ من ظلمه ، وسقطت دساتير الطغاة والبغاة من هتلر إلى موسوني ، ( بان كي مون ) ابن الشرق النبيل ؛ فلتسقط الوثائق لتقام الحقائق وليبنَ القرار على الآثار والدمار والانتحار ، إنه شعبٌ ينتحر على مذبح الحرية بمليوناته التي أعدم فيها الطفل والشاب والشيخ الكبير والنسوة والزرع والضرع ، وإذا كان هناك عهدٌ دوليّ لحقوق الإنسان ، فهو عهدٌ بيديك الأمينة ، ونحن أمانةٌ إنسانيةٌ أمام الضمير العالمي ، وأمام التاريخ البشري ، وأمام الشعوب والأمم المتحضرة ؛ بالحق والخير والجمال منتصرة ، وبقلوبٍ خافقةٍ منتظرة . . لقد انتظر الجنوبيون أن بنطق أبو الهول الأممي نصراً أو أزراً أو حصراً لقضيتهم ، فإذا بأبي الهول الذي سكت دهراً نطق كفراً ، فقد حصر الأمر كله على طرفي النزاع في الشمال ، ولم يعر قضية الجنوب أي اهتمام ، والتأكيد على تنفيذ المبادرة الخليجية وتنفيذ نتائج مؤتمر الحوار ، وحجز الأموال ومنع السفر واستعادة الأصول ، ولجنة التحقيق في انتهاكات 2011 م في ساحة جامعة صنعاء ، وما تبعها ، جميعها تصب في جهة معينة ، ولا تنظر للانتهاكات التي عاشها أبناء الجنوب منذ 1994م بعد الاجتياح الغاشم بجحافل الجهالة والتخلف والهمجية التي أرادت أن تبتلع الأرض سافلها وعاليها ، وأرادت أن تقتلع الإنسان تاريخاً وجغرافيا ، وجعلت ذلك نهجاً دؤوباً لإفقار الأرض والإنسان ، متناسيةً أن طائر الفينيق يبعث من جديد كلما غطاه رماد الحرائق ، وأن زيزيف ما زال يحمل الصخرة العظمى بأثقالها حتى يصل إلى القمة المرتجاه ، وحامل شعلة اللهب برومثسيوس ما زال يتخطى الدياجير أفقاً أفقاً ولسوف يدخل جبل حديد لصهره من جديد لحلمنا الوليد ، سوف يأتي سبارتاكوس العدني في حلل مدرم وعبّود وراجح ، في دفقات حسّان وتبن وحجر ، في شموخ شمسان وردفان ونعمان ، في دلتا أبين وخور المكلا ، اذهبوا بقراركم السابع عشر الذي لا يرانا إلآ مسمياتٍ سياسيةً وأفراداً تزعج سكينة صنعاء التي لم تعرف الهدوء منذ أكثر من أربعة قرونٍ ، نحن لسنا مافيا إرهابٍ أو قتلٍ أو نهبٍ ، نحن يا أيها الشرقي الخجول والنبيل ؛ ( بان كي مون ) يا بن الأمة الكورية العظيمة التي تحدت الطاغوت العالمي بإرادةٍ جبارةٍ في شرقه وغربه وخرجت معلنةً عن حضورٍ دوليّ مشهودٍ ؛ لا يخيفه نثار حبات القمح في الأطلسي ، ولا زحام المحيطات من الشرق الشرقي خرجت تلك الأمة بحكمة كونفشيوس وبوذا إلى أنوار الحياة الحرة والكريمة بلا استئذان من رب وارسو أو الأطلسي النووي ولا من امبراطور مير أو ناسا الفضائي ولا ممن يحكمون باسم السماء أو الأرض خرجت وخرجت أنت معها لتقول للعالم كله عليك أن تسمع أنات المقهورين والمظلومين والمحرومين في كل بقاع الأرض وها هو مارتن لوثر كنج والمهاتما غاندي ونسلن مانديلا وحسن باعوم يقفون مؤتزرين بوشاح تاريخ الإنسان الذي نفضوا عنه غبار ظلمه محتملين آلامه وأوجاعه ومآسيه لكي يقولوا للإنسان المنسي المجهول المغمور: ما زلنا نحاول أن نمسح من على جبينك رماد الحرائق ، وأرواح المفقودين ، وصرخات المكلومين ، ما زلنا نحاول ومعنا من معنا من كل الأجناس ومن كل الأديان ومن كل الأوطان ومن كل اللغات ومعنا ابن الشرق الخجول النبيل ( بان كي مون ) ومعنا الأم ( تيريزا ) آسية السلام الاجتماعي ونائلة جائزة السلام ؛ كلنا أرواحٌ تحوم في عالم الملائكة لكي نعيد لملاك الأرض حقه بعد أن تقررفي السماء ، لإزالة كوابيس أثقال الإثنيات المتناحرة أخلاقياً وروحياً وحضارياً ؛ لكي نعيد لها شرانقها الصغيرة تعيش فيها كالنحلات العاملة المنتجة من غير إيذاءٍ لأحدٍ ، لقد أعيدت الحياة لأهل الجبل الأسود وأهل كوسوفو وأهل البوسنه ؛ أعيدوا لأهل الجنوب أكمام شرانقهم خاليةً من الشوائب لكي يعيشوا مثل عباد الله في أرض الله التي منحها لهم كما منح كل عصفورٍ عشاً يحضنه هو وأفراخه ، ( بان كي مون ) بهؤلاء ؛ لوثر كنج وغاندي ونلسن وتيريزا وأنت أنت أبن الشرق الخجول النبيل عدن الغد