توفيق حسين صالح الاحد 2014-03-09 22:12:18 . البعض يجهل معنى الخطاب الديني ، وعندما نستخدم الخطاب الديني يخيل له أننا نقصد بالخطاب الديني كل ما هو ديني .. . الخطاب الديني هو كل مايصلنا من أفكار دينيه مأخذوه من الدين وتحديداً من النص الديني ، كل ما يصلنا من أفكار ومفاهيم وتفسيرات ومواعظ وإرشادات جاهزه ، تشكل وعينا الديني ، نأخذها نحن جاهزه ، ونعتبرها مسلمات وتشكل قناعات ثابته في وعينا الديني وعقلنا الباطن . كما سمعنا بها وحصلنا عليها من وسائل الإتصال الدينيه المتعدده .. . وهي ليست إلا تأويلات وقراءات للنص الديني قد تكون صحيحه ، وقد تكون موظفه ومأدلجه ، ولهذا نرى توجهات دينيه مذهبيه وطائفيه ودينسياسيه متعدده .. . وكذلك نرى خطاب ديني للإنسان ككيان ،، يستهدف الإنسان داخلياً ، ونحن نعلم ان الخطاب الديني الذي وجّه لعقل وروح وكيان الإنسان خلق منهم عظماء وأبطال وزعماء غيروا وأثروا في مسار التاريخ والتاريخ الإسلامي الإسلامي على وجه الخصوص . . في بداية عهد الإسلام بمحمد صلى الله عليه وسلم وصحبة الكرام الأخيار .. كان خطابهم الديني من خيرة البشر من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وحققوا شيئاً عظيماً ، وكانوا عظماء في أنفسهم .. وسار على ذلك النهج الخلفاء الراشدين من بعده .. . توالت الأحداث والأزمان والسلطات الحاكمه في الدول الإسلاميه المتعاقبه هي من تدير زمام الدين ويمثل الدين رأيها ، فوظفت العلماء ووظفت الدين ، وتشكلت طوائف دينيه متقاتله متناحره ، كلاً يدعي الدين ، وكلاً بإسم الدين .. . وفي فترات من التاريخ ظهروا من جعلوا الدين عزه ورفعه بمعناه العظيم متمثلين مبادئه العظيمه ، وقيمه الساميه النبيله ، فخلق منهم جيل رفعوا شأن الدوله الإسلاميه .. . وفي فترات أخرى كان الجهل والتخلف حليفاً وملازماً للسلطات التي تحكم ، فخرجوا عن الدين ، وأستخدموا القمع لكل حر يريد أن يتحرر بالدين .، . في العصر الراهن نرى إختلافات وصراعات بإسم الدين كذلك . شيعه ، سنه ، إخوان . ووو كثير من ذلك ، كل ذلك بإسم الدين .. . القوى المعاديه للإسلام في العالم تعمل على تمزيق الجسد الإسلامي ، ونحن بغبائنا نحقق لهم ما يريدوا .. . ليس حديثنا هنا عن توجهات الخطاب الدينيسياسي ، لكن حديثنا عن الخطاب الديني الذي يخاطب الفرد .. . فالقران الكريم كتابنا المقدس محفوظ في لوح مكتوب .. لا خلاف حوله ، ولا من شأننا ان نخوض فيه ،،، . الإنسان ككيان وكفرد أكرمه الله ، وفضله وميزه بالعقل ، وجعل الإنسان خليفة الله في الأرض ، وجعل الملائكه تسجد لآدم . . والقران الكريم أكثر من 6200 آيه تقريباً ، منه 500 آيه تتعلق بالأحكام والأمور التعبديه اي الفقهيه .. . بما إن الدين يمثل رأي السلطه الحاكمه في كل تاريخ الدوله الإسلاميه فإن علماء الأنظمه التابعين لتلك السلطات الحاكمه ، أخذوا آيات الأحكام الآيات الفقهيه وألفت حولها أمهات الكتب ، والمحاضرات والأحكام ، وخلقوا الخلاف والشقاق والنزاع حولها . متناسين أغلب كتاب الله الذي يخاطب الإنسان والروح والعقل والضمير ، وكل ما تعني كلمة إنسان التي كرمه الله بها من معانٍ ساميه نبيله راقيه عظيمه .. . وكل الخطاب الديني الذي يصل إلينا أختزل الدين في أحكام فقهيه وصور شكليه ، بعيداً عن جوهر الدين العظيم ، بل في أغلب الأحيان خلق فرد ضعيف ركيك خاضع خانع ، مسلوب الإراده ولا حول له ولا قوه ، حتى يتسنى لتلك السلطات الحاكمه أن تقوده وتحكمه كيفما تريد هي ، لا كما أرد له الله أن يكون حراً ولا يكون عبداً لغير الله ، تم تهميش قيم الحريه والغزّه والنخوه والشهامة والأنفه والشموخ والكبرياء .. . حتى أنه يصعب علينا تمييز ما هو لله وما هو لقيصر ، لكثرة ترديد الخطاب الديني الموجّه لنا بأشياء محدده منذ أن وعينا على الدنيا .. . بينما ربنا الحكيم العليم وكتابه العظيم ، يقولوا لنا ان الله كرم الإنسان ، وميزه بالعقل ، وأن يكون حراً ، . لماذا أقول هذا ؟! . لاني تفاجأت عندما كنت أحاور بعض الشباب ، وأقول لهم ، إن الله جعل في كل واحد منا طاقه كامنه ، وقوه هائله جباره ، يستطيع الواحد منا إيقاظها وتفجيرها ليكون عضو فعّال في مسيرة البشريه هذه .. . تفأجات أن أفكارهم الدينيه القاصره ، تقول لهم أني أتابع كتابات الكتاب والمفكرين الغربيين ، وإن هذا يتعارض مع الدين من حيث اننا مسيريين وليس لنا خيره في حياتنا . بينما ما قلته ماهي إلا أفكار كتبها من نعتبرهم جهابذة الإسلام ، لكن خطابنا الديني في أيدي السلطات لم يدعها تصل إلينا لانها بالأساس تهدد مصالحه القائمه على الجهل والظلام .. . من يؤلف عشرات الكتب عن إطالة اللحيه وقص الشارب ، وضرورة قصر الثوب ، وووو من عبادات ، لكنه لا يجرأ عن تقديم محاضره عن الفكر الإسلامي والإنسان والعقل كما قال عنه الله والقران الكريم .. لانه ذلك الشيخ ضمن منظومه وخريج معاهد وعلماء أنظمه منذ مئات السنين .. . الله جعلك عظيماً ، وجعل في داخلك قوه الهيه جباره ، فكن كما أراد لك الله ، ولا كما أرد لك عبيد التخلف والجهل .، . عدة حرة