** التحرش بالأطفال أمر مؤلم ، وحديث موجع ،وفاجعة خطيرة، إن حدثت لأي طفل ،فكيف إن كان هذا الطفل هو فلذة كبدنا..! لهذا تكثر الدعوات لتنبيه الأمهات ،ووضع الخطط لتحذير الأطفال من خطورة هذا الأمر. والحقيقة أني لا أتوافق مع مثل هذه الدعوات ،التي تحث على تفتيح أذهان الأطفال إلى أمور هم عنها غافلون! لأن الطفل الذي لم يتجاوز عمره 3 أو 4 سنوات ،لايقبل أن يرى الغريب عورته وهذا من الفطرة ألا يكفي أن الطفل يخبئ عورته حتى لاينظر إليه إخوانه وأقرباؤه.. وأحيانا أمه؛ فضلا عن الغريب إن تنبيه الطفل كما يروج له دعوة إلى إفساده ، لأن من طبيعته الفضول ،وتجريب كل ممنوع ، وإن نجحت الخطة واستطعنا بهذه الطريقة تحذيره ،لكننا زرعنا في قلبه الخوف الذي يتحول مستقبلا إلى عقد نفسية تؤثر مستقبلاً على علاقته بشريك المستقبل ! إن الغرب يحذرون الأطفال من الوقوع في أيدي العابثين ليل نهار، وحتى ضمن مناهج الدراسة , وماهي النتيجة ؟ للأسف مروعة!! وأنا هنا لا أعني ترك الحبل على الغارب ,ولكن تحذير الطفل بطريقة تفتحه إلى ما هو غائب عنه ليست سليمة, ولكن الصحيح في رأيي أولا: احتضانه واشباعه عاطفياً ،حتى لاينجرف الى هؤلاء تعويضا لما لديه من نقص عاطفي ، والذي يؤكد هذا أن أغلب التحرش بالأطفال يأتي من قبل الأقرباء ، والذي يكون بدوره دون اكراه الطفل ، . الأمر الأخر وهو ثقة الطفل بوالديه حتى يتمكن من البوح بكل سر. إن توبيخ الطفل حين يفصح بأخطائه يجبره على الكتمان ، لأن الطفل بفطرته يعلم أن ماحدث له خطأ جسيم لا ينبغي أن يحدث ، ويخشى من توبيخ والديه ، لأنه لايدرك أن الخطأ خطأ المتحرشين به فقط ، لهذا شعوره بالذنب يجعله يظن أنه مشترك في هذا الخطأ ، فلا يجرؤ على البوح خشية من عقاب والديه. وبدون هذين الأساسين لن تحمي ابنك بطريقة صحيحة وفعالة من التحرش ألا وهما : الإشباع العاطفي ، وقبول أخطاء الطفل حين يفصح عنها. الأمر الثالث وهو الحرص عليه بطريقة غير مبالغ فيها , حتى لا يضطر الطفل لتجاوز الحدود ،لكثرة مايضيق عليه. وأخيرا وليس آخراً ، تنبيهه من خطورة التحدث الى الغرباء ، وتوضيح الأسباب المقنعة للطفل ، التي تجعله ينفذ دون عقد نفسية قد يصاب بها مستقبلاً ، كأن تقول له أن هناك من يتاجرون بالأطفال فيبيعونهم ليكسبوا المال ، أو قد يشوهون الأطفال ليشحذوا لهم ..أيا كان ؛ولكن لا تحدثوهم عن المواضيع الحساسة التي مغبتها خطيرة. ريشة توتة - جدة صحيفة المدينة